سورية

الطيار الروسي المُنقذ يؤكد عدم انتهاك الأجواء التركية … «إس 400» في حميميم والطراد «موسكو» في اللاذقية.. أول رد روسي على إسقاط الطائرة .. موسكو تحذِّر: جميع الأهداف التي تشكل خطراً على الجانب الروسي «ستدّمر»

بينما صادق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على نشر منظومة «إس 400» في قاعدة حميميم بريف اللاذقية رداً على إسقاط تركيا للقاذفة الروسية فوق الأراضي السورية أمس الأول، أرسلت روسيا «قاتل حاملات الطائرات» الطراد «موسكو» إلى اللاذقية قرب تركيا، ليعلن مصدر عسكري عن تنفيذ عملية مشتركة سورية روسية تكللت بالنجاح وإنقاذ أحد طياري الطائرة، الذي أكد عدم انتهاك الطائرة الروسية الأجواء التركية وعدم تلقيه أي تحذيرات تركية مرئية أو مسموعة. هذا ونشرت وزارة الدفاع الروسية مقطع فيديو يظهر مسار القاذفة الروسية بما يؤكد أنها لم تدخل الأجواء التركية.
وأكد ديميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي أن الأخير وافق على اقتراح وزارة الدفاع الروسية لنشر منظومة «إس 400» وهي أحدث نظام روسي للدفاع الجوي، في قاعدة حميميم بريف اللاذقية، كاشفا أن بوتين لم يبحث موضوع نشر «إس 400» في سورية مع زعماء دول حلف الناتو. وشدد على أن العملية الروسية لمكافحة الإرهاب في سورية مستمرة.
وأردف بيسكوف قائلاً: «الطائرات الحربية الروسية تواصل عملها في سورية وتدمر البنية التحتية للإرهابيين، وتقطع تدفقات توريدات النفط والمشتقات النفطية غير الشرعية التي تشكل تغذية مالية للإرهاب. وفي هذا الحال تتعلق الأولوية بضمان أمن طيارينا والطائرات التي تشارك بالعملية».
بدوره قال قيادي في الجيش الروسي: إن الطراد «موسكو» التابع للبحرية الروسية والمتخصص في ضرب حاملات الطائرات والأهداف الجوية سيرابط قرب اللاذقية، مهددة باستخدامه لتدمير أي هدف يشكل «تهديداً»، في تطور يعقب إسقاط تركيا لطائرة روسية.
من جهتها نقلت وكالة «سبوتنيك» عن رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان الروسية، سيرغي رودسكي، قوله: إن الطراد «موسكو» المجهز بمنظومة دفاع صاروخية «فورت» المشابهة لـ«إس300» سيرابط بالقرب من اللاذقية، والمجاورة لتركيا من جهة وللقاعدة الجوية التي تعمل منها القوات الروسية داخل سورية من جهة أخرى.
وقال رودسكي: إن الطراد المجهز بمنظومة «فورت» للدفاع الجوي سيكون قبالة سواحل اللاذقية. محذراً من أن «جميع الأهداف» التي ستشكل خطراً على الجانب الروسي «ستُدمر».
ولفتت الوكالة أيضاً إلى أن مهمة الطراد الصاروخي الروسي «موسكو» الأساسية هي «مهاجمة حاملات الطائرات والقطع البحرية الكبرى» مشيرة إلى أنه يحمل لقب «قاتل حاملات الطائرات»، وأساس قوة الطراد «موسكو» هي الصواريخ كروز المضادة للسفن من نوع P500 التي يبلغ مداها 550 كلم أو 700 كلم، وسرعتها 3000 كلم في الساعة.
إلى ذلك قال الطيار الروسي الذي تم إنقاذه: «لم تنتهك طائرتنا الأجواء التركية حتى لثانية واحدة، ولم نتلق أي تحذيرات تركية مرئية أو مسموعة».
وكان مصدر عسكري أعلن عن تنفيذ عملية مشتركة سورية روسية تكللت بالنجاح وإنقاذ أحد طياري الطائرة الروسية التي أسقطتها تركيا.
ونقلت وكالة «سانا» عن المصدر: نفذت مجموعة من وحدات المهام الخاصة في الجيش العربي السوري ليل أمس الأول عملية نوعية مشتركة مع القوات الخاصة الروسية اخترقت خلالها مناطق وجود الإرهابيين بعمق 4.5 كم وتمكنت من إنقاذ أحد طياري الطائرة الروسية سو 24 التي أسقطت بنيران الإرهاب التركي.
وأكد المصدر أن المجموعات عادت إلى قواعدها سالمة وأن الطيار بحالة صحية جيدة.
وكان الرئيس الروسي أكد أنباء إنقاذ مساعد طيار قاذفة القنابل الروسية التي أسقطتها تركيا فوق سورية.
كما أوضح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن الطيار الروسي الذي تم إنقاذه خلال عملية مشتركة، حي يرزق، وتم نقله إلى قاعدة حميميم. وكشف الوزير في بداية اجتماع للهيئة القيادية في وزارة الدفاع الروسية أمس، أن العملية استمرت لـ12 ساعة، وأعرب عن شكره لجميع العسكريين الذين عرضوا حياتهم للخطر وعملوا طوال الليل لإنقاذ رفيقهم.
في سياق متصل أعلنت هيئة الأركان العامة الروسية أمس الأول إصابة طائرة مروحية روسية من طراز «مي 8» أثناء قيامها بمهمة إنقاذ في سورية، قتل على إثرها جندي من مشاة البحرية الروسية.
وكانت الطائرة بصحبة مروحية أخرى تبحث عن طياري «سوخوي 24» التي أسقطتها تركيا داخل سورية.
وذكر رئيس غرفة العمليات بهيئة الأركان العامة الجنرال سيرغي رودسكي أن فريق الإنقاذ وطاقم المروحية نقلوا إلى قاعدة حميميم، موضحاً أن «عملية بحث جرت بهدف إنقاذ الطيارين الروسيين في موقع هبوطهما، شاركت فيها مروحيتان من طراز «مي 8»، تعرضت إحدى المروحيتين أثناء العملية لإطلاق نار، وأصيبت بأضرار، وهبطت اضطرارياً».
وقتل أحد جنود مشاة البحرية واتخذت الإجراءات اللازمة بإجلاء طاقم المروحية وفريق البحث والإنقاذ».
هذا ونشرت وزارة الدفاع الروسية مقطع فيديو يظهر مسار الطائرة الروسية التي أسقطتها القوات التركية فوق سورية بما يؤكد أنها لم تدخل الأجواء التركية.
وبثت هذه اللقطات التوضيحية خلال مؤتمر صحفي لرئيس مديرية العمليات الرئيسية لهيئة الأركان العامة سيرغي رودسكوي الذي أكد أن الطائرة الروسية من طراز سوخوي 24 لم تنتهك المجال الجوي التركي وكان خط مسارها دائماً فوق الأراضي السورية.
من جهة أخرى دعت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى عدم نسيان تعليق المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر بشأن الطيار الروسي القتيل، إلى الأبد، عندما قال: إن «وزارة الخارجية الأميركية لا تستثني أن المسلحين أطلقوا النار على طياري القاذفة الروسية سو 24 الروسيين أثناء هبوطهما بالمظلات بهدف الدفاع عن النفس».
(رويترز– أ ف ب- سانا- روسيا اليوم)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن