ثقافة وفن

في مسلسلي «كسر عضم» و«مع وقف التنفيذ».. مشاركة مميزة غزوان الصفدي.. يبرع في مساحات قصيرة

سارة سلامة

بعد أكثر من 10 سنوات على الغياب والابتعاد عن عدسات الكاميرا، يطل الفنان السوري غزوان الصفدي هذا الموسم الرمضاني من جديد، كبطل لم يغب عنها أبداً من خلال شخصيتين متميزتين ربما تقتربان وتتقاطعان في الكثير من الخطوط، وهما شخصية بسام في «كسر عضم»، وطريف في مسلسل «مع وقف التنفيذ»، إلا أنه استطاع أن يقولب كلاً منهما بطابع خاص وأضفى على الشخصيتين روحاً جميلة وجديرة باهتمام الجمهور، ليحقق سبقاً جماهيرياً ويجعل الناس تتبعه من خلال مساحات قصيرة فرد لها من موهبته الكثير، فلم يكن مجرد لص ومغتصب ومتعاط وقاتل عادي بل اختار أن يلبس الشخصية روحاً وحياة ويعطيها الكثير من المسوغات لتقترب بعفويته من الناس، واستطاع أن يحقق فكاهة وكيمياء غريبة في شخصية بسام التي أصبحت مزيجاً من الخير والشر، جعلت المشاهد ينتظرها بشغف.

والواضح أن بسام لم ينتزع كامل المساحة الصغيرة في «كسر عضم»، إنما بيّن الشاب أنس شربك الذي لعب دور الشرطي المرافق له أن الصفدي تعامل بكل رحابة وأعطاه حريته ومساحته فحققا كثنائي كيمياء خاصة نالت إعجاباً كبيراً من الجمهور.

حالة مميزة

ويبدو أن الصفدي توحد مع شخصية بسام التي تحمل الكثير من المنعطفات إلا أننا نكاد نجهل بأنه قاتل ونتعاطف معه إلى حد بعيد غير آبهين بحياة امرأة زهقت، هكذا حولها الصفدي بخبرته الكبيرة وروحه الجميلة إلى حالة إيجابية ترسم الضحكات من خلال إيفيهات خاصة بها وروح غير مبالية بما سيحدث بها.

ولا شك أن وسامته وفي الوقت ذاته ملامحه القاسية تساعدانه على أداء شخصيات كهذه، حيث يجسد في مشهد القتل والسرقة حالة مميزة، إلا أن المدهش أكثر عندما يستفيق على صدمة وجوده في المستشفى محجوزاً عليه، فنجده يلجأ للغناء والاستهزاء في تركيبة فريدة لفتت الأنظار، ربما لو فكرنا قليلاً كيف ستكون الشخصية لو لبست ثوب الجدية وذهب بها للآخر لتكون محكومة ومعذبة ربما لا نعلم كيف سيكون حالها لو أسندت حتى لغيره.

بينما لم يتوان طريف في «مع وقف التنفيذ» عن التعاطي والاستغلال والانتهازية في كاركتر قريب من بسام لديه مشاكله النفسية وعقده التي تدمره في النهاية، ويبدو أن الصفدي تعامل معها بجدية أكثر بقليل من شخصية بسام إلا أنه لم يخرجها من عباءته فكان طريف رغم كل البشاعة يضحكنا في أماكن معينة.

حالة الصفدي كفنان سوري تلفت الأنظار وتجعلنا نفخر حقيقة بوجود نجم يلمع في مساحات ضيقة ويبرع في استغلال كل لحظة من مشاهده ليكون قريباً منا بعفويته وبساطته، ومن خلال شخصية معقدة شريرة كوميدية مضحكة. ليثبت أنه من الممثلين القلائل الذين يتمتعون بشخصية متلونة خفيفة الظل وبارعة فيها ذكاء باختيار الأدوار واللعب على الشخصية.

يثبت نفسه

نشتاق فعلاً لهذا الممثل الجميل الذي لم يشارك في الدراما المشتركة وبقي ينتظر الدراما السورية البحتة ليعود من أول مشهد ويثبت نفسه بقوة وكأنه لم يغب لحظة عن عدسات المخرجين، فهو يعرف تماماً متى يعود إلى الكاميرا بحيويته، بعد غياب نحو عشر سنوات عن التمثيل، قرار العودة اتخذه الممثل السوري بعد أن شارك في مسلسل «أرواح عارية» (إخراج الليث حجو وتأليف فادي قوشقجي) وهو آخر أعماله الذي عرض عام 2012، ثم اعتكف فترة، قبل أن يقرر أن يعود في الدراما الرمضانية.

حيث انضم الفنان إلى قائمة أبطال مسلسل «كسر عضم» (تأليف علي معين صالح وإخراج رشا شربتجي)، من خلال دور رجل خارج عن القانون يتورّط في جريمة قتل وتبدأ عملية الكشف عن خفاياها.

هكذا يتصدّر الصفدي الحلقة الأولى من المسلسل، وكان من الشخصيات الأساسية في العمل الذي يدور حول الفساد في سورية.

ومن جهة أخرى شارك الصفدي في مسلسل «مع وقف التنفيذ» (تأليف يامن حجلي وعلي وجيه وإخراج سيف الدين سبيعي). والمسلسل اجتماعي، يدور حول حارة يهجرها سكانها ثم يعودون إليها، ويلقي الضوء على تداعيات الحرب النفسية والاجتماعية على المواطنين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن