عربي ودولي

مرحلة تحرير دونيتسك ولوغانسك بدأت وواشنطن تحرض على القتال حتى آخر أوكراني! … موسكو: زيلينسكي غير متزن ولا آفاق لأي اتفاقيات.. والأمم المتحدة ليست طرفاً محايداً

| وكالات

قالت موسكو إنها لا ترى آفاقاً لأي اتفاقيات بينها وبين أوكرانيا في الوقت الحالي، مؤكدة أن العملية العسكرية الخاصة في دونباس بدأت مرحلة جديدة وأن واشنطن تستمر بتحريض كييف والقتال حتى آخر أوكراني، مشيرة من جانب آخر إلى أن الأمم المتحدة ليست طرفاً محايداً وتتعاطف مع طرف على حساب الآخر.
وحسبما نقل عنه موقع «روسيا اليوم» قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مقابلة مع القناة الهندية الأولى أمس الثلاثاء، إن أوكرانيا لم تقدر بادرة حسن النية عندما تم سحب القوات الروسية من ضواحي كييف، مؤكداً أن العملية العسكرية الخاصة في دونباس بدأت مرحلة جديدة.
وأوضح لافروف أن روسيا قامت كبادرة حسن نية، بعد محادثات اسطنبول، بتغيير مواقع قواتها في أوكرانيا (انسحابها من ضواحي العاصمة كييف)، لكن هذا لم يكن موضع تقدير لدى القيادة الأوكرانية.
وقال لافروف: بما أنهم «الأوكرانيون» قدّموا للنظر ما يمكن أن يشكل أساساً للاتفاقية، قمنا، كبادرة حسن نية، بتغيير مواقع القوات الروسية في منطقتي تشيرنيغيف وكييف، كبادرة حسن نية، لكن لم يتم تقديره، وبدلاً من ذلك، تم خلق مشهد تمثيلي على الفور في بوتشا.
وأكد لافروف أن العملية الخاصة في أوكرانيا تهدف إلى تحرير جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، مضيفاً: إن هذه العملية بدأت الآن مرحلتها الجديدة.
وتعليقاً على تصريح الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي حول اعتزام روسيا استخدام أسلحة نووية في أوكرانيا، أكد لافروف إن روسيا لا تدرس إمكانية استخدام أسلحة نووية في أوكرانيا، وقال: زيلينسكي كان هو الذي تحدث عن هذا، لا يمكنني، بصراحة، التعليق على ما قاله شخص غير متزن.
واعتبر لافروف أن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا لم تكن خياراً، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان قد دعا في كانون الأول من العام الماضي، الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي للجلوس إلى طاولة المفاوضات ومناقشة الضمانات الأمنية القانونية لوقف المزيد من توسع الناتو نحو الشرق، لكنهما رفضا.
وأضاف لافروف: إن الجيش الأوكراني في هذه الأثناء كثف بشكل كبير قصف جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، في انتهاك لجميع أنظمة وقف إطلاق النار، موضحاً: لم يكن لدينا خيار آخر سوى الاعتراف بهما وتوقيع اتفاقية المساعدة المتبادلة استجابة لطلبهما وإرسال قواتنا العسكرية كجزء من عملية عسكرية لحماية حياتهم.
على خط مواز قال النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي إنه لا يرى آفاقاً لأي اتفاقيات بين روسيا وأوكرانيا في الوقت الحالي، مؤكداً أن الأمم المتحدة ليست طرفاً محايداً في الوضع حول أوكرانيا وهي تتعاطف مع طرف على حساب الآخر.
وقال بوليانسكي في حديث للإعلامي فلاديمير سولوفيوف: قدمت الأمم المتحدة اقتراحاً من أجل عقد اجتماع بين روسيا وأوكرانيا لبحث القضايا الإنسانية من قبل، يريدون إيجاد صيغة مناسبة للتسوية وتقريب مواقف الطرفين.
وأضاف: من المحتمل أن تكون صيغة التسوية ممكنة إذا كانت هناك آفاق لأي اتفاقيات بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما لا أراه شخصياً، وخاصة في الوضع الحالي.
ونقلت وكالة «تاس» للأنباء الروسية عن بوليانسكي: إن عدم حيادية المنظمة الدولية بشأن أوكرانيا كان واضحاً جداً وقد تحدثنا عن هذا الأمر بصراحة مع الأمين العام للأمم المتحدة، مضيفاً إن الأشخاص الذين يحملون جوازات سفر غربية وحتى الجوازات الأنغلوسكسونية يسيطرون على الأمم المتحدة وهو ما يؤثر في كثير من الأحيان في موضوعية التقييمات التي تضعها في هذا الموقف أو ذاك.
وأشار بوليانسكي إلى أن الأمم المتحدة وكذلك المنظمات الدولية الأخرى المعنية بالشؤون الإنسانية يعرفون كل المبادرات الروسية لفتح ممرات إنسانية كما يعلمون الحالات التي منع فيها الجانب الأوكراني فتحها رغم استعدادنا لذلك، ولكن المنظمة الدولية تحاول بطريقتها المعتادة التستر على الخطوات غير البناءة لنظام كييف وتصوير كل شيء بطريقة تظهره وكأنه مستعد لفتح ممرات إنسانية لكن الواقع ليس كذلك.
وتابع بوليانسكي: نريد أن نرى جارتنا أوكرانيا بخير ومستعدون لتطوير العلاقات معها كما نريد من شركائنا الغربيين أيضاً التوقف عن استخدامها كأداة ضد روسيا، مشدداً على أن دول الغرب كشفت عن وجهها الحقيقي الآن وهي مستعدة لتصعيد القتال حتى آخر أوكراني وإرسال أسلحة متقادمة إلى أوكرانيا لكي تعيد تسليح دولها بأسلحة حديثة ومعاصرة وتحصل الشركات الأميركية على دخل ضخم من هذا وهم مسرورون جداً بهذا الوضع».
وفيما يتعلق بالتقارير بشأن تورط فريق بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في دونباس بالتجسس وتصوير مواقع بشكل غير قانوني قال بوليانسكي إن هذا الأمر يشكل فضيحة لمنظمة الأمن والتعاون.
وكانت مصادر أمنية روسية رجحت في العاشر من الشهر الجاري إمكانية تورط موظفين من بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في أنشطة تجسسية لصالح أوكرانيا ضمن أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية بعد أن اعتقلت السلطات فيها موظفاً في بعثة الرقابة الخاصة التابعة للمنظمة للاشتباه بممارسته أنشطة «متناقضة مع تفويض البعثة».
في غضون ذلك قال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، إن القوات المسلحة تواصل تنفيذ خطة تحرير أراضي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ضمن سياق العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، مشيداً ببسالة الجنود.
وحسب وكالة «تاس» أضاف وزير الدفاع: يقوم الجيش الروسي بتنفيذ المهام التي حددها القائد الأعلى في سياق العملية العسكرية الخاصة، ويجري تنفيذ خطة تحرير جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين باستمرار، وتتخذ التدابير للعودة إلى الحياة السلمية وإعادة الأمن في الأماكن المحررة.
من جانب آخر أشار شويغو إلى أن واشنطن والدول الغربية الخاضعة لسيطرتها تبذل قصارى جهدها لتأخير العملية الخاصة للقوات المسلحة الروسية في أوكرانيا، لافتاً إلى أن الكميات المتزايدة من إمدادات الأسلحة الأجنبية لأوكرانيا تظهر بوضوح نياتها لدفع نظام كييف للقتال حتى آخر أوكراني.
في الوقت نفسه، أضاف الوزير، إن تصرفات القوات الروسية ونوعية الأسلحة المستخدمة تظهر مرة أخرى صحة الأولويات التي حددتها القيادة العسكرية والسياسية للبلاد في بناء القوات المسلحة الروسية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن سلاح الجو قصف 60 هدفاً عسكرياً في أوكرانيا بما في ذلك مستودعين لصواريخ «توتشكا-يو» وإسقاط مقاتلة «ميغ 29» وأربع مسيّرات.
في حين تداولت وسائل إعلام مقاطع فيديو تظهر عمليات إطلاق صواريخ كثيفة على طول خط التماس بين القوات الروسية والقوات الأوكرانية في دونباس، وسمعت أصوات إطلاق النار في مدينتي خاركوف ونيكولايف.
وذكرت وسائل الإعلام أن القوات الجوية والمدفعية الروسية في الوقت الحالي تقوم بشن ضربات عنيفة على مواقع ومنشآت القوات المسلحة الأوكرانية في دونباس، وقالت إن معركة تطهير دونباس من المتطرفين الأوكرانيين دخلت مرحلة نشطة.
وسمعت انفجارات مروعة في جبل كاراتشون، حيث تتمركز القوات المسلحة الأوكرانية، وفي المواقع الأوكرانية بالقرب من سلافيانسك.
وفي الوقت ذاته أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أن روسيا بدأت معركة دونباس.
وبدورها قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن موسكو تعتبر تصريح واشنطن بأن من المحتمل الاعتراف بروسيا كدولة راعية للإرهاب «خطوة دعائية».
وحسب موقع «روسيا اليوم» أضافت زاخاروفا: هذا أمر مطلوب اليوم، هذه الفكرة تظهر كل ثانية، غير مدعمة بأي قانون أو حقائق، لا أحد يتحدث عن الحقائق على الإطلاق، هذا مطلوب اليوم لأنشطة الدعاية الإعلامية لواشنطن.
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إن الولايات المتحدة تدرس إمكانية إدراج روسيا الاتحادية في قائمة «المتواطئين مع الإرهابيين».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن