رياضة

بالأجنبي…

| مالك حمود

وأخيراً تحققت فكرة السماح بعودة اللاعب الأجنبي إلى الدوري السوري للمحترفين بكرة السلة.

صحيح أن العودة جاءت من باب الفاينال فور وأدواره النهائية، لكن لاشك أنها ستكون العلامة الفارقة لهذا الفاينال، وستشكل القوة الإضافية والفاصلة في المباريات وحسم اللقب بين الفرق الأربعة المتنافسة على البطولة.

عودة الأجنبي إلى سلتنا ضرورية لأسباب كثيرة ومتعددة ومهمة، لكنها ليست الهدف، وإنما البداية لمرحلة جديدة يفترض التعامل معها بفكر إستراتيجي.

وعلينا تحديد المطلوب من وجود اللاعب الأجنبي في فرقنا، وأن الغاية منه المساهمة في بناء فريق بطولة، وليس مجرد لاعب يحقق البطولة، وبناء عليه فعلينا التفكير في أن يكون اللاعب الأجنبي موجودا مع فرقنا منذ الدور الأول للمسابقة، وأهمية وجوده مع كل فرق دوري المحترفين، هذا إذا ما أردنا النظر لفائدة السلة السورية بشكل عام.

قد يجد البعض صعوبة على بعض الأندية في تأمين تكاليف اللاعب الأجنبي، ولكن بمجرد إقرار وجود اللاعب الأجنبي منذ بداية الدوري، فسوف تسارع كل الأندية للتعاقد مع لاعبين أجانب، وعندها سوف تنجح هذه الأندية بتأمين مصادر التمويل لذلك اللاعب القادم من الخارج، وهذه حقيقة، فهناك العديد من الداعمين مستعدون لدفع المال للاعب الأجنبي ويعتبرونه الساحر الذي سيفعل مالا يفعله ابن البلد، علما أن مشاركة الأجنبي في الفاينال سبقتها جدلية معينة حول استحالة إيجاد آلية تأمين القطع المطلوبة، لكنها سرعان ما تلاشت والكل سيكون معه الأجنبي في الفاينال.

الأجنبي يجب أن يكون موجوداً طيلة الدوري إذا ما أردنا الفائدة الكاملة، ومن لا يستطع التعاقد مع لاعب أجنبي فليشارك بلاعبيه المحليين، وغير القادر على مواكبة ركب الاحتراف وتحمل نفقاته، فلا عيب في مشاركته بدوري الهواة، ريثما تتحسن أموره المادية ويغدو قادراً على تحمل المتطلبات، وكفى بدوري المحترفين تفاوتاً وفوارق فنية ورقمية كبيرة، ويكفي وجود 10 فرق على الأكثر متقاربة المستوى وقادرة على التصدي لمتطلبات الاحتراف، وخصوصاً بعدما سمعنا عن لاعبين في دوري المحترفين لم يقبضوا رواتبهم منذ شهور، رغم صعوبة الظروف المعيشية.

وبذات الوقت على كل نادٍ وقبل التوجه للتعاقد مع الأجنبي التعهد بدفع كل متطلبات المحليين من دون مساومة، وخصوصاً أن المنطقة مقبلة على إطلاق الدوري المشترك لأندية غرب آسيا والخليج والهند وكازاخستان، وهي فرصة يجب أن تكون مشاركتنا فيها بأكبر عدد ممكن من الأندية السورية، وبالطبع فإن مشاركة كهذه تتطلب وجود لاعبين أجنبيين مع كل فريق في المسابقة التي تمتد لسبعة شهور، ضمن منافسات دولية تتزامن مع الدوري، وعلينا استثمارها لتحقيق الفائدة الفنية والمادية والتسويقية والترويجية لسلتنا.

فقد آن الأوان للنهوض بدورينا إلى المستوى المطلوب القادر على إنتاج مواهب عديدة وواعدة من اللاعبين والمدربين والحكام أيضاً، في معادلة متكاملة عنوانها الاحترافية في العمل والتعامل والارتقاء إلى المستوى الدولي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن