سورية

«النصرة» يجند كثيراً من الشبان مستغلاً ظروفهم المعيشية القاسية

| وكالات

كشف تقرير، أن كثيراً من الشبان ينخرطون في صفوف «تنظيمات جهادية» نتيجة الظروف المعيشية القاسية في مناطق انتشار الإرهابيين في شمال سورية ولاسيما تنظيم «جبهة النصرة» الذي يستغل هذه الأوضاع لتجنيد الأشخاص في صفوفه، موضحة أن الأكثرية من هؤلاء الشبان لا يعتنقون الفكر المتطرف الذي تقوم على أساسه هذه التنظيمات.
وقال التقرير الذي نشرته مصادر إعلامية معارضة: إن الظروف المعيشية القاسية «دفعت الكثير من الشبان السوريين للانخراط في تشكيلات عسكرية مقاتلة و«تنظيمات جهادية» رغبة في الحصول على المرتبات والحوافز الشهرية، في سبيل تأمين لقمة العيش وسد احتياجات أسرهم»، مشيراً بهذا الصدد إلى أن ما تسمى «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لتنظيم «النصرة» تستغل هذه الأوضاع وبدأت مؤخراً تعتمد على تعداد العنصر البشري، حيث تضم ضمن صفوفها أغلبية من هذه الشريحة من الأشخاص الذين انضموا لصفوفها لأسباب ليست عقائدية ولا لأهداف جهادية إسلامية إنما دفعهم لذلك الاستفادة من الرواتب الشهرية، على الرغم أنها لا تكفي لتلبية احتياجات العناصر.
وذكر التقرير، أن أسباباً منها انعدام فرص العمل وغلاء تكاليف المعيشة في مناطق انتشار هذه التنظيمات أدت لـ«رضوخ» شريحة من الشبان للواقع والقبول بالانضمام لصفوف «الجماعات والتنظيمات الجهادية» ومنها «تحرير الشام» رغم أنهم لا يعتقدون بأي أفكار جهادية متشددة مع أن الهيكلية والإيديولوجية العامة لـ«تحرير الشام» تصنف على أنها «جماعة جهادية» متشددة.
وبهذا الصدد، تحدث أحد الأشخاص الذين انشقوا عن تنظيم «النصرة» قائلاً: وفقاً للتقرير فإن قرار انضمامه لم يكن أساساً نابعاً من منطق عقائدي أو تأثر بالفكر الجهادي لدى «هيئة تحرير الشام» لكن ضعف الإمكانات المعيشية لعائلته بعد وفاة والده أجبره على البحث عن مصدر دخل ثابت وانضم لصفوف التنظيم في العام 2017.
ولفت إلى أنه كان شاهداً على وجود نسبة كبيرة من المنتسبين «لا يحملون أفكاراً جهادية» بل ما يدفعهم للبقاء هو الراتب الشهري الذي يتحصل عليه المسلح، حيث إن المقرات العسكرية التي تنقل بينها مليئة بالعناصر الذين يخالفون قوانين «تحرير الشام» ما يدل على عدم وجود أي «اهتمام زائد» بما وصفه «قضية الجهاد» أو خوض المعارك بل كان الهم الوحيد هو لقمة العيش.
ومع ذلك أوضح المسلح، أنه حاول «التظاهر بالتشدد الديني» في البداية لدرجة أن ذلك سبّب له اصطداماً مع كثير من المدنيين الذين كان ينكر عليهم بعض التصرفات من منطلق ديني، لكنه سرعان ما بدأ هو بالقيام بهذه التصرفات لعدم قدرته على تحمل فترة طويلة من التشدد الديني الشكلي الظاهري فقط، ولكنه يبرر محاولته التشدد ليظهر بصورة أنه ينتمي لـ«جماعة جهادية».
وأشار إلى أن نسبة من يوجدون حالياً ضمن صفوف التنظيم وهم غير مؤمنين بأفكاره كبيرة وقد تصل لأكثر من 50 بالمئة علماً أنها كانت أقل من ذلك بكثير لكنه يعتقد أنها ازدادت لهذا الحد خلال السنوات الثلاث الأخيرة بشكل خاص، بسبب انضمام أعداد مضاعفة عن السابق لصفوف «تحرير الشام» لعدة أسباب ومن أهمها سوء الأحوال المعيشية وحالة الفقر التي تعم جميع مناطق انتشار التنظيمات والميليشيات المسلحة ولاسيما الموالية للاحتلال التركي في شمال سورية.
وتحدث المسلح السابق في «النصرة» عما يجري داخل معسكرات ومقار التنظيم في الشمال من «تحرش جنسي» فيما بين العناصر وتعاطي الحبوب المخدرة ومشاهدة الأفلام الإباحية معتبراً أن ذلك دليل على وجود مثل هذه النوعية من العناصر «غير الملتزمين دينياً» مشيراً أيضاً، إلى وجود «هذه النوعية من العناصر في تنظيمات غير «النصرة» مثل «الحزب الإسلامي التركستاتي» وغيره من الجماعات المتطرفة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن