اللحظة الكوميدية تحتاج للعفوية وعدم تصنع اللحظة المضحكة … هل مسلسل «حوازيق» نجح بها وما رأي الجمهور؟
| هلا شكنتنا
دائماً ما تكون الأعمال الكوميدية هي الأعمال التي لا تحظى بنجومية عالية بشكل مطلق إلا إذا توافرت فيها جميع الشروط، وعدم نجاحها بالشكل المطلق لكون اللحظة المضحكة والكوميدية الخفيفة يختلف وقعها بين شخص وآخر، كما أن هذه الأعمال لديها شروط خاصة ومناخ مختلف من ناحية الإخراج والسيناريو والممثلين المشاركين بها، حيث تختلف طبيعة هذه الأعمال عن الأعمال الاجتماعية الدرامية بشكل كليّ.
الكوميديا السورية كانت الأولى عربياً
وإذا أردنا الحديث عن الأعمال الكوميدية، نرى أن سورية كان لها النصيب الوفير من هذه الأعمال خلال الفترة الزمنية الماضية، لكن بسبب الأزمة السورية تراجعت هذه الأعمال وتلاشى حضورها بشكل تقريبي، لكن مع بداية هذا العام قرر بعض منتجي الشركات الفنية السورية أن يعودوا ويراهنوا على طرح أعمال كوميدية رغبة منهم بالتنوع في الموسم الرمضاني.
صناع «حوازيق» يراهنون على العمل
ومن أوائل الأعمال الكوميدية التي تغنى بها صناعها ومنذ بداية انطلاق تصويره هو عمل «حوازيق»، حيث تدور حكايته حول فندق «مزهرية غربة» الذي تمتلكه امرأة تدعى «أم مطيع» التي تجبرها الظروف بتأجير إحدى غرف هذا الفندق لتأمين حياتها المعيشية هي وعائلتها، لنشاهد في أثناء العمل بأن حلقاته منفصلة وكل حلقة تحمل معها ضيفاً وحكاية جديدين ضمن هذا الفندق.
«حوازيق» يشكل حالة من التفاوت بين المتابعين
وبما أننا ذكرنا سابقاً بأن هذه الأعمال الكوميدية تختلف من شخص لآخر، فقد شكل مسلسل «حوازيق» حالة من التفاوت في الآراء بين جمهور «السوشيال ميديا»، الذي عبر البعض عن استيائهم من هذا العمل لكونه لا يحمل الطابع الكوميدي الذي تعود عليه هذا الجمهور، مبيناً بأن العمل ممل ويخلو من الروح العفوية والبسيطة التي يجب أن تتمتع بها هذه الأعمال.
الانتقادات الموجهة للعمل
كما وُجهت أيضاً للعمل عدة انتقادات منها ضعف جودة الصورة الإخراجية والسيناريو الذي يعتمد على الحوارات والعبارات المتكررة في الحلقات، كما أن بداية الحلقة الأولى من العمل كانت ركيكة جداً وخاصة في أثناء التعرف على شخصيات العمل ما جعل المتابع يشكل انطباعه الأول ويقرر بأن العمل غير شائق.
كما أضاف بعض المتابعين بأن اللحظة الكوميدية يجب أن تظهر خلال المشهد بشكل بسيط وسلس ومن دون تكلف، لأن اللحظة المضحكة عندما يقدمها الممثل بشكل مصطنع سوف تفقد بهجتها وروحها الفكاهية التي يعتمد عليها الموقف الكوميدي.
«أم ناريمان» لم تنل استحسان الجمهور
وبالحديث عن أولى حلقات العمل نرى بأن الحلقة الثانية شكلت حالة من الجدل بين الجمهور، حين ظهرت الممثلة «أمل عرفة» كضيفة بالعمل من خلال تأديتها لشخصية «أم ناريمان» التي تتحدث بطريقة غريبة بعض الشيء وبنبرة صوت عالية، إضافة إلى أنها امرأة تصيب بالعين، وهذه الطريقة التي قامت بتقديمها «عرفة» لم تنل إعجاب الكثير مؤكدين أن أمل كان بإمكانها أن تحضر بعمل كوميدي يشبه أعمالها السابقة التي حققت نجاحات ساحرة، ومن إحدى تعليقات المتابعات التي عبرت عن رأيها قائلة: «عندما يقوم أي فنان له اسمه وأعماله الماضية التي تشهد له بتميزه وخاصة بالأعمال الكوميدية، وفي السنوات الماضية يقوم بتقديم أعمال لا تشبهه ولا تشبه روحه وهضامته، هذا هو حال أمل عرفة التي لم تستطع أن تقدم شيئاً جديداً في حوازيق الذي يعتبر عملاً خالياً من أي مضمون كوميدي».
آراء معاكسة للانتقادات
أما القسم الآخر من المتابعين فقد أكدوا أن العمل حكايته بسيطة وسلسة، وأن الأعمال الكوميدية تعتمد على ردات الفعل الزائدة بهدف تشكيل حالة انفعالية عند المتابع، مبينين بأن العمل جيد وجعلهم يبتعدون بعض الشيء عن واقعهم المعيشي السيئ لفترة من الوقت، ومن أحد تعليقات المتابعين الذي عبر عن رأيه قائلاً: «عمل جميل وجيد وبسيط، اشتقنا للكوميديا السورية على أمل أن نشاهد أعمالاً أخرى في السنوات القادمة».
الحكم ما زال مبكراً… وهل الكوميديا السورية ستعود لطبيعتها؟
ولكي نكون منصفين في حق العمل ومثلما نقول دائماً، بأن الحكم على أي عمل درامي لا يكون منصفاً إلا بعد الانتهاء من عرضه المستمر على مدى ثلاثين حلقة، كما أن «حوازيق» لا يعد العمل الكوميدي الوحيد لهذا العام، بل يتنافس مع كل من مسلسل «بقعة ضوء» ومسلسل «الفرسان الثلاثة»، لذلك الحكم على هذا النوع من الأعمال يحتاج لبعض من الوقت لكي نقرر إذا كانت الكوميديا السورية سوف تعود إلى مكانتها الطبيعية أما إنها تحتاج لنفس جديد.
يذكر أن عمل «حوازيق» من كتابة «زياد ساري» وإخراج «رشاد كوكش»، وبطولة كل من القديرة «سلمى المصري» و«وائل رمضان» و«فاتح سلمان» و«علا باشا» و«زينة بارافي» و«رونالدو خزوم»، بالإضافة إلى مشاركة عدد من نجوم الدراما السورية منهم «أسامة الروماني» و«أيمن رضا» و«سامية الجزائري».