سورية

أغلبيتهم يتبعون إستراتيجية «التكيف السلبي».. وأطفالهم بلا تعليم … صعوبات جمة تواجه اللاجئين السوريين في الأردن

يواجه اللاجئون السوريون الذين يعيشون في مخيمات عشوائية على الأراضي الأردنية مصاعب جمة، ولاسيما في كسب رزقهم وتعليم أولادهم، في ظل تقلص المساعدات الإنسانية في الأعوام الأخيرة.
وحسب تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، فإن «نصف الأطفال في المخيمات العشوائية ممن هم في سن المدرسة يلتحقون بالتعليم الرسمي، إلا أن الرقم انخفض إلى أقل من واحد من كل خمسة في الفئة العمرية 16-17 سنة» وفق ما نقلت مواقع إلكترونية معارضة.
وتحت عنوان «مخيمات منسية» أوردت المصادر، أن «مجموعة من اللاجئين السوريين في الأردن اتخذت منطقة القويرة في محافظة العقبة جنوب الأردن مقراً لهم، وهم يعيشون في مخيم عشوائي لأكثر من عامين للعمل في قطاع الزراعة وهرباً من مصاريف الماء والكهرباء، إلا أن بُعد المدارس عن مكان سكنهم أخرج التعليم من دائرة أولوياتهم حيث يقول المزارع «أبو علي»: «نُدرك أهمية التعليم ونطمح لتدريس أبنائنا، إلا أن الإمكانات المادية لا تسمح، فالمدرسة تبعد أربعة كيلومترات عن مخيمنا وتكاليف التعليم مرتفعة».
ومن المخيم ذاته، يقول حاتم المبارك: «أطفالي الأربعة انقطع تعليمهم منذ قدومنا من شمال الأردن إلى هذا المخيم سعياً وراء لقمة العيش»، ويضيف: إن أطفاله الأربعة تتراوح أعمارهم من ثمانية إلى أربعة عشر عاماً لا يجيدون القراءة والكتابة بصورة جيدة، ويحتاج الطفل ساعة وربع الساعة للوصول مشياً على الأقدام.
تقرير لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» وثق في السابق العوائق أمام التعليم الثانوي للأطفال السوريين اللاجئين في الأردن، مؤكداً أن العقبات التي تعترض وصول الأطفال السوريين اللاجئين إلى التعليم تزداد كلما تقدموا في المدرسة، مع انخفاض معدلات الالتحاق من قرابة 90 بالمئة في الصفوف الابتدائية إلى 25-30 بالمئة فقط في المرحلة الثانوية، وفقاً لبيانات حكومية وبيانات من الأمم المتحدة.
ووجدت المنظمة، أن برامج التعليم غير الرسمي التي تستضيفها المنظمات غير الحكومية لا تصل إلا إلى جزء ضئيل من الأطفال، كما يواجه 233 ألف لاجئ سوري في سن الدراسة في الأردن عقبات متعددة أمام التعليم تكون أكثر حدة للأطفال الذين تزيد أعمارهم على 12 عاماً، من ضمنها عمالة الأطفال وزواج الأطفال بدافع الفقر، ونقص وسائل النقل المدرسية بكلفة معقولة، والسياسات الحكومية التي تحد من الوصول إلى التعليم، ونقص التعليم الشامل الذي يُبقي على الأطفال ذوي الإعاقة خارج المدارس.
ويعيش اللاجئون السوريون في الأردن ظروفاً معيشية صعبة في مخيمات عشوائية متناثرة حيث تستخدم الأغلبية الساحقة منهم «نحو 90 بالمئة من عائلات اللاجئين» إستراتيجية واحدة على الأقل لـ«التكيف السلبي»، مثل الحد من تناول الطعام أو شراء السلع المنزلية عن طريق «الدين الآجل»، من أجل الاستمرار في حياتهم اليومية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن