عربي ودولي

موسكو: أي اتصالات مع أميركا عديمة الجدوى وشحنات أسلحتهم إلى أوكرانيا أهداف مشروعة … بوتين: التخلي عن موارد الطاقة الروسية أضر بالأوروبيين وقادرون على توجيه صادراتنا بعيداً عنهم

| وكالات

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تداعيات تخلي دول غربية عن موارد الطاقة الروسية، طالت ملايين الأوروبيين كما أثر ذلك على الولايات المتحدة.
ومع اختتام العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا أسبوعها السابع وجهت موسكو إنذاراً للدول الغربية وتوعدت بأنها ستتصدى بشدة لأي محاولات لإعاقة عمليتها العسكرية، مهددة باستهداف شحنات أسلحة تصل هذا البلد من خارج حدودها، معتبرة أن أي اتصالات كاملة النطاق مع الولايات المتحدة بخصوص أوكرانيا في الوقت الحالي عديمة الجدوى.
ونقلت «روسيا اليوم» عن بوتين قوله خلال اجتماع حكومي حول تطوير منطقة القطب الشمالي أمس الأربعاء: «لقد أثر رفض عدد من الدول الغربية التعاون الطبيعي، بما في ذلك التخلي عن جزء من موارد الطاقة الروسية، على ملايين الأوروبيين وخلق أزمة طاقة حقيقية تنعكس في الولايات المتحدة. الأسعار ترتفع في كل مكان والتضخم يتخطى الحدود وهو أمر غير مسبوق بالنسبة لهذه البلدان».
وأقر بوتين بأن روسيا تواجه صعوبات أيضاً في هذا الصدد، لكن الفرص البديلة والخيارات وآفاق الفرص الجديدة تنفتح أمام روسيا.
وقال: «بالنسبة إلى النفط والغاز والفحم الروسي سنكون قادرين على زيادة استهلاكها في السوق المحلية، وتحفيز معالجة المواد الخام وكذلك زيادة إمدادات موارد الطاقة إلى مناطق أخرى من العالم، التي هي بحاجة لموارد الطاقة».
وشدد على ضرورة استغلال كل الفرص المتاحة وتطوير ممرات النقل، بما في ذلك مشروع «خط العرض الشمالي» لمد سكك حديدية بطول 707 كيلومترات في منطقة القطب الشمالي.
وأصدر تعليمات للحكومة والشركات المشاركة، ومن ضمنها شركة «غازبروم»، في المشروع للبدء في بناء مرافق المشروع هذا العام، وحث على عدم تأجيل تنفيذ المشاريع في منطقة القطب الشمالي بسبب ضغوط العقوبات، بل على العكس يجب زيادة وتيرة تنفيذها.
وفي السياق أعلن وزير الطاقة الروسي، نيكولاي شولغين، أن سعر النفط قد يرتفع إلى 150 دولاراً للبرميل الواحد، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الوضع الجيوسياسي والاقتصادي الحالي يعرقل وضع التوقعات، ونقلت صحيفة «إيزفيستيا» عن شولغين قوله أمس: «إن تراوح سعر النفط بين 80 و150 دولاراً للبرميل الواحد أمر ممكن في الأصل، لكن مهمتنا لا تنحصر في تخمين كم سيكلف النفط بل في ضمان عمل صناعة النفط».
وشدد في الوقت نفسه على استعداد روسيا لتصدير النفط ومنتجاته إلى الدول الصديقة بأي ثمن.
ويباع خام برنت حالياً بسعر يتراوح بين 100 و105 دولارات للبرميل بعد أن ارتفع سعره في بداية آذار الماضي إلى 139 دولاراً للبرميل.
في غضون ذلك توعدت موسكو، أمس الأربعاء، دول الغرب بأنها ستتصدى بشدة لأي محاولات لإعاقة عمليتها العسكرية في أوكرانيا، مهددة مرة أخرى باستهداف شحنات أسلحة تصل هذا البلد من خارج حدودها.
ونقلت وكالة «تاس» عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أمس الأربعاء بأن موسكو تعتبر أي اتصالات كاملة النطاق مع الولايات المتحدة بخصوص أوكرانيا في الوقت الحالي عديمة الجدوى، محملاً واشنطن المسؤولية عن دعم الأطماع العدائية لنظام كييف بشكل متهور ومواصلة ضخ أسلحة حديثة إلى أوكرانيا.
وتابع: «نحذر من أننا نرى في قوافل الأسلحة التابعة لأميركا وحلف «الناتو» خلال تحركاتها في الأراضي الأوكرانية أهدافاً عسكرية مشروعة».
بدوره أعلن الناطق باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، أن الكرملين يعتبر تصريح الرئيس الأميركي، جو بايدن، حول «إبادة جماعية» للأوكرانيين محاولة غير مقبولة لتشويه الوضع.
وقال بيسكوف أمس الأربعاء: «نحن نرفض هذا الكلام قطعياً ونعتبر مثل هذه المحاولات لتشويه الوضع القائم غير مقبولة بتاتاً، كما أنه من غير المقبول سماع هذه اللغة من رئيس الولايات المتحدة الأميركية، هذه الدولة التي اقترفت أفعالاً يعرفها التاريخ الحديث جيداً».
بدورها أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أمس الأربعاء، أن نظام كييف يستخدم الحجج الواهية وبث الإشاعات حول الجيش الروسي لصرف الانتباه عن جرائمه.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن زاخاروفا قولها: «الجيش الأوكراني يستخدم المستشفيات والمدارس لإطلاق النار على الجنود الروس»، مشيرة إلى أن جنوده والمتطرفين النازيين يستخدمون المواطنين المدنيين كدروع بشرية.
وتابعت: «نعمل على تنفيذ المهام الأساسية وهي اجتثاث النازية ونزع سلاح أوكرانيا، فالطرف الأوكراني يستخدم حججاً غير مقنعة لوقف المفاوضات وهذه دبلوماسية غير ناجحة».
وأشارت زاخاروفا إلى أن الفبركات الإعلامية لن توقف موسكو عن تحقيق أهداف العملية العسكرية، مشددة على أن كييف تحضر لاستفزازات جديدة في سومي بعد انسحاب الجيش الروسي منها، مذكرة بأن الجثث التي استخدمت في مدينة بوتشا تركوها 5 أيام في الشوارع وهذا لا يمكن فهمه.
وأكدت أن اجتماع مجلس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تحول إلى مسرحية لا معنى لها، وأن الحملة الإعلامية الغربية الموجهة ضد روسيا انقلبت عليهم.
من جهة ثانية نقلت وكالة أنباء «نوفوستي» عن نائب وزير الخارجية الروسي، أوليغ سيرومولوتوف قوله أمس: إن «أكثر من 25 ألف قطعة سلاح ناري من دون انضباط وزعت لجميع الراغبين في أوكرانيا، قبل بدء العملية الخاصة»، وأشار سيرومولوتوف إلى أنه حتى قبل بدء العملية العسكرية الخاصة، وحسب مكتب المدعي العام الأوكراني، كان هناك أكثر من 5 ملايين قطعة سلاح متداولة بشكل غير قانوني في السوق السوداء بالبلاد، لافتاً إلى أن مثل هذا العدد من الأسلحة والتشكيلات المسلحة غير النظامية يزيد بالطبع من مخاطر التطرف والإرهاب في المنطقة الأوروبية وخارجها.
ميدانياً، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن أكثر من ألف عنصر في مشاة البحرية الأوكرانية استسلموا لقواتها وجمهورية دونيتسك الشعبية في مدينة ماريوبول جنوب شرق أوكرانيا، وقال المتحدث باسم الوزارة، إيغور كوناشينكوف، أثناء موجز صحفي عقده أمس: «في محيط مصنع للصلب باسم إيليتش في مدينة ماريوبول، نتيجة للتقدم الناجح للقوات المسلحة الروسية ووحدات شرطة جمهورية دونيتسك الشعبية، سلم 1026 عسكرياً أوكرانياً من لواء مشاة البحرية 36 السلاح طوعاً واستسلموا».
وأشار المتحدث إلى أن بين هؤلاء العسكريين الأوكرانيين 162 ضابطاً و47 امرأة، مؤكداً أن 151 مصاباً من هؤلاء تلقوا المساعدة الطبية الأولية في الموقع ثم نقلوا إلى مستشفى محلي للعلاج.
وعلى خطٍّ موازٍ عثر جنود الجيش الروسي لدى تفتيش مقر إحدى الوحدات العسكرية التي هجرتها القوات الأوكرانية، على طائرات من دون طيار مزودة بحاويات للسوائل وآلات رش.
ونقلت «روسيا اليوم» عن أحد العسكريين أنه تم العثور على 3 مسيرات تصل حمولتها إلى 40 كغ، وركبت عليها خزانات بلاستيكية للسوائل بسعة 30 ليتراً، مضيفاً: إن أجهزة التحكم على المسيرات احتوت على إحداثيات لمواقع القوات الروسية والمناطق المأهولة المخطط لرشها.
وقال: «من المفترض أن هذه الطائرات كان يمكن أن تستخدم لرش مواد سامة لإلحاق الضرر سواء بالقوات المسلحة الروسية أو بالسكان المدنيين والأراضي الزراعية».
في وقت سابق، نشرت وزارة الدفاع الروسية وثائق أوكرانية تفيد بأن مؤسسة «موتور سيتش» الأوكرانية وجهت استفسارات للشركة التركية المصنعة لدرونات Bayraktar حول أنظمة وآليات رش الهباء الجوي منها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن