موسكو ربطت التعامل بالروبل مع المستثمرين الأجانب بقطاع شحن الغاز المسال.. وزيلينسكي لوّح بالانسحاب من المفاوضات … روسيا تعلن تطهير ماريوبول وتحظر دخول كبار المسؤولين البريطانيين إلى أراضيها
| وكالات
بخلاف مصنع الصلب «آزوفستال»، باتت مدينة ماريوبول بالكامل تحت سيطرة القوات الروسية، بعد أن تكبدت القوات الأوكرانية خسائر في المدينة وصلت إلى 4 آلاف عنصر، وذلك بعد ساعات على إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن تصفية آخر العسكريين الأوكران في ماريوبول سيضع حداً لأي تفاوض مع روسيا، على حين ناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هاتفياً أمس، مع ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان عدداً من الملفات الثنائية والدولية الملحة، منها النزاعان في اليمن وأوكرانيا، في حين أدرجت روسيا أمس رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ووزراء بريطانيين آخرين في قائمة الممنوعين من دخول أراضيها، واتهمت واشنطن بترهيب دول أميركا اللاتينية للانضمام إلى العقوبات عليها.
وفي التفاصيل نقلت قناة «روسيا اليوم» عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، قوله أمس السبت: «تم تطهير مساحة مدينة ماريوبول بالكامل من مسلحي تشكيلة «آزوف» النازية والمرتزقة الأجانب والقوات الأوكرانية، وما تبقى من المجموعة الأوكرانية هناك محاصرة الآن بالكامل داخل مصنع الصلب «آزوفستال»، ولم يبق أمام هؤلاء أي فرصة لإنقاذ أرواحهم سوى نزع السلاح والاستسلام».
وأشار إلى أن تعداد مجموعة القوات الأوكرانية في ماريوبول، عند محاصرتها في 11 آذار الماضي، بلغ، وفقا لبيانات وزارة الدفاع الروسية، 8100 عنصر، مشيراً إلى أن 1464 عسكرياً أوكرانيا استسلموا لاحقاً ويزداد عدد الراغبين في إلقاء السلاح والاستسلام يوماً تلو آخر.
وتابع: إن العناصر الذين فروا من «آزوفستال» للاستسلام أكدوا أن تعداد القوات المحاصرة هناك لا يزيد حالياً عن ألفين وخمسمئة عنصر، منهم «عسكريون ونازيون ومرتزقة أجانب»، مضيفاً: إن هذا يعني أن خسائر الجانب الأوكراني البشرية في ماريوبول تتجاوز أربعة آلاف شخص.
وقبيل إعلان القوات الروسية السيطرة على المدينة نقلت تقارير إعلامية عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس السبت، أن القضاء على آخر القوات الأوكرانية في ماريوبول سينهي المفاوضات مع موسكو.
وقال في مقابلة مع الموقع الإخباري «أوكرانسكا برافدا»: إن «تصفية جنودنا في ماريوبول سينهي المفاوضات من أجل السلام، منبهاً من أن الطرفين سيجدان نفسيهما في «مأزق»، مضيفاً: إن الاتفاق مع روسيا قد يتكون من وثيقتين: الأولى للضمانات الأمنية، والثانية للعلاقات بين كييف وموسكو.
من جهة ثانية وحسب موقع «روسيا اليوم»، أكدت الرئاسة الروسية في بيان أن بوتين ومحمد بن سلمان استعرضا خلال مكالمة جرت بمبادرة من الجانب السعودي، المسائل الملحة المتعلقة بالتعاون الثنائي، خصوصاً في المجال الاقتصادي والتجاري، وأعربا عن سعيهما المشترك إلى مواصلة تطوير الروابط متبادلة المنفعة بين الدولتين.
وأشاد الرئيس الروسي وولي عهد النظام السعودي، وفقاً للبيان، بالعمل المشترك الجاري ضمن إطار تحالف «أوبك+» بهدف ضمان استقرار أسواق النفط العالمية، وقال البيان: إن الجانبين تبادلا الآراء إزاء عدد من الملفات المطروحة على الأجندة الدولية، منها الوضع حول أوكرانيا والتسوية في اليمن، مشيراً إلى أنه جرى الاتفاق على مواصلة الاتصالات بين بلديهما على مختلف المستويات.
من جانب آخر وقع بوتين أمس قانوناً ينص على تسوية المعاملات بالروبل مع المستثمرين الأجانب في القطاع الخاص بمجال بناء سفن شحن الغاز الطبيعي المسال وخدمات الشحن.
وينص القانون على أن أسعار الخدمات في الميناء كالتحميل والتفريغ وتخزين الغاز المسال المنتج في منطقة القطب الشمالي الروسية، يمكن أن تقدر بالعملة الأجنبية، في حين أن المدفوعات مقابل هذه الخدمات ستكون فقط بالروبل الروسي.
كما وقّع في وقت سابق أمس قانوناً مكملاً لقانون الجرائم الإدارية لتشديد العقوبة على التشبيه العلني لدور الاتحاد السوفييتي سابقاً بدور ألمانيا النازية.
في غضون ذلك أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس إدراج رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ووزير الخارجية ووزير الدفاع البريطانيين في قائمة الممنوعين من دخول أراضيها.
وجاء في بيان للوزارة نشر على موقعها الإلكتروني: رداً على العقوبات البريطانية ضد روسيا وضد كبار المسؤولين فيها تم اتخاذ قرار بضم أعضاء بارزين في الحكومة البريطانية وعدد من الشخصيات السياسية إلى قائمة الحظر الروسية.
وتتضمن القائمة أسماء الرعايا البريطانيين الذين منعوا من الدخول ومن بينهم جونسون ووزيرة الخارجية إليزابيث تروس ووزير الدفاع بن والاس، إضافة إلى أسماء كل من نائب رئيس الوزراء ووزير العدل دومينيك راب ووزير المالية ريشي سوناك ووزيرة الداخلية بريتي باتيل.
على خطٍّ موازٍ قال سفير روسيا في واشنطن أناتولي أنتونوف: إن الولايات المتحدة تستخدم أسلوب الترهيب والتهديد لإجبار دول أميركا اللاتينية على الانضمام إلى العقوبات المناهضة لروسيا.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن أنتونوف قوله في بيان أمس: يمكن ملاحظة أن وزارة الخارجية الأميركية مستاءة بشكل متزايد من الموقف المستقل لدول أميركا اللاتينية التي ترفض الانضمام إلى حملة العقوبات ضد روسيا ولديها رؤيتها الخاصة للأزمة الأوكرانية.
من جانبها قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: إن واشنطن قادت حملة دعائية زعمت فيها أن روسيا استخدمت أسلحة كيميائية في أوكرانيا، بدلاً من تفسير حقيقة وجود مختبراتها البيولوجية هناك.
على خطٍّ موازٍ أفادت تقارير إعلامية بأن قوات خاصة بريطانية موجودة في كييف تقوم بتدريب الأوكرانيين على كيفية استخدام الصواريخ المضادة للدبابات، وحسب صحيفة «تلغراف»، فإن القوات البريطانية الخاصة «SAS» موجودة على الأرض في العاصمة الأوكرانية لتدريب الجنود المحليين.
وقال ضباط من كتيبتين أوكرانيتين: إن القوات البريطانية زارتهم خلال الأسبوعين الماضيين للقيام بدورة تدريبية مكثفة في التعامل مع الأسلحة القوية التي قدمتها المملكة المتحدة لأوكرانيا.
وفي السابق، كان الجنود الأوكرانيون يتعلمون كيفية استخدام هذه الأسلحة من خلال مشاهدة مقاطع فيديو على موقع «يوتيوب».
وأرسلت بريطانيا لأول مرة مدربين عسكريين إلى أوكرانيا بعد انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا في عام 2014، لكنها قالت إنها سحبت قواتها من البلاد في شباط الماضي من أجل تجنب احتمال اندلاع صراع مباشر مع روسيا وحلف شمال الأطلسي في الحرب.