سورية

اقتتال «الإخوة الأعداء» مستمر وارتفاع عدد الضحايا المدنيين … الوضع الأمني في مناطق «قسد» والاحتلال التركي إلى مزيد من التأزم

واصل الوضع الأمني تدهوره في المناطق التي يحتلها النظام التركي وفي مناطق هيمنة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية شمال وشمال شرق سورية، ما انعكس سلباً على حياة السكان القاسية أصلاً بفعل تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي.

والحال أن الانفلات الأمني يتجه إلى مزيد من التأزم والتصعيد مع فقدان الاحتلال التركي و«قسد» قدرتهما على ضبط بوصلة الصراع والاقتتال بين المرتزقة المتناحرة على النفوذ والامتيازات. وبدا أن للطرفين مصلحة في دوام الوضع الأمني على ما هو عليه لضمان الإشراف والسيطرة على المرتزقة ومقدرات المناطق.

وبينت مصادر متابعة للوضع في المناطق تلك الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية لـ «الوطن» أن اقتتال «الإخوة الأعداء» في مناطق الاحتلال التركي وفي مناطق نفوذ «قسد» سجل أرقاماً قياسية لجهة عدد الخروقات والتعديات في الشهر الأخير، ما يدل على أن منحنى الفلتان الأمني أخذ بالتصاعد وبمستويات غير مسبوقة وغير معهودة.

وأشارت إلى أن جديد التأزم الأمني، إزهاق أرواح أعداد كبيرة من المدنيين الآمنين الذي بدؤوا بمواجهة الاحتلال والميليشيات رفضاً لوجودهم، وهو ما سيرفع من عمليات المقاومة والتصدي للاعتداءات الممنهجة بحقهم، وفق ما ظهر وطفا على السطح خلال الآونة الأخيرة في تلك المناطق.

البداية من ريف حلب الشمالي الشرقي، حيث تواصلت الاشتباكات أمس في بلدة الغندورة بريف جرابلس بين ميليشيات «فرقة الحمزة» وما يسمى «الشرطة المدنية» التابعة لميليشيات «الجيش الوطني»، التي شكلها نظام الرئيس رجب طيب أردوغان في المناطق التي يحتلها شمال وشمال شرق البلاد، ما تسبب بإصابة 3 مدنيين بجروح خطيرة، حسب قول مصادر أهلية في جرابلس لـ «الوطن».

ونوهت المصادر إلى أن سبب المواجهات خلافات على تقاسم المسروقات والسيطرة على طرق التهريب إلى تركيا في المنطقة الحدودية التي يتقاسم فيها الضباط الأتراك عائدات تهريب السلع والبضائع والآثار المنهوبة والمخدرات مع مرتزقتهم الذين جنوا ثروات طائلة من تلك العمليات.

وكانت بلدة احتيملات في الريف ذاته شهدت مواجهات دامية الأربعاء الماضي بين إرهابي ميليشيات «الفرقة 51» وأبناء عشيرة الموالي بعد إطلاق حاجز يتبع للميليشيات النار على الأهالي، تبعه اشتباكات جرحت 3 مدنيين وأصابت اثنين من الإرهابيين بجروح، الأمر الذي زاد من حدة الاحتقان والحقد لدى السكان ضد المرتزقة والمحتل التركي بعد السيطرة على الحاجز وتكسير محتوياته.

مصادر محلية في ريف حلب الشمالي، ذكرت لـ«الوطن» أن يوم أمس سجل أيضاً إصابة 3 مدنيين، بينهم طفلة وسيدة ثلاثينية، بجروح جراء الرصاص الطائش من اقتتال الميليشيات في مدينة عفرين ومن مشاجرة بين عائلتين محسوبتين على « الجيش الوطني» في مدينة إعزاز، في وقت توفى فيه شاب في الأخيرة متأثراً بجروح أصيب بها سابقاً.

وأفادت المصادر بأن أحد إرهابيي ميليشيات «جيش الإسلام» أصيب أمس بجروح بليغة ونقل إلى داخل الأراضي التركية للعلاج إثر إطلاق النار عليه من ملثمين اثنين تقلهما دراجة نارية في حي المحمودية داخل مدينة عفرين، وهي الحادثة الثانية من نوعها في غضون شهر.

إلى ريف منطقة رأس العين بمحافظة الحسكة، إذ وبسبب الخلافات على تقاسم المسروقات وإدارة حواجز طرق التهريب إلى تركيا وإلى مناطق سيطرة «قسد»، تجددت الاشتباكات أمس ولليوم الثاني على التوالي بين ميليشيات «شهداء الحسكة» و«شهداء بدر» التابعة لـ «الجيش الوطني» دون معرفة حصيلة المواجهات التي أدت إلى إصابة 4 من إرهابيي الميليشيات في اليوم السابق في بلدة المختلة، وتركت الباب للانفلات الأمني مفتوحاً على مصراعيه، وفق قول مصادر أهلية برأس العين لـ«الوطن».

وفي الحسكة أيضاً، قتل أمس سائق صهريج على يد عصابة حاولت إيقافه وسرقته على طريق بلدة الصغير بريف المحافظة الجنوبي الواقع تحت سيطرة «قسد»، في حين جرح 3 أشخاص في مشاجرة بشارع القوتلي داخل مدينة القامشلي.

أما في الرقة، فأكدت مصادر محلية في ريف المحافظة الشمالي لـ«الوطن» مقتل مسلحين وجرح 4 آخرين من مسلحي «قسد» بانفجار لغم مزرع في طريق السيارة التي كانت تقلهم في بلدة الهشة أمس، ولفتت إلى أن أحد الجرحى توفى متأثراً بجروح خلال إسعافه إلى أحد مشافي الرقة ليرتفع عدد القتلى إلى 3.

وأحصت مصادر معارضة مقتل 39، بينهم 24 من «قسد» وتشكيلاتها والباقي مدنيين منذ بداية العام الجاري في عمليات اقتتال وتفخيخ سيارات بمناطق ما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية الانفصالية شرق نهر الفرات باستثناء قتلى وجرحى عملية سجن الثانوية الصناعية بحي غويران بالحسكة والتي نفذها تنظيم داعش، على حين أوضحت مصادر أخرى معارضة أن العام الجاري سجل حتى أمس الأول 39 عملية تفجير أيضاً في مناطق الاحتلال التركي في إعزاز وعفرين وجنديرس والباب والراعي.

يذكر أن موقع «أثر برس» ذكر في 26 الشهر الماضي أنه جرى إحصاء 23 مشاجرة جماعية خلال العام الحالي في مناطق نفوذ «قسد» أودت بحياة 7 أشخاص وإصابة 52 آخرين بحروح، وهو اليوم ذاته الذي سجل جرح 5 إرهابيين من ميليشيات «أحرار الشرقية» «والفرقة عشرين» خلال المواجهات فيما بينهم داخل مدينة رأس العين وفي بلدة تل حلف بريف المنطقة الجنوبي الغربي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن