عربي ودولي

موسكو سلّمت أوكرانيا مسودة وثيقة للاتفاق.. وإسرائيل ترسل أسلحة إلى كييف … بوتين: روسيا ستضمن تطبيع الحياة في دونباس

| وكالات

تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن بلده سيضمن إحلال السلام واستئناف الحياة الطبيعية في منطقة دونباس، في حين سلمت موسكو أوكرانيا مسودة وثيقة بصيغ واضحة للاتفاق، لافتة إلى أن الكرة الآن باتت في ملعب كييف التي أكدت روسيا أنها فقدت الثقة بها في عملية التفاوض، مشيرة إلى أن واشنطن والناتو تديران العمليات العسكرية في أوكرانيا.
وحسب موقع «روسيا اليوم» قال بوتين أمس الأربعاء، خلال اجتماع شاركت فيه طفلة لجأت من مدينة لوغانسك إلى سيفاستوبول بعد أن صوّت سكان شبه جزيرة القرم لمصلحة العودة إلى الحضن الروسي: ذكرت أن حياتك تغيرت بشكل ملموس منذ مغادرتك لوغانسك، وللأسف تغيرت الكثير من الأمور كذلك خلال هذه السنوات في لوغانسك وجمهورية لوغانسك الشعبية، لكن للأسوأ، لأنه على مدى هذه السنوات الثماني استمرت هناك غارات وعمليات قصف مدفعي وأعمال قتالية، وبطبيعة الحال عاش الناس ظروفا صعبة للغاية.
وأشار بوتين إلى أن حياة سكان شبه جزيرة القرم ومدينة سيفاستوبول كانت مختلفة تماماً عما كان في دونباس، مضيفاً: لكن المأساة في دونباس وخصوصاً جمهورية لوغانسك الشعبية هي التي أجبرت روسيا على بدء هذه العملية العسكرية.
وجدد الرئيس الروسي التأكيد على أن هدف العملية العسكرية التي أطلقتها موسكو في 24 شباط الماضي يكمن في «مساعدة مواطنينا في دونباس»، مضيفاً: سنتصرف تدريجياً وسنحقق وضعاً سيضمن تطبيع الحياة تدريجياً هناك وتغييرها نحو الأفضل كما حصل في حياته في سيفاستوبول.
وأعرب بوتين عن قناعته بـإحلال السلام في دونباس بفضل روسيا، قائلاً: هذا ما سيحدث.
في غضون ذلك قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أمس الأربعاء: سلمنا أوكرانيا مسودة وثيقة تتضمن صيغة واضحة للتوصل لاتفاق، والكرة الآن في ملعب كييف، وننتظر منها جواباً.
وحسب وكالة «انترفاكس» أشار المتحدث باسم الكرملين في تصريح صحفي، إلى أن الجانب الأوكراني ينحرف باستمرار عن الاتفاقات التي سبق أن وافق عليها، ويغير موقفه باستمرار، مضيفاً إن ذلك بالنسبة لفعالية المفاوضات وجدواها بالطبع له عواقب وخيمة.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت هناك أي مواعيد نهائية محددة لرد فعل كييف، قال بيسكوف: الأمر يعتمد على الجانب الأوكراني، مضيفاً: لكنني أكرر مرة أخرى، وصرحنا بذلك باستمرار، أن ديناميكية العمل في الجانب الأوكراني تسير بشكل سيئ، والأوكرانيون لا يظهرون رغبة كبيرة لتكثيف عملية المفاوضات.
من جانبها قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن روسيا فقدت الثقة بالجانب الأوكراني المفاوض بشأن الوضع الأوكراني، منوهة بأن واشنطن والناتو يديران العمليات وليس زيلينسكي.
وحسبما نقلت عنها وكالة «تاس» أضافت في تعليقها على عملية المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا: الأمر هنا ليس بالثقة والتحقق من هذه الثقة، الموضوع هنا التحقق من الالتزام، إذ لا توجد ثقة تجاه هؤلاء الأشخاص، وفقدنا الثقة تجاههم منذ فترة طويلة.
وتابعت قائلة: من جانب مكتب رجل يسمي نفسه رئيس أوكرانيا ويتمتع بالسلطات المناسبة، تم تقديم طلب إلينا لإجراء مفاوضات، ولم ترفض روسيا هذا الطلب، ثم كما هو الحال دائماً، بدأ السيرك، حرفياً ومجازياً، من جانب نظام كييف: أولا يأتون، ثم لا يأتون، وأحيانا يشاركون، وأحيانا لا يشاركون.
ولفتت إلى أن روسيا كانت مستعدة لذلك، وكانت تتوقع أن تتصرف أوكرانيا بشكل غير متسق خلال هذه المفاوضات.
وأوضحت أنه في السنوات الأخيرة تم بناء نهج كييف للمفاوضات بالطريقة نفسها تماماً، ومصير اتفاقيات مينسك معروف ولم يتم تنفيذها.
وقالت زاخاروفا: المخطط كلاسيكي، ويقول إن النظام في كييف ليس مستقلاً، إنه خاضع للرقابة. وثانياً، تستخدم المفاوضات كمشتت.
ولفتت المتحدثة إلى أن الناتو وواشنطن هم من يديرون العمليات في أوكرانيا وليس زيلينسكي: ليست هناك حاجة للحديث عن استقلال فلاديمير زيلينسكي سواء الآن أم قبل ذلك. بطبيعة الحال، يقف القيمون عليه خلفه، وأولا وقبل كل شيء، كانت واشنطن وهياكل الناتو الأخرى هي التي تدير هذه العملية بطريقة أو بأخرى لسنوات عديدة، لذلك، فإن الحديث عن تصريحات زيلينسكي والتفكير المنطقي تأتي بنتائج عكسية. اليوم يقول شيئاً، وغداً يقول شيئاً آخر.
وأكدت زاخاروفا أن رئيس أوكرانيا لا يسيطر على الوضع في البلاد: تصريحات زيلينسكي أدلى بها في حالات مختلفة، هذا واضح، هذه لقطات شاهدها العالم بأسره، وشاهدها بانتظام.
وفي سياق تحدي السلطات الاسرائيلية لموسكو قرّر وزير الدفاع الإسرائيلي أمس حسبما نقلت عنه وكالة «سكاي نيوز» إرسال معدات عسكرية تشمل خوذ ودروع واقية من الرصاص إلى أوكرانيا.
وحسب موقع «روسيا اليوم» أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بدوره من كييف أن الاتحاد الأوروبي سيقدم مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة مليار وخمسمئة مليون يورو.
ويدرس الاتحاد الأوروبي فرض الحزمة السادسة من العقوبات على روسيا على خلفية العملية العسكرية التي أطلقتها في أوكرانيا، علماً أن العملية جاءت بعد أن رفض الغرب تقديم ضمانات أمنية لموسكو.
في حين أشار الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية رومانو برودي أمس، إلى أن فرض عقوبات جديدة تشمل إمدادات النفط والغاز من روسيا سيكون له عواقب وخيمة، بما في ذلك على الدول التي تقرر فرض هذه القيود.
وعثر الجيش الروسي على وثائق تابعة للسلطات الأوكرانية في مدينة خيرسون بعد تحريرها، تؤكد سماح كييف لإرهابيين مطلوبين للعدالة في روسيا بالسفر إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وأكدت الوثائق أن سلطات كييف رفضت الطلبات الروسية بتسليم هؤلاء المجرمين المطلوبين للعدالة، وتركت بعضهم يلتحقون للقتال في صفوف كتائب النازيين، وحتى سمحت للبعض الآخر منهم بالسفر إلى دول الاتحاد الأوروبي.
ومنذ انطلاق العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا يوم 24 شباط الماضي، فرضت الولايات المتحدة ودول أوروبية عقوبات على روسيا، وتقاطرت على كييف المساعدات العسكرية من معظم دول حلف الناتو، على رأسها الولايات المتحدة، وهو ما حذرت موسكو من عواقبه.
إلى ذلك قال المسؤول الإعلامي في جمهورية دونيتسك الشعبية دانييل بيزسونوف: إن أكثر من 3000 عسكري أوكراني استسلموا وسلموا أنفسهم للقوات الشعبية في دونباس منذ بداية العملية العسكرية الروسية.
وأضاف: وفقاً للتقارير الرسمية للقوات الشعبية، استسلم الثلاثاء خمسة مقاتلين كانوا محاصرين في مصنع آزوف ستال في ماريوبول، وبشكل عام، لدينا أكثر من ثلاثة آلاف أسير حرب سلموا أنفسهم لقوات لوغانسك ودونيتسك.
وحسب قوله، بعض هؤلاء أسرى الحرب موجودون في منطقة دونباس، وتم نقل بعضهم الآخر إلى أراضي روسيا.
وفي سياق متصل وجه أحد القادة العسكريين الأوكرانيين المحاصرين في مصنع للمعادن بمدينة ماريوبول، نداء يائساً، مطالباً بنقلهم إلى بلد ثالث.
وتحدث القيادي العسكري الأوكراني في مقطع فيديو، عن أوضاعهم البائسة في المنطقة المحاصرة من الجيش الروسي، راجياً مساعدتهم والعمل على إنقاذهم وترحيلهم إلى أراضي دولة ثالثة.
وكالة الصحافة الفرنسية بدورها ذكرت أن قيادياً في قوات مشاة البحرية الأوكرانية المحاصرة في مدينة ماريوبول صرّح في مقطع مصور قائلاً: ربما نواجه أيامنا، إن لم تكن ساعاتنا الأخيرة، طالباً في تسجيل مصور نشره على فيسبوك أمس، إخراجهم من المكان.
وأوضحت الوكالة أن المتحدث هو «سيرغي فولينا، من لواء مشاة البحرية الأوكرانية الـ36 الذي يتحصن في مصنع آزوف ستال الضخم والمحاصر من القوات الروسية»، مشيرة إلى أنه قال في المقطع المصور: نناشد ونلتمس من جميع زعماء العالم مساعدتنا، مضيفاً قوله: نطلب منهم القيام بإخراج قواتنا ونقلنا إلى منطقة تابعة لطرف ثالث.
وأقر القيادي في قوات مشاة البحرية الأوكرانية المحاصرين في المدينة، بأنهم داخل هدف واحد فقط، هو مصنع آزوف ستال، فيما كانت روسيا قد دعت أول من أمس الثلاثاء بقايا القوات الأوكرانية المحاصرة داخل مصنع آزوف ستال في ماريوبول إلى إلقاء سلاحها بشكل فوري والاستسلام، حفاظاً على حياتها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن