ثقافة وفن

حلا رجب.. وصورة فنية مختلفة! … مجتهدة وذكية تشتغل منذ انطلاقتها على جميع جوانب الشخصية

| سارة سلامة

لم تتوان الممثلة السورية حلا رجب عن فرض شخصيتها الخاصة عند كل دور يسند لها، فسرعان ما تتهيأ لتركب وتشكل وتبني هيكل الشخصية من خلال كاريزما خاصة، وتشتغل على الحركات والأسلوب وردات الفعل، وتحيط نفسها بكل جوانب الشخصية النفسية والفيزيولوجية قبل أن تشرع بأدائها.

لتبقى رجب تصعد في سلم الإبداع كفنانة سورية تنسج مستقبلها وتنجز وتلقى أصداء جميلة، وذلك عبر مشوار ليس ببعيد اتكأت فيه على ذكائها في انتقاء الأدوار وإتقان الأدوات لتخط مكانة مهمة لها في الدراما السورية.

تستغل الدور فعدد المشاهد ليس ما يعنيها إنما استخدام كل مساحتها لبناء الشخصية وصقلها هو الذي ترتكز عليه، حيث عرفت في بدايتها من خلال دوريها بمسلسلي «ياسمين عتيق» و«سكر وسط»، وخريجة «المعهد العالي للفنون المسرحية بدأت التمثيل في مسلسل «سكر وسط»، لتتوالى بعدها أعمالها في العديد من المسلسلات، منها «ياسمين عتيق»، و«باب الحارة»، «بانتظار الياسمين»، «عناية مشددة»، «حرائر»، «صرخة روح»، «شبابيك».

وكانت قد لفتت الفنانة السورية الشابة الأنظار إليها بشخصية نور التي قدمتها في مسلسل «مسافة أمان».

كل ذلك يجعلنا نقول إن حلا من الممثلات الواعدات تعبر بحق عن وجهة نظر جيلها وينتظرها مستقبل كبير..

أدوار متعددة

تطل رجب هذا الموسم الرمضاني من خلال ثلاثة أعمال، وبداية مع حارة القبة، الجزء الثاني بشخصية «غفران»، إخراج رشا شربتجي الذي يروي حتوتة في تاريخ الشام وتدور أحداثه في فترة السفربلك.

كما شاركت في «الكندوش» بجزئه الثاني من خلال شخصية «نادرة» ابنة «عزمي بيك» أيمن زيدان.

ولا تبتعد رجب عن الأعمال الاجتماعية حيث جسدت في مسلسل «مع وقف التنفيذ»، شخصية «أوصاف» ابنة «فوزان» عباس النوري والعمل، إخراج سيف السبيعي تأليف كل من يامن الحجلي وعلي وجيه.

وفي البداية إذا ما نظرنا إلى شخصية «أوصاف» في مسلسل «مع وقف التنفيذ» نشاهد الفتاة اللعوب التي غالبا ما تحاول استدراج الشباب لخطبتها، بغية تحقيق مصلحة شخصية لوالدها «فوزان» الذي يؤدي دوره الفنان عباس النوري، لأن ما وصلوا إليه اليوم كعائلة ما هو إلا نتيجة تعرضهم للابتزاز سابقا الأمر الذي شكل نقلة نوعية في حياتها كعائلة.

وأوصاف تنوء بنفسها عن كل ما يعكر صفوها فهي تمثل فتاة من حارة شعبية من طبقة أقل من متوسطة دلوعة تعمل على اصطياد الشباب، وترى الجمال بمنطق هذه البيئة.

إلا أن الأحداث تدور في جو من المرح، وتصور لنا شكل العلاقات كيف كانت قبل الحرب وإلى أين وصلت اليوم، مؤكدة على مبدأ أن الناس ممكن أن تتغير مبادئها عندما يزداد عليها الضغط.

شخصية أوصاف حظيت بإشادات كبيرة من المتابعين حيث تميزت حلا بتقديم طاقة إيجابية وشخصية مرحة حلوة الروح تبرع في إتقان شخصية الفتاة اللعوب وفي استغلال الرجال بأسلوب جميل خفيف الظل؛ ومن أبرز الأمور التي قد تجذبنا لأننا عادة ما تجذبنا الثنائيات بالدراما بين زوجتين أو صديقتين أو جارتين وإخوة، إلا أن «مع وقف التنفيذ» طرح ثنائية جميلة بين أوصاف وفوزان؛ الأب وابنته بأسلوب فكاهي جميل واحترافي.

بينما انضمت إلى الجزء الثاني من مسلسل «حارة القبة» كتابة أسامة كوكش وإخراج رشا شربتجي، من خلال شخصية «غفران ابنة أبو الأحلام»، وهي تحمل الكثير من المفاجآت التي ستتكشف تباعا لأنها قد تبدو مفهومة وواضحة إلا أنها تخبئ الكثير من المفاجآت؛ وغامضة ربما الأجزاء القادمة ستفرد خيوطها وتبين حالة الخذلان التي تصيبها.

بينما تستكمل دورها في مسلسل «الكندوش» بجزئه الثاني، كتابة حسام تحسين بيك، معالجة درامية محمد العاص وإخراج سمير حسين، من خلال شخصية «نادرة» ابنة «عزمي بيك» إلا أن الدور اختصر بشكل كبير بسبب ظرف الحمل والولادة عند حلا.

وفي المقابل تتعرض رجب لبعض الانتقادات بسبب التغير الواضح في ملامحها بفعل عمليات التجميل، خاصة قي هذا الموسم الرمضاني حيث بدت مثلما ذكر متابعون بأنها غيرت كل ملامحها.

وكانت رجب قد صرحت في وقت سابق عن إجرائها عملية تجميل للأنف؛ بسبب مظهر أنفها على الكاميرا، كما أنها مع عمليات التجميل لكن ليس لغرض التشبه بالآخرين إنما العمل على تحسين المظهر العام سواء للشباب أم الفتيات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن