قادة العراق أكدوا ضرورة إنهاء حالة الانسداد السياسي وحذروا من تداعياتها … العراق: العمليات التركية داخل حدودنا تهديد للأمن القومي.. ولن نسكت
| وكالات
شهد يوم أمس إجماعاً من القوى السياسية العراقية ولو من حيث الشكل، على ضرورة إنهاء حالة الانسداد السياسي في البلد، وأن تعطل الاستحقاقات الدستورية يمثل ظاهرة غير مقبولة، كما أعربت الأطراف عن رفضها العمليّات العسكريَّة التي قامت بها القوّات التركيَّة بقصف الأراضي العراقيَّة في شمال العراق، مؤكدة أنها تعد خرقاً للسيادة العراقية وتهديداً للأمن القومي العراقي، داعية تركيا إلى سحب قواتها من الأراضي العراقية.
ونقلت وكالة «واع» عن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، قوله أمس الثلاثاء، إن الشعب العراقي قلق من نتائج الانسداد السياسي، وقال الكاظمي خلال حضوره الاحتفالية التي أقامتها منظمة بدر بمناسبة الذكرى الـ41 على تأسيسها: «نعترف بأننا نعيش اليوم أزمة سياسية ونجتهد في إيجاد الحلول وأحياناً نجتهد في ابتكار العوائق والانسدادات، وعلينا أن نعترف كذلك بأن شعبنا قلق من نتائج الانسداد السياسي بما يعرقل مسار حياته، فالشعب أوفى بعهده تجاه الدولة».
ولفت الكاظمي إلى وجود أزمة سياسية في شكلها العام وخلاف دستوري وتضارب في تعريف إدارة الدولة، موضحاً أن العراق يواجه أزمة ثقة وليس أزمة دستورية وسياسية وحسب.
ودعا الكاظمي كل القوى السياسية الوطنية إلى أن تقطع بدورها الخطوات اللازمة لترميم الثقة فيما بينها، والخطوة الأولى هي الكف عن الاتهام والتخوين والطعن بالانتماء بالدين والمذهب والوطنية.
بدوره أكد رئيس الجمهورية برهم صالح، أمس الثلاثاء، أن الانسداد السياسي الراهن بات أمراً مقلقاً، فيما أشار إلى أن تعطل الاستحقاقات الدستورية يمثل ظاهرة غير مقبولة.
ونقلت «واع» عن صالح قوله خلال حضوره الاحتفالية إن «حالة الانسداد السياسي في إنجاز الاستحقاقات الدستورية وتشكيل حكومة جديدة بعد خمسة أشهر على الانتخابات باتت أمراً مقلقاً وغير مقبول، وتؤدي إذا استمرت لانزلاق البلد في أتون متاهات خطيرة».
وأضاف: إن «هناك من يريد أن ينشغل العراقيون بصراعات داخلية تستنزف قوتهم وتضعف كيانهم ولا يمكن للعراقيين أن يقبلوا بذلك ولن يتنازلوا عن حقهم في دولة وطنية».
في السياق شدد الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، أمس الثلاثاء، على ضرورة إنهاء حالة الانسداد السياسي، مبيناً أن العراق يمر بظروف استثنائية يتحتم الخروج منها بحلول واقعية.
وقال العامري في كلمته خلال الاحتفالية إن «داعش يستهدف ماضي العراق ومستقبله العراق انتصر على الإرهاب بفضل المرجعية العليا».
وحذر العامري من «مخططات الأعداء التي تريد الإيقاع بين الأطراف»، لافتاً إلى أن «النجاح المنشود في بناء الدولة لم يتحقق».
من جهة ثانية أكدت الرئاسة العراقية، أمس الثلاثاء، أن العمليات التركية خرق للسيادة العراقية وتهديد للأمن القومي، فيما أشارت إلى أن تكرار هذه العمليات غير مقبول.
ونقلت «واع» عن الناطق باسم الرئاسة قوله في بيان إن «رئاسة الجمهورية تُتابع بقلق بالغ العمليات العسكرية التركية الجارية داخل الحدود العراقية في إقليم كردستان، وتعدها خرقاً للسيادة العراقية وتهديداً للأمن القومي العراقي».
وأضاف: إن «تكرار العمليات العسكرية التركية داخل الحدود العراقية في إقليم كردستان ومن دون تنسيق مع الحكومة الاتحادية العراقية رغم دعوات سابقة إلى وقفها وإجراء محادثات وتنسيق حولها هو غير مقبول».
وتابع: إن «قرار الدولة العراقية الرسمية وسياستها الخارجية الموحدة، يرتكز على رفض العراق المستمر بأن تكون أرضه ميداناً للصراعات وساحة لتصفية حسابات الآخرين والتعدي على سيادته وتهديد أمنه واستقراره الداخلي»، لافتاً إلى أن العراق يرفض أن يكون منطلقاً للعدوان والتهديد على أي من جيرانه.
بدوره قال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في تغريدة له على «تويتر» أمس الثلاثاء: إن «الجارة تركيا قصفت الأراضي العراقية بغير حق وبلا حجة.. وإن كان هناك خطر يدهمها من الأراضي العراقية فعليها التنسيق مع الحكومة العراقية لإنهاء الخطر، فالقوات الأمنية العراقية قادرة على ذلك»، وتابع: «وإن تكرر ذلك منها فلن نسكت، فالعراق دولة ذات سيادة كاملة».
وفي السياق قال المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف، في بيان، إن «حكومة جمهورية العراق ترفض رفضاً قاطعاً، وتدين بشدَّة العمليّات العسكريَّة التي قامت بها القوّات التركيَّة بقصف الأراضي العراقيَّة في منطقة متينة، الزاب، أفاشين وباسيان في شمال العراق، عبر مروحيات «أتاك» و«الطائرات المُسيَّرة».
وأضاف: إن «العراق يعد هذا العمل خرقاً لسيادته، وحرمة البلاد، وعملاً يخالِف المواثيق والقوانين الدوليّة التي تنَظِّم العلاقات بين البُلدان؛ كما يخالف أيضاً مبدأ حُسن الجوار الذي ينبغي أن يكون سبباً في الحرص على القيام بالعمل التشاركي الأمني خدمةً للجانبين».