أسلوب تعامل الاتحاد السوري لكرة السلة مع المسابقات المحلية مازال محيّراً، فالآلية الجديدة لأنظمة مسابقات الموسم الجديد 2021/2022 مازالت غير واضحة التطبيق على أرض الواقع.
فالملاحظة الأساسية التي كانت تسجل على كرة السلة السورية عبر اتحاداتها المتعاقبة هي عدم وجود روزنامة واضحة وثابتة للمسابقات المحلية انسجاماً مع المشاركات الخارجية.
صحيح أن الاستلام المتأخر للاتحاد الجديد لكرة السلة كان له دور في تأخير انطلاقة الموسم الجديد، يضاف إليه موضوع الصالات وغياب بعضها عن الخدمة كصالة حمص التي تسببت في تأجيل العديد من مباريات فريقي الكرامة والوثبة بدوري المحترفين، لكن ذلك لا يبرر ما نراه على الأرض، وخصوصاً مع مسابقة كأس الجمهورية للآنسات التي كانت على وشك الانطلاقة خلال الشهر الحالي، أي بين الدور الأول والفاينال لمسابقة الدوري، وذلك كسباً للوقت، والغريب في تفاصيل هذه المسابقة أنها ستقام بطريقة مغايرة لكل مسابقات الكؤوس السابقة على مستوى السلة الناعمة.
فالإقصاء في هذه المسابقة بطريقة خروج المغلوب من الخسارة الأولى!
تصوروا أن فرقاً ستودع المسابقة من أول مباراة لمجرد كونها خسرتها!
وتصوروا أن الفريق الذي سيفوز بالبطولة سيكون قد لعب 3 مباريات فقط، وفاز بها طبعاً.!
وتخيلوا أن مسابقة الكأس بمجملها لن تتجاوز عشر مباريات!
فما الفائدة التي ستجنيها الفرق المشاركة، وما الجدوى الفنية لمسابقة كهذه، إلا إذا كانت الغاية مجرد إنجاز مسابقة حتى لو كانت مسلوقة؟! وكله من باب ضغط الوقت وضرورة إنجاز المسابقات المحلية ضمن فترة محددة، وبالوقت ذاته تأتي المفاجأة والمفارقة بتأجيل المسابقة قرابة شهر نزولاً عند رغبة الأندية المشاركة في المسابقة، فالمضغوط في الوقت والمطالب بإنجاز الواجب ضمن فترة محددة لا يقوم بالتأجيل!
ومن السلة الناعمة إلى السلة الشابة، فالكثيرون أثنوا على دوري تحت 23 سنة كمسابقة جديدة تهدف لإعطاء الفرص للاعبين الشبان الذين لم يأخذوا فرصتهم مع فرق الرجال، وانطلاقة المسابقة شهدت حماساً كبيراً وتفاعلاً من المشاركين الذين وجدوا لهم مساحات زمنية للمشاركة في الملعب لإبراز مواهبهم، وفيما قطعت المسابقة مرحلة مهمة من منافساتها، سرعان ما توقفت وغابت عن المشهد السلوي!
ليس المهم الابتكار في المسابقات وأنظمتها، وإنما المطلوب البحث في إمكانية التنفيذ بالشكل المرسوم ضماناً للجدوى المتوخاة منها.