مدرب سلة قاسيون: إقالتي لم تكن فنياً وإنما لعدم رضا لاعبة بالفريق والإدارة لم تقصر معي
| مهند الحسني
حقق المدرب هاني الخولي نتائج جيدة مع فريقه سلة سيدات قاسيون وتمكن من بناء فريق قوي تصدر خلالها مرحلة الذهاب هذا الموسم وبدت لمساته واضحة على أداء الفريق فردياً وجماعياً، لكنه ورغم كل ذلك لم يكتب له الاستمرارية مع الفريق الذي بات بحاجة لحالة من الاستقرار الفني لأنه مقبل على مباريات مهمة في المربع الذهبي، فجاء قرار إقالته كالصاعقة عند محبي الفريق لأنه جاء بعد فوز الفريق بفارق قياسي على العروبة.
فما سبب الإقالة السريعة للمدرب، وما قصة المشكلات التي أطلت برأسها على الفريق أثناء مباراته الأخيرة مع تشرين، ولماذا لم يعد المدرب بعد الخسارة مع الفريق للعاصمة؟
كل هذه التساؤلات وجدت «الوطن» لها إجابات شافية ووافية عندما استضافت مدرب الفريق هاني الخولي وأجرت معه الحوار التالي:
• ما سبب خسارتكم غير المتوقعة أمام تشرين وبهذا الفارق؟
طبعاً للخسارة أسباب يأتي في مقدمتها الغيابات التي أثرت على أداء الفريق الذي لعب وسط غياب أفضل لاعباته( ابتسام الزير لأنها حامل وهي غير قادرة على اللعب، واستيفاني الأطرش أيضاً للإصابة بقطع رباط، وغياب اللاعبة لانا الفصيح لظروف خاصة قبل اللقاء بيومين)، غياب ثلاث لاعبات بأهم المراكز وعدم وجود البديل أيضاً وضعنا في موقف صعب، إضافة إلى وضع النادي المادي الصعب وأنا هنا أقولها وبكل صراحة بأن الإدارة المتمثلة بالعميد فايز الباشا وإداري الفريق خالد جمعة لم يقصرا أبداً وقدما الكثير وحاولا استمرارية حالة الاستقرار بالفريق لكن تجميد استثمارات النادي تسبب في خلق بعض المشكلات لإدارة الفريق.
تصور نحن سافرنا إلى اللاذقية ولعبنا مباراة وعدنا في اليوم نفسه وفي الشهر الفضيل من أجل تخفيف الأعباء المالية وهذا ما تسبب في إلحاق التعب والإرهاق بلاعبات الفريق، ومع ذلك كنا متقدمين في أول ربعين على فريق تشرين وتراجع مستوى الفريق نتيجة التعب.
• سمعنا أن هناك مشكلات حصلت خلال سير مباراتكم مع تشرين؟
هذه المشكلات ليست وليدة اللحظة وإنما هي قديمة، الموضوع متعلق باللاعبة كارولين أبو لطيف وهي من أفضل اللاعبات وخبرتها كبيرة لكنها لم تعد تقتنع بأن وجودها بالملعب لم يعد يتحمل أربعين دقيقة، وأنا كمدرب أحببت أن أمنح الفرصة لبعض اللاعبات مع عدم الاستغناء عن كارولين لأن وجودها بالفريق ضروري لكن بأوقات معينة يحددها مدرب الفريق.
• ما المانع من بقائها ما دامت أنها قادرة على العطاء؟
أكيد هي غير قادرة على العطاء بالمستوى نفسه، كارولين لاعبة جيدة لكنها تعرضت خلال مشوارها مع «الباسكت» لإصابات كثيرة أتعبتها ووصلت لمرحلة من العمر لن تسمح لها بالبقاء أربعين دقيقة، حالياً اللعب بات سريعاً وهي غير قادرة على ذلك.
• هل تحدثت معها أثناء سير المباراة وما ردة فعلها؟
كارولين تعشق كرة السلة لكنها لم تصل لحقيقة أن دورها بأرض الملعب يجب أن يكون بيد المدرب لأنه هو صاحب القرار في عملية الاستبدال، طلبت منها الخروج خرجت لكنها بدأت بزرع طاقة سلبية بالفريق وهذا أثر علينا، وأنا لا أسمح بذلك حتى لو كانت عودتها ستهدي الفريق نقاط الفوز، وخروجها لم يكن كيدياً وإنما كان فنياً.
كونك مدرب الفريق لماذا لم تعمل على إلغاء فكرة اللاعب النجم والاعتماد على اللعب الجماعي؟
مشكلة كارولين بدأت منذ بداية الموسم وهي لاعبة قديمة بالنادي وحاصلة على ميزات بالملعب من الصعب خلال فترة قصيرة أن تعمل على تغييرها، وهذا يتطلب مساندة الإدارة.
• لكن إدارة قاسيون متفهمة وداعمة لأي مدرب يعمل لديها؟
بصراحة الإدارة منحتني كامل الحرية الفنية داخل الملعب، لكن أعود وأقول إن قرار إقالتي ليس فنياً وإنما نتيجة عدم رضا هذه اللاعبة.
• هل يعقل أن تبقى بعد خسارة الفريق في اللاذقية أليس من المفروض أن تعود معه للعاصمة من باب المواساة؟
قبل السفر بأسبوع أعلمت الإدارة بأني سأبقى باللاذقية بعد نهاية المباراة مع تشرين من أجل تخفيف الضغط علي جراء مباريات الدوري، لأن مهنة التدريب صعبة والمدرب يبقى مضغوطاً نفسياً، إضافة إلى أن هناك فترة استراحة سيخضع لها الفريق بعد نهاية مرحلة الإياب ما يعني أنه بوجودي أو غير ذلك لن يتمرن قبل خمسة أيام، وأنا تركته فقط يومين، مع العلم بأن قرار إقالتي تم إعلامي به قبل أسبوع أي بعد فوزنا على العروبة.
• ما السبب ومن أعلمك بذلك؟
لأنني اتخذت قراراً بعدما مشاركة اللاعبة كارولين أمام العروبة لأن المباراة غير مهمة ويجب منحها فرصة للراحة، وأنا أبقى مدرب الفريق، ولي الصلاحية في مشاركة من أراه مناسباً، رغم أن كارولين حاولت التدخل ببعض الأمور الفنية، وعند خروجي من باب الصالة قالوا لي أنت مقال، ثم عادوا عن قرارهم ربما لأنهم وجدوا أن الفريق فاز برقم قياسي على العروبة.
• لماذا رضيت البقاء بعدما أعلموك بالإقالة؟
رضيت، لأن الإدارة طلبت مني وأنا لا أحب أن أكون سبباً في أي شيء قد يسيء للفريق، وأنا أحترم قرار الإدارة عندما أكدوا لي أنهم على استعداد للاستغناء عن المدرب مقابل بقاء هذه اللاعبة، مع العلم بأنني أشكر إداري الفريق خالد جمعة على تعامله الطيب معي ومن ورائه رئيس النادي العميد فايز الباشا، وهما قدما الكثير للفريق واستطعنا في مرحلة الذهاب أن نلعب بقوة ونتصدر، لكن جمود استثمارات النادي وشح الإمكانات المادية انعكسا سلباً على الفريق.
• لماذا لم تسأل الإدارة عن سبب الإقالة؟
أنا تحدثت معهم وأكدت أنني كمدرب لي شخصيتي الاعتبارية ولا أحد يستطيع الانتقاص منها، نحن لعبنا أمام فريق الثورة الذي يضم أفضل خمس لاعبات في سورية وكان فريقي يعاني من الإصابات ومع ذلك تعادلنا بالوقت الأصلي وفي الحصة الإضافية خسرنا نتيجة بعض أخطائنا نحن وليس بسبب قوة الثورة.
• من الفريق الأقرب للظفر باللقب هذا الموسم؟
فريق الثورة لا محالة هو الأقرب للفوز حتى لو شارك من دون لاعبة أجنبية، لديه لاعبات متميزات ودكة احتياط جيدة وأعمار لاعباته صغيرة، وقد استفاد من مشاركته ببطولة الأندية العربية إضافة لوجود خمس لاعبات مع المنتخب الوطني ثلاث منهن يلعبن بالتشكيلة الأساسية.
• هل لديك عروض جديدة مع بعض الأندية؟
حتى الآن لا يوجد أي شيء لأن إقالتي مازالت حديثة والدوري لم ينته، لكن أتمنى أن تكون هناك عروض خاصة بعدما شاهد الجميع ما قدمته لسلة قاسيون التي أتمنى لها التوفيق من كل قلبي.