عربي ودولي

الجيش الروسي دمر مستودعي ذخيرة وحظيرة طائرات.. والبحرية استخدمت لأول مرة راجماتها «غراد – إم» ضد المتطرفين … بوتين: عندما يحدثني الغرب عن بوتشا أسألهم هل زرتم الرقة السورية؟ … لوكاشينكو: لو تأخرت موسكو في عمليتها العسكرية بأوكرانيا لكانت تلقت ضربة قوية

| وكالات

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن عزل روسيا مستحيل، وأن أميركا مستعدة لمواجهة روسيا حتى آخر أوكراني، وأنه بحث مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو تشكيل قدرة دفاعية مشتركة، في حين أوضح الأخير أنه لو تأخرت روسيا في عمليتها العسكرية بأوكرانيا لكانت تلقت ضربة قوية.

في أثناء ذلك كشفت موسكو أن مجموعة مراقبة سرية تابعة لحلف الناتو بدأت العمل في أوديسا بهدف مراقبة السفن الروسية بالبحر الأسود، وأن المدربين العسكريين للناتو ربما مختبئون في ماريوبول.

وفي التفاصيل نقلت «روسيا اليوم» عن بوتين قوله خلال مؤتمر صحفي مشترك مع لوكاشينكو عقد بعد محادثاتهما في قاعدة «فوستوشني» الفضائية في الشرق الأقصى الروسي أمس الثلاثاء: «عندما يحدثني زملائي الغربيون عن بوتشا.. أسألهم هل زرتم الرقة السورية؟ المقاتلات الأميركية سوتها بالأرض والجثث انتشرت في المدينة شهوراً حتى تفسخت ولم يكترث أحد منكم لذلك، كذلك لم يتذكر أحد منكم مئات القتلى الذين سقطوا بضربة واحدة وجهتها طائرة أميركية لأحد الأعراس، لم يأبه أحد لذلك. هدوء مطبق، لكن هذا الهدوء لم نلحظه عندما تم تدبير أعمال استفزازية في سورية واتهموا حكومة الرئيس بشار الأسد باستخدام السلاح الكيميائي، وتبين لاحقاً أن كل ذلك كان تزييفاً للحقائق، تماما كما حصل في بوتشا».

وبيّن أن «هناك الكثير من الحديث عن أن الولايات المتحدة مستعدة للقتال ضد روسيا حتى آخر أوكراني، يقال هكذا عنهم وعننا، والأمر حقاً كذلك».

وحول سير العملية الخاصة في أوكرانيا، قال بوتين: إنها تتطور وفقا للخطة الأصلية لهيئة الأركان الروسية، موضحاً أن نظيره البيلاروسي، سلمه الوثائق الخاصة بالعمل التخريبي في مدينة بوتشا، مشيراً مرة أخرى إلى أن الوضع فيها مزيف.

وخلال زيارته إلى مطار «فوستوتشني» أكد بوتين أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ستحقق مهامها وأهدافها من دون أي شك، مشيراً إلى أن صدام روسيا مع القوى المناهضة لها في أوكرانيا، كان حتمياً.

وشدد بوتين على أن أهداف العملية الخاصة في أوكرانيا «مفهومة تماماً، فهي نبيلة»، وأضاف: «الهدف الرئيس هو مساعدة سكان دونباس وشعب دونباس الذي اعترفنا به، واضطررنا إلى القيام بذلك لأن سلطات كييف، بتشجيع من الغرب، رفضت الامتثال لاتفاقات مينسك الهادفة إلى حل سلمي لقضية دونباس».

وأشار بوتين إلى أن «أوكرانيا بدأت تتحول إلى موطئ قدم مناهض لروسيا، وبدأت براعم القومية والنازية الجديدة التي كانت موجودة منذ فترة طويلة، في النمو هناك».

وشدّد على أنه «تمت تغذية نمو النازية الجديدة بشكل متعمد، وكان صدام روسيا مع هذه القوى أمراً حتمياً، لقد كانوا بصدد اختيار التوقيت المناسب للهجوم».

وقال: «لن نعزل أنفسنا، ومن المستحيل عموماً فرض عزلة محكمة على أي طرف في العالم الحديث، أما عزل بلد ضخم بحجم روسيا فهو مستحيل بالتأكيد، لذلك، سنعمل مع أولئك من شركائنا الذين يريدون التعاون».

بدوره لوكاشينكو وخلال المؤتمر الصحفي مع بوتين اعتبر أنه لو تأخرت روسيا في إطلاق عمليتها العسكرية في أوكرانيا، لكانت أراضيها قد تعرضت لضربة قوية، واتهم لندن بالوقوف وراء الاستفزاز في بوتشا الأوكرانية، معتبراً أنها عملية خاصة بريطانية، وأعرب عن استعداد مينسك لتقديم مواد للتحقيق في إعداد العملية في بوتشا.

وعلى خطٍ موازٍ كشف مصدر أمني روسي نقلاً عن مخبريهم في القوات الأوكرانية أن مجموعة مراقبة سرية تابعة لحلف شمال الأطلسي «الناتو»، تضم عاملين في مجموعة «نوردستارسبورت» الرومانية، بدأت العمل في أوديسا، ومهمة المجموعة هي مراقبة السفن الروسية في البحر الأسود.

ونقلت وكالة «نوفوستي» عن المصدر أن هدف المجموعة يتمثل في منع إنزال القوات الروسية في منطقة أوديسا وإعطاء إحداثيات مواقع السفن الحربية الروسية لتوجيه صواريخ نبتون الأوكرانية المضادة للسفن.

بدوره أعلن نائب مجلس الدوما الروسي من جمهورية القرم، ميخائيل شيريميت أن المدربين العسكريين للناتو ربما مختبئون في ماريوبول، وقال شيريميت في حديثه لـ«نوفوستي»: «أعترف بأن مدربي الناتو العسكريين وممثلي الاستخبارات لعدد من الدول الغربية ربما يختبئون في ماريوبول، وهؤلاء هم الذين دافع عنهم بإصرار الجنود والكتائب الوطنية الأوكرانية».

وأضاف: إن بلدان حلف الناتو قامت خلال السنوات الثماني الماضية ببناء قاعدة محصنة جيداً في شرق أوكرانيا لشن هجوم على روسيا، غير أن العملية العسكرية الروسية الخاصة أفشلت خططها.

وعبر شيريميت عن اعتقاده بأن أوكرانيا تحولت إلى كيان إرهابي وهو نوع من تكافل الفاشية وتنظيم داعش.

ميدانيا أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن ضربات قواتها الجوية أصابت 32 منشأة عسكرية أوكرانية، فيما استهدفت صواريخ عالية الدقة مرافق مهمة في مطار عسكري بغرب أوكرانيا.

ونقلت «روسيا اليوم» عن المتحدث باسم الدفاع إيغور كوناشينكوف قوله أمس الثلاثاء: إنه خلال الليلة الماضية دمرت صواريخ عالية الدقة أطلقت من الجو والبحر مستودع ذخيرة وحظيرة محمية تحتوي على طائرات أوكرانية في مطار ستاروقسطنطينوف العسكري في مقاطعة خميلنيتسكي غرب البلاد، بالإضافة إلى مستودع ذخيرة قرب قرية غافريلوفكا بمقاطعة كييف.

وذكر كوناشينكوف أن الأهداف التي دمرها الطيران الحربي الروسي خلال 24 ساعة الماضية، تضم منظومة صواريخ مضادة للطائرات من ظراز Buk-M1 وراداراً للإضاءة والتوجيه لمنظومة الصواريخ المضادة للطائرات S-300، بالإضافة إلى نقطة قيادة واحد و18 موقعاً لتركيز المعدات العسكرية الأوكرانية.

وأسقطت الدفاعات الجوية الروسية طائرتين من دون طيار في محيط مدينتي بيرديانسك وميليتوبول في جنوب أوكرانيا.

في غضون ذلك استخدمت البحرية الروسية لأول مرة راجماتها البحرية «غراد – إم» عيار 122 ملم قرب ميناء ماريوبول وذلك ضد المتطرفين الأوكرانيين المختبئين فيه وفي مصنع آزوف ستال.

ومنظومة «غراد – إم» الصاروخية هي راجمة صواريخ بحرية مخصصة لتدمير القوة البشرية والمعدات أثناء تنفيذ عمليات الإنزال البحري ودعم مشاة البحرية، كما أنها تخصص لحماية سفن الإنزال الصديقة من ضربات توجهها سفن العدو.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن