عربي ودولي

العدو يحاكم أسرى «نفق الحرية».. ورام الله رفضت قراراً إسرائيلياً بطلب تعويضات من أموال المقاصة … «الهيئة الإسلامية المسيحية»: عدوانه لن يرهب شعب فلسطين .. «فتح»: جرائم الاحتلال ستزيدنا صموداً

أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» أن تصعيد الاحتلال الإسرائيلي لجرائمه بحق الفلسطينيين سيزيد صمودهم على أرضهم وإصرارهم على دحره، فيما طالبت «الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات» المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والتدخل لوقف الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.
يأتي ذلك في حين تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها، ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى والمعتقلين في محافظات فلسطينية عدة، فيما عقدت محكمة الناصرة العسكرية الإسرائيلية، أمس الإثنين، جلسة محاكمة لأسرى «نفق الحرية» الستة.
وحسب وكالة «وفا» أوضحت «فتح» في بيان أمس أن دماء الشهداء الأبرار في جنين وبيت لحم والخليل وكل مدن وقرى ومخيمات فلسطين الصامدة لن تزيد الفلسطينيين إلا تمسكاً بحقوقهم وإصراراً على مواصلة درب الشهداء والأسرى الأبطال، درب الحرية والاستقلال وحق تقرير المصير.
ودعت «فتح» المجتمع الدولي إلى الخروج عن صمته ووقف سياسة الكيل بمكيالين وإدانة جرائم الاحتلال والضغط عليه لوقفها فوراً.
بدورها أوضحت «الهيئة الإسلامية المسيحية» في بيان أمس أن تصعيد الاحتلال عدوانه ضد الفلسطينيين وتصاعد وتيرة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى يشكلان جرائم حرب تهدف إلى إرهاب الشعب الفلسطيني وإرغامه على التخلي عن حقوقه المشروعة.
ولفتت الهيئة إلى أن سلطات الاحتلال تحاول توظيف هذه الاقتحامات لفرض وقائع جديدة وتغيير الوضع التاريخي القائم في المسجد الأقصى وصولاً إلى تهويده، مبينة أن هذا العدوان لن يرهب الشعب الفلسطيني ولن يثنيه عن الدفاع عن أرضه ومقدساته.
واستشهد أول من أمس، 3 فلسطينيين، وأصيب العشرات من بيت لحم والخليل، برصاص الاحتلال الإسرائيلي بالتزامن مع حملة اعتقالات طالت 36 مواطناً.
وأمس رفضت الحكومة الفلسطينية وجهات مختصة بشؤون الأسرى، قرارا قضائيا إسرائيليا يتيح للمتضررين من عمليات نفذها فلسطينيون، طلب تعويضات من أموال الضرائب التي تجبيها تل أبيب نيابة عن السلطة.
وحسب وكالة «معا» قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، بمستهل جلسة مجلس الوزراء إن «قرار المحكمة الإسرائيلية اعتبار أن السلطة الفلسطينية تدعم الإرهاب، لأنها تدفع مخصصات لأسر الشهداء والأسرى، أمر مرفوض بالنسبة لنا وهو غير قانوني وغير شرعي».
وأضاف إن ما تقوم به الحكومة الفلسطينية هو واجبها «تجاه الأيتام من أبناء الشهداء، والأسرى وعائلاتهم».
وقضت محكمة الاحتلال، بأن دفع الأموال من قبل السلطة الفلسطينية للأسرى وعائلاتهم يشكل تصريحا لتنفيذ العمليات، وفق ما نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أول من أمس الأحد.
وذكرت المحكمة أنه وفقا لـ«قانون الأضرار» الإسرائيلي، فإن السلطة الفلسطينية تعد بمثابة «مشاركة وداعمة للعمليات» التي تستهدف المستوطنين، وقال قضاة المحكمة إن السلطة الفلسطينية مسؤولة عن تعويض عائلات القتلى في عمليات نفذت في القدس عامي 2001 و2002.
من جهته، وصف رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قدري أبو بكر، القرار بأنه «محاولة بائسة لردع الشعب الفلسطيني وقيادته».
وطالب أبو بكر المنظومة القضائية الدولية والمؤسسات القانونية والحقوقية بـ«التحرك الفوري لوضع حد للتطرف القضائي الإسرائيلي».
وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، إن قرار المحكمة الإسرائيلية «جزء من العدوان المستمر على حقوق الأسرى وعائلاتهم».
وتجبي إسرائيل ضرائب وجمارك على السلع الفلسطينية المستوردة، ضمن ما يعرف بـ«المقاصة»، وتحولها شهريا إلى رام الله بعد خصم جزء منها.
وأمس اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، في حين تولت شرطة الاحتلال منع المصلين من الاقتراب من المنطقة الشرقية التي يؤدي فيها المستوطنون طقوسهم التلمودية، في وقتٍ وثقت مؤسسات مقدسية اقتحام 571 مستوطناً للمسجد الأقصى خلال الأسبوع المنصرم على فترتين صباحية ومسائية.
من جانب آخر عقدت محكمة الناصرة العسكرية الإسرائيلية، أمس الإثنين، جلسة محاكمة لأسرى «نفق الحرية» الستة، ووجّه الأسير محمود العارضة رسالة عبر «الميادين» قبل دخوله الجلسة، قال فيها: «نقول للأمة إن هذا الوحش هو وهم من غبار».
وحسب «الميادين» هاجمت شرطة الاحتلال الأسير العارضة بعد إلقائه هذه العبارة لمنعه من قول المزيد.
أما الأسير يعقوب قادري، فقال أمام القاضية: حتى اليوم، أعاني من أوجاع، وأتعرّض لإهمال طبي، في حين قال الأسير أيهم كممجي: إن هدفه من عملية الهروب كان زيارة قبر والدته، وأضاف: أنا غير نادم على ذلك.
وقام الأسرى في 6 أيلول 2021 بالهروب من سجن جلبوع الإسرائيلي، عبر نفق حفروه أفضى بهم إلى خارج أسوار السجن، قبل أن يعاد اعتقالهم مرة ثانية.
والأسرى هم محمد ومحمود العارضة، وأيهم كممجي، ومناضل انفيعات، ويعقوب قادري، وزكريا زبيدي.
وأعاد الاحتلال الإسرائيلي اعتقال الأسيرين يعقوب قادري ومحمود عارضة في 10 أيلول، وفي 11 أيلول أعاد الاحتلال اعتقال زكريا الزبيدي ومحمد عارضة, وأعلنت قوّات الاحتلال الإسرائيلي في 19 أيلول إعادة اعتقال الأسيرين أيهم كممجي ومناضل انفيعات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن