رياضة

الأسبوع الثاني والعشرون من الدوري الكروي الممتاز … هدوء على ساحة المنافسة.. ديربي ساخن في جبلة وديربي صامت في دمشق

| ناصر النجار

تستمر مباريات الدوري الكروي الممتاز في حرق المراحل استعداداً لإسدال الستار عن الموسم الكروي بأسرع ما يمكن من وقت بغض النظر عن حاجة الفرق للراحة أو لمراجعة الأخطاء واستشفاء اللاعبين.

وتشعبت مشاكل الدوري وأحداثه الساخنة وبتنا نرى في كل مرحلة من مراحل الدوري مباراة لا تنتهي بسلام فيشوبها شائبة الفوضى والشغب، والدور في المرحلة السابقة كان على مباراة الفتوة وجبلة التي لم تنته بخير، فعاث جمهور الفتوة في الملعب فساداً وتكسيراً وفوضى وهذه هي المرة الثانية التي يتجرأ بها جمهور الفتوة على الملعب بعد أن خرب ملعب تشرين بعد لقاء الوحدة الذي خسره 2/3.

وعلى ما يبدو أن العقوبات لم تعد تتلاءم مع حجم الشغب وهي غير كفيلة بردعه وإيقاف الموتورين من الجمهور الذين لم تعد تهمهم مصلحة ناديهم أو قدسية الدوري وأخلاق الرياضة الفاضلة التي بدأت تغيب عن ملاعبنا.

ولو أن القائمين على كرة القدم تعاملوا مع هذه الأحداث بحزم لما تكرر المشهد الأسود في ملاعبنا وخصوصاً أن العقوبات المالية لم تعد ذات مفعول وإقامة المباريات بلا جمهور أيضاً صار لها حل مالي، وبالتالي فإن العقوبات هذه أصبحت بلا معنى، ولا أدل على صدق كلامنا أن اللجنة المؤقتة عاقبت حطين بمباراتين بلا جمهور خارج اللاذقية، وتراجعت عن قرارها في المباراة الأولى فلعبها حطين بجبلة وسمحت لحطين بأن يلعب الثانية باللاذقية، وهنا نسأل ما جدوى العقوبة بهذه الطريقة؟

بمثل هذه الطريقة الناعمة من التعامل الضعيف مع كل أحداث المباريات وفلتان الملاعب وسوء الأخلاق والتصريحات الإعلامية غير المسؤولة لن ننتظر من الدوري الكروي الممتاز النهاية السعيدة على صعيد الإدارة والتنظيم على أقل تقدير.

أما في المستوى الفني فحدث ولا حرج، فالدوري أصبح ببعض مبارياته شبيهاً بدوري الأحياء الشعبية، فلم نعد نشاهد المستوى المقبول من محترفين قبضوا عشرات الملايين من أجل أن يمتعوا الجمهور ويضيفوا جمالاً إلى ساحة المنافسة النظيفة على اللقب أو في المباريات، ولكننا للأسف لم نجد المستوى المأمول وبعض الفرق أصيبت بإحباط ما بعده إحباط كالوثبة الذي يخفي في داخله كمية كبيرة من اللوم والعتب على القوانين الكروية التي تنصفه وكأنه الضحية ويجب أن يلبس القصة بكاملها.

وعلى صعيد آخر نجد أن الأندية إما وقعت بالخطأ أو أنها افتقدت للفكر المحترف بالتعامل مع الدوري، فالكثير من الأندية كانت حساباتها خاطئة كفريق عفرين الذي عاش طوال الدوري في أزمة وخلافات مع المدربين واللاعبين ولعل سوء الإدارة أفضت لمثل هذه المشاكل وقد صاحبها ضيق مالي بسبب مصاريف الاحتراف المرهقة فكانت النتيجة أن الفريق قدم أسوأ ما يمكن في عالم كرة القدم وربما أنهى الدوري بنقاطه الأربع دون أن يسجل بصمة واحدة بتدوين اسمه على جدول الفائزين.

وأندية أخرى لم تعرف الاستقرار الإداري فتغيرت الإدارات أكثر من مرة قبل الدوري وفي أثناء الدوري كأندية الوحدة والكرامة والطليعة والنواعير وحطين والاتحاد وهذا الأمر يؤدي إلى عدم الاستقرار الفني لأن الاستقرار الإداري مفقود.

أيضاً التأخير باتخاذ القرار الصحيح أدى إلى تدهور نتائج بعض الفرق وقد وضعتها هذه النتائج في أماكن الخطر وكان يمكن تفاديها لو اتخذ القرار بالوقت المناسب والمثال الأقرب في هذه الحالة فريق الشرطة الذي تأخرت الإدارة بتعيين باسم ملاح مدرباً لفريقها وهو الذي قدم نتائج جيدة قبل موسمين، لكن الأمور لم تجر ضمن الأصول فتراجعت كرة الشرطة في الموسمين الماضيين كثيراً لعدم وجود الإدارة الفنية المناسبة للفريق، الملاح يجتهد في هذه الأوقات لينجو بفريقه لكنه إن هبط فهو مسؤولية القرار الخاطئ!

المنافسة ضعيفة

على صعيد المنافسة فتبدو أنها ضعيفة بعد أن انسحب الوثبة من السباق طوعاً وكرهاً وبقي تشرين في الساحة وحيداً وهو يمضي إلى لقبه الثالث على التوالي، ولقاؤه القادم يوم الجمعة مع جبلة سيكون كبيراً وقوياً وممتعاً والذي دخل دائرة الأمان، والمحاولات الجبلاوية قد تقوم بإنزال أول هزيمة بالمتصدر، والمتصدر بالمقابل يسير على ضمان الصدارة دون خوف من المباريات القادمة ومن أجل الحفاظ على سجله نظيفاً من الخسائر.

في الميزان الفني فالحديث عن توازن القوى يصب بمصلحة تشرين الأفضل وهو الأكثر جاهزية، لكن مباريات الديربي تذوب فيها الفوارق لاعتبارات كثيرة ومهمة، وضع جبلة النفسي يؤهله لأداء مباراة كبيرة والمباراة بكل الاعتبارات يجب ألا تتأثر بالضغوط، فالفريقان مرتاحان على سلم الترتيب ومن المفترض أن يقدما مباراة جيدة من أجل جمال كرة القدم ومن أجل الحضور الجماهيري الذواق.

جبلة مدعو لاختراق حالة التفوق التشريني فمنذ عام 2015 لم يفز جبلة على تشرين، ومباراة الذهاب انتهت لتشرين بهدف نصوح نكدلي، مع العلم أن هناك مباراة معلقة بين الفريقين على كأس السوبر لا ندري متى ستقام وأين؟!

في القراءة الفنية لمباراة الوثبة والشرطة التي ستجري بحمص نجد أن القوة في المباراة سيمتلكها الشرطة لأن حافز الفوز الذي يملكه أقوى من الحافز الموجود عند الوثبة، الشرطة بقيادة مدربه الملاح حقق نتائج جيدة بعد أن ضبط الفريق وعرف كيف يستغل إمكانيات لاعبيه وهو اليوم بحاجة ماسة ليقدم أفضل ما لديه من أجل نقاط المباراة وقد ظهر بصيص أمل للنجاة وإن كان هذا البصيص ضعيفاً إلا أنه يستحق النضال من أجله، فلعل وعسى تبتسم له المباريات القادمة.

المباريات الثماني الأخيرة التي جمعت الفريقين تفوق فيها الوثبة باستثناء فوز وحيد للشرطة كان بقيادة باسم ملاح وهو اليوم موجود على سكور الفريق، فهل يسطر الشرطة الفوز الثاني أم يحقق التعادل الثاني أم يستمر الوثبة في سلسلة التفوق هذه؟ بالمحصلة العامة المباراة مرتبطة بمزاجية لاعبي الوثبة وحالتهم النفسية وعلى الضيف أن يستثمر ظروف المباراة لمصلحته.

في الذهاب فاز الوثبة بدمشق بهدفي مؤنس أبو عمشة وصبحي شوفان.

الديربي الصامت

بمدرجات صامتة سيلتقي الوحدة مع الجيش على ملعب الجلاء بعيداً عن المواقع والترتيب، فالمباراة لها نكهة خاصة وهي تقام تحت بند إثبات الذات لتحقيق التفوق على الآخر، كلا الفريقين لم يحسم المواجهات السابقة إلا بفارق هدف وكان الفريقان يتبادلان الفوز بين الذهاب والإياب أو تنتهي المباراة إلى التعادل كما حدث ذهاباً بهدف لمثله سجل للوحدة حسام العمر وللجيش خطاب مشلب في الوقت القاتل من المباراة.

الجيش سيكون حريصاً على الفوز للتقدم أكثر على سلم الترتيب وحرص الوحدة أكبر لتجاوز أذى ما حدث معه بلقاء تشرين ولاسترجاع مركزه الثالث أو المنافسة عليه من جديد.

مباراة سهلة

من الناحية النظرية فإن مباراة الفتوة مع عفرين تبدو سهلة للوهلة الأولى وخصوصاً أن عفرين فقد كل مقومات الوجود في الدوري ويخوض ما تبقى من مباريات من باب تأدية الواجب، وعليه فالفتوة يريد التعويض من هذا الباب لنيل فوز يطلبه بعد خسارة مع جبلة جرت عليه الويلات والعقوبات، ومع ذلك فكرة القدم مملوءة بالمفاجآت، فربما حقق عفرين ما عجز عنه طوال الموسم ونال فوزاً هو الأول سيعتبر إن تحقق من أكبر مفاجآت الدوري، ولا غرابة في ذلك فقد تعذب الفتوة حتى نال الفوز على عفرين في الذهاب 3/2 وقد بقي عفرين متقدماً 2/1 حتى الدقيقة 92 ثم سجل الفتوة التعادل وأدرك الفوز بدقيقتين، سجل للفتوة محمد زينو ومحمد العبادي والليث علي وسجل لعفرين أحمد كلزي هدفين وكانا آخر ما سجل بعد أن ذهب محترفاً بعد المباراة إلى الخليج، في المباراة نفسها خرج بالحمراء عبد الرحمن الحسين من الفتوة وأيمن الصلال من عفرين.

قمة الهبوط

مباراة حرجلة والنواعير تعتبر قمة مباريات الهبوط ونقاطها مضاعفة، سيحاول كلا الفريقين الحصول على مبتغاهما من النقاط في سبيل الأمل الضعيف الذي ينتظر حرجلة والأضعف الذي يعيش عليه النواعير.

الفريقان في حالة معنوية جيدة بعد الفوز الذي حققه النواعير على الوثبة بهدف والتعادل الذي ناله حرجلة من الكرامة بحمص، ومن المفترض أن تكون هذه المباراة هي الأمل الأخير لكليهما، في الذهاب فاز في حماة حرجلة بهدفي أحمد حاتم وسليمان رشو.

المهم والأهم

المباراة المهمة ستجمع الكرامة مع الطليعة على ملعب حماة، وفيها يبحث الطليعة عن أول فوز على الكرامة بعد 12 مباراة انتهت إلى سبعة انتصارات للكرامة وتحقق التعادل في خمس منها، ومن جهة أخرى يحاول الطليعة اللحاق بمركزه الرابع الذي فقده بالخسارة القاسية أمام تشرين بثلاثة أهداف نظيفة، فرصة الكرامة بالفوز تبدو واجبة لأن جماهير الكرامة غير راضية عن فريقها وأدائه، وفرصة الطليعة أوفر لاعتبارات كثيرة منها الأرض والجمهور والتنافس القوي الساخن بين الفريقين، في الذهاب تعادل الفريقان بلا أهداف.

المباراة الأهم هي مباراة حطين وأهلي حلب وفيها يبحث حطين عن نقاط الأمان بعد أن اقترب من مواقع المهددين وبالتالي إن خسر اللقاء فقد يكون أحد المهددين وخصوصاً إن فاز الشرطة وحرجلة، من هذا العنوان سيشعر حطين بالخطر وسيلعب بأوراق مكشوفة من أجل تحقيق فوز سيكون الأغلى، أما الضيف فقد تكون حساباته مختلفة وهو يسعى لاستمرار حالة التفوق والانتصار الذي بدأ بها منذ تولي البحري قيادة الفريق.

بكل الأحوال المباراة صعبة للغاية واحتمالاتها الثلاثة واردة، في الذهاب فاز الاتحاد بهدف ياسر شاهين وخرج لاعب حطين زين خديجة بالبطاقة الحمراء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن