ثقافة وفن

أعياد الإنسان والأوطان … جلاء وفصح وصوم… عبادة وافتداء

| إسماعيل مروة

لصوم وصوم.. لفصح وفطر.. لوطن وجلاء محتل
في الزمان اجتمعا وكم من مرة ترافقا
فصح إيمان.. وفطر سعادة كانا على الزمن
لكلمة الله.. لعيسى بن مريم.. ليسوع المعجزة
لقول الله.. لمحمد بن عبد الله.. لقرآن الإعجاز
إني نذرت للرحمن صوماً
كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم
الصوم علامة الإيمان بكلمة الله وإعجاز
وللصوم عيد وجائزة
فصح وفطر.. سعادة وتسليم
إيمان وانقياد.. ومعهما اليوم رحيل لمستعمر بغيض
فيهما ترقى النفوس وتعرج إلى الحق.. وفيه تتطهر الأرض
فيهما انقياد للفطرة وسعي للرضا.. وفيه بناء لإنسان وغد
ليس حرماناً بل طاعة وانقياد.. ولم يكن عبثاً فيه الافتداء
ليس مشقة بل درب إيمان.. وليس موتاً بل هو الحياة الأبقى
ليس وليمة بل قهر للنفس.. وليس ألماً بل قهر لمستعمر
ليس ملوناً هذا الصوم وإنما لونه الإيمان.. والجلاء لون دم
قهر للنفس لعلها تشعر وتحيا.. وقهر لمحتل ليشعر بثورة الشعوب
صوم روح وكلام وجسد
لن أكلم اليوم إنسياً.. فأي كلام هو؟
من لم يدع قول الزور والعمل به أي صوم هو
ها هما يجتمعان مرة أخرى
لجناحي مجتمع يتشكل منهما
صوم مشترك.. يبدو حرماناً متزامناً
شرقياً كان أم غربياً
بأي مذهب كان
من قبل ومن بعد حكمة للناس
في رقعة مقدسة يترافقان.. وفي هذه الرقعة أول جلاء للمحتل
نصوم معاً.. نجوع معاً.. نعرى معاً..
نستعذب سماء واحدة، نرشف من أرض واحدة..
نبتهل معاً لرب واحد وكريم
نقدم صومنا وطاعتنا وضعفنا وقلة حيلتنا
تحت سماء واحدة لفصح وفطر نشكو هواننا على الناس
نجأر بالدعاء
إلى من تكلنا؟
إلى عدو يتجهمنا؟
إلى قوي ملكته أمرنا؟
يا لحنين ودعاء محمد
يا ليسوع وحديث المهد وتبرئة العذراء الطاهرة
إلى من تكلنا؟
إلى من ينال طهارة الطهر؟
إلى من عذّب محمداً
في كل عطش يمرّ
في كل مشقة تأتي
في فرحة صوم وفطر
يتوجه المؤمنون إليك.. يرفعون الأيدي
لا رجاء سواك
لا من يرحم غيرك
عيسى ومحمد.. في صوم لا ينتهي
في حرمان لا يتوقف
على درب الآلام مشيا من أجلنا
لم يحدث افتداء لنا.. والألم ينحرنا
ألأنه الإيمان؟
ألأنه التسليم؟
يتفرعن طغاة الأرض ونحن ندمى! لكننا جلوناهم
يرتفع صوتهم وأصوات الإيمان خفيضة! لكنها تنتصر
من أين يرتفع النداء؟
المئذنة تصدح: الله أكبر
الناقوس يقرع: إلى الإيمان
أعياد ملونة ورماد يغطي النفوس! وأمل يتجدد بيوم الجلاء
أيام تتوالى ودم ينزّ
من أين وإلى أين؟
يا فصح يسوع انهمر حباً وعطفاً وحباً
اغمر العابدين بالرحمة
ادع لهم بالحب
يا فطر محمد كن ملاذاً
كن فاصلاً بين زمنين
أحبكما المؤمنون.. في السويداء انزرعتما
وها نحن نرفع يداً لفصح وأخرى لفطر.. ونغني للجلاء
للإيمان عاش الإنسان
وفي صدر مغارة
وعلى باب غار
بدأت الحكاية فمتى تكتمل؟
إعجاز وصوم
إيمان وتسليم
بتزامن الإيمان والروح، فلتبدأ حكاية الإنسان
امسحا جراحنا.. جدّدا فرحة الجلاء بقهر المستعمر
لترسما الغد القادم لنا
ما بين يوم ويوم.. ما بين دهر ودهر
الانتظار يقتل الإيمان
انزعا عن الأتباع المزيفين الرداء
وامنحا بردة الإيمان والأمان للبسطاء
بهم تستمر رحلة الإيمان
بهم يكون فصح إيمان وفطر سعادة
وبكما مع الجلاء وذكراه يتجدد العهد لغد قادم
لوطن يستحق الافتداء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن