قوات بريطانية خاصة تدرّب الجنود الأوكرانيين في كييف … روسيا تجلي دفعة مدنيين من إيزيوم.. ودونيتسك تتوقع استسلاماً جماعياً بين صفوف الجيش الأوكراني
| وكالات
توقعت سلطات جمهورية دونيتسك الشعبية استسلاماً جماعياً بين صفوف الجيش الأوكراني وسط نشوب نزاعات واشتباكات داخلية، مؤكدة قناعتها بضرورة القضاء على القوميين الموالين لحكومة كييف الرافضين إلقاء السلاح في مدينة ماريوبول في دونباس، في حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس إجلاء مجموعة من المدنيين لأول مرة من مدينة إيزيوم بمنطقة خاركوف الأوكرانية معظمهم نساء وأطفال.
وأعرب رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية، دينيس بوشيلين في حديث إلى قناة «روسيا-24» أمس السبت تعليقاً على المواجهات العنيفة المتواصلة في ماريوبول: «الأهداف صعبة ومعقدة، وعناصر القوات النظامية ومشاة البحرية الأوكرانية الذين كانوا مستعدين للاستسلام قد استسلموا، وأما بخصوص القوميين، وأقصد بذلك عناصر الكتائب القومية، فإنهم لا ينوون الاستسلام على الأرجح، ولذلك لا يمكن إلا القضاء عليهم».
وتمكنت القوات الروسية حتى الآن من السيطرة على معظم أنحاء المدينة، بينما تحتفظ القوات الأوكرانية بسيطرتها على بعض المواقع المحصنة.
بدوره قال مستشار رئيس حكومة جمهورية دونيتسك يان غاغين أمس: توجد صراعات واشتباكات داخلية بين صفوف عناصر الجيش الأوكراني الراغب بعضهم بالاستسلام وإلقاء السلاح والمسلحين المتطرفين الرافضين لذلك، وحسب وكالة «نوفوستي» أضاف غاغين: سيدرك العدو قريباً أن محاولات المزيد من المقاومة عديمة الجدوى.
على خط موازٍ أفادت تقارير إعلامية بأن قوات خاصة بريطانية موجودة في كييف تقوم بتدريب الأوكرانيين على كيفية استخدام الصواريخ المضادة للدبابات.
وحسب صحيفة «تلغراف»، فإن القوات البريطانية الخاصة «SAS» موجودة على الأرض في العاصمة الأوكرانية لتدريب الجنود المحليين.
وقال ضباط من كتيبتين أوكرانيتين، إن القوات البريطانية زارتهم خلال الأسبوعين الماضيين للقيام بدورة تدريبية مكثفة في التعامل مع الأسلحة القوية التي قدمتها المملكة المتحدة لأوكرانيا.
وفي السابق، كان الجنود الأوكرانيون يتعلمون كيفية استخدام هذه الأسلحة من خلال مشاهدة مقاطع فيديو على موقع «يوتيوب».
وأرسلت بريطانيا لأول مرة مدربين عسكريين إلى أوكرانيا بعد انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا في عام 2014، لكنها قالت إنها سحبت قواتها من البلاد في شباط الماضي من أجل تجنب احتمال اندلاع صراع مباشر مع روسيا وحلف شمال الأطلسي في الحرب.
ومع ذلك، قال النقيب الأوكراني يوري ميرونينكو، الذي تتمركز كتيبته في أوبولون على المشارف الشمالية لكييف، إن التدريب قد استؤنف وأنه ضروري للمجندين الجدد والمحاربين القدامى العائدين، الذين ليس لديهم خبرة في الصواريخ المضادة للدبابات.
وسافر العشرات من قدامى المحاربين في الجيش البريطاني إلى أوكرانيا للقتال، لكن القادة أصروا على أن هؤلاء كانوا يخدمون جنوداً في القوات الخاصة البريطانية ووصلوا إلى هناك للتدريب.
إلى ذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس إجلاء مجموعة من المدنيين لأول مرة من مدينة إيزيوم بمنطقة خاركوف الأوكرانية معظمهم نساء وأطفال، ونقلت وكالة «نوفوستي» عن مصادر بالوزارة قولها إن حافلات تابعة للجيش الروسي نقلت الدفعة الأولى من المدنيين من مدينة إيزيوم بمنطقة خاركوف وتضم 100 شخص معظمهم نساء وأطفال وكبار السن.
ورافقت قافلة اللاجئين مروحيات روسية وعربات شرطة عسكرية إلى الحدود الروسية عبر أوكرانيا حيث تم استقبالهم وتقديم المساعدات الغذائية والطبية اللازمة لهم.
وقال مدنيون مغادرون إن مدينة إيزيوم نفسها كانت تتعرض لإطلاق نار مستمر من القوات الأوكرانية وإن المدينة والمنطقة المحيطة بها خطيرة للغاية.
إلى ذلك قالت الدفاع الروسية إن سلاح الجو دمر مساء أول من أمس 67 منطقة تمركز فيها عناصر ومعدات عسكرية أوكرانية، كما تم إسقاط مقاتلة أوكرانية من طراز «سو-25» بجنوب مدينة إيزيوم.
وجاء في التقرير اليومي أمس السبت عن سير العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، أنه تم تدمير مصنع إنتاج المدرعات في كييف وورشة صيانة وإصلاح المعدات العسكرية في نيكولاييف، خلال ليل أول من أمس، بصواريخ عالية الدقة بعيدة المدى، وإصابة وتدمير 16 هدفاً وموقعاً عسكرياً أوكرانياً بصواريخ بعيدة المدى عالية الدقة، ببولتافا وأوديسا وغوساروفكا.
كما دمرت القوات الجوية الروسية 67 منطقة تجمع عسكرية.
كما أصابت القوات الصاروخية والمدفعية الروسية حسب الدفاع الروسية 811 هدفاً، منها 43 موقعاً لقيادة القوات الأوكرانية، و8 قوافل مزودة بوقود للمعدات العسكرية، إضافة إلى 760 منطقة تجمع عسكري.
وإجمالاً أكدت الدفاع الروسية أن القوات الروسية دمرت منذ بداية العملية العسكرية الخاصة 133 مقاتلة، 458 طائرة بدون طيار، 246 نظاماً صاروخياً مضاداً للطائرات، 2246 دبابة ومركبات قتالية مصفحة أخرى، 252 قاذفة صواريخ متعددة، 981 مدفعاً وهاوناً، بالإضافة إلى 2146 وحدة من المركبات العسكرية الخاصة.
وفي غضون ذلك قال رئيس كتلة «الحزب الشعبي الأوروبي» في البرلمان الأوروبي مانفرد فيبر أمس السبت: النقاش المستمر في ألمانيا بشأن توريد الأسلحة إلى أوكرانيا يفقد الحكومة الألمانية سمعتها على الساحة الدولية والأوروبية، ويتم إلحاق أضرار ببلادنا على المدى الطويل.
وأوضح أن الاتحاد الأوروبي يتوقع من المستشار الألماني أولاف شولتس، اتخاذ قرار فيما يخص مسألة تقديم الأسلحة لأوكرانيا، وفرض حظر على توريد موارد الطاقة من روسيا، واصفاً الائتلاف الحاكم الذي يضم الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني وحزب الخضر وحزب الديمقراطيين الحر بـ«الفرملة».
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، الإثنين الماضي، إن أوكرانيا تحتاج إلى الأسلحة الثقيلة، مشيرة إلى أن هذا ليس وقتاً للأعذار في هذا الأمر.
لكن حكومة شولتس لم تتخذ أي قرار حتى الآن بشأن إرسال أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا.
وصادق مجلس الوزراء الألماني في 26 شباط الماضي على إرسال ما يسمى بالأسلحة الخفيفة إلى أوكرانيا.