أصحاب محال اللحوم يتخلون عنها … رئيس جمعية اللحامين: الغلاء الفاحش جعلها بعيدة عن متناول الفقراء ولحوم حماة تذهب لمطاعم دمشق
| حماة- محمد أحمد خبازي
بيَّن العديد من القصابين في مدينة حماة لـ«الوطن» أن بيع اللحوم الحمراء ضعيف، وإقبال المواطنين على الشراء بأدنى مستوياته.
وأوضح بعضهم أن الغلاء الفاحش أصاب هذا القطاع بنسبة عالية من الجمود ما أدى لتوقف العديد من زملاء المهنة عن العمل، بعد بيعهم «عدة الشغل»، وتسليم المحال المستأجرة لأصحابها، كون الواقع لا يشجع على العمل، ودخله الشهري لا يكفي لتسديد أجرة المحال والصنّاع.
ولفت العديد منهم إلى أن من يشتري اللحوم الحمراء حالياً، هم المواطنون الميسورون، ونسبتهم 10 بالمئة فقط إن لم تكن أقل. وأشاروا إلى أنهم قبلاً كانوا يبيعون في اليوم مابين 4-8 ذبائح، وأما اليوم فيبيعون ذبيحة واحدة وبأحسن الأحوال اثنتين.
وبيَّن مواطنون لـ «الوطن» أنهم منذ سنوات طويلة استغنوا عن اللحوم بكل أنواعها، مع تنامي الغلاء الفاحش، وأنهم إذا قرروا الشراء لسبب اضطراري ما، فيشترون أوقيةً أو نصفها من اللحوم الحمراء، وفخذاً واحدة من الفروج، أو اثنتين ولكن ذلك مغامرة مالية لا تكرر إلا مرة كل شهرين!.
ومن جانبه، بيَّن رئيس جمعية حرفة اللحامين مصطفى الصباغ الشيرازي لـ«الوطن»، أن الغلاء الفاحش جعل الأغلبية العظمى من أهالي حماة تحجم عن شراء اللحوم الحمراء تحديداً. وهو ما أثر في عمل اللحامين سلبياً بشكل كبير.
وأوضح أن سعر كيلو الخروف الواقف مابين 14-15 ألف ليرة بسوق الغنم، وبعد الذبح ينتج عن الكيلو نصفه لحماً فقط، وحتى إذا تم تسعير المبيع للمستهلك بـ30 ألف ليرة للكيلو فإنه «ما بيوفي» مع اللحام. وأشار إلى أن الكيلو يباع بأسواق حماة اليوم مابين 20-25 ألف ليرة.
ومن جهته كشف رئيس اتحاد الحرفيين بحماة مسعف أصفر لـ«الوطن» أن 90 بالمئة من المواطنين غير قادرين على شراء اللحوم.
وقال: «الفقير ما معو ياكل»، فالغلاء الفاحش الذي طال الأعلاف ويعاني منه مربو المواشي، والمحروقات اللازمة لتشغيل برادات اللحامين ومولداتهم، جعل اللحوم بعيدة عن متناول الناس الفقراء. وأضاف: ورغم ذلك نسعر، كيلو اللحم للمستهلك بـ25 ألف ليرة.
بينما بيَّن المشرف على صالة الذبح بالمسلخ الفني في مجلس مدينة حماة الدكتور فياض النعمة، أن عدد الذبائح قبل حلول رمضان المبارك كان وسطياً ما بين 300-400 رأس من الغنم والماعز والعجل، وخلال الأسبوع الأول من الشهر الفضيل ازدادت لتبلغ نحو 900 رأس باليوم، ولتستقر حالياً حول 600-700 رأس باليوم. وأوضح أن العدد يزداد يومي الأربعاء والسبت من كل أسبوع ليصل إلى 800 رأس.
ولفت إلى الذبح بالمسلخ يتم لمصلحة التجار الذين يوزعون نسبة من الذبائح للحامين بحماة، والكميات الباقية لمطاعم بحمص ودمشق. وأشار إلى أن أجرة ذبح الرأس الصغير أي من الغنم والماعز 1350 ليرة، ومن الرأس الكبير أي من العجل أو الجمل 6300 ليرة.
وأكد أن عمليات ذبح المواشي التي تُجرى بالمسلخ الفني، تكون تحت إشراف طبي بيطري، كما تفحص اللحوم بعد الذبح.