عربي ودولي

نظام العلاقات الدولية يمر بمرحلة تحول عميق و«بريكس» نواة عالم متعدد الأقطاب … روسيا: واشنطن تحضر استفزازات في أوكرانيا لتطبيق ما يوصف «السيناريو السوري»

| وكالات

اتهمت موسكو الولايات المتحدة بتحضير استفزازات بهدف إلقاء اللوم على روسيا في استخدام الأسلحة المحرمة، تمهيداً لتطبيق ما يوصف «السيناريو السوري» الذي تتعرض دولة بموجبه لعزلة اقتصادية وسياسية مع إقصائها من المنظمات الدولية مثل مجلس الأمن الدولي، على حين اتهمت قوات جمهورية دونيتسك الشعبية القوات الأوكرانية المحاصرة داخل مصنع صلب «آزوفستال» في ماريوبول بإفشال عملية إجلاء مجموعة من المدنيين من المدينة.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن قائد قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي في الجيش الروسي، إيغور كيريلوف، في موجز عقده أمس السبت: «تتوفر لدى وزارة الدفاع الروسية معلومات عن تحضير الولايات المتحدة استفزازات بهدف اتهام القوات المسلحة الروسية باستخدام أسلحة كيميائية أو بيولوجية أو نووية تكتيكية، وكانت هذه الخطة قد وضعت وتمثل رداً على النجاحات التي أحرزتها روسيا في عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا».
وأضاف: «نلفت انتباهكم إلى أن الولايات المتحدة سبق أن طبقت غير مرة مثل هذه المشاريع لتحقيق أغراض سياسية».
وشدد كيريلوف على أن أبرز مثال لذلك يعود إلى الكلمة التي ألقاها وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول أمام مجلس الأمن الدولي في الخامس من شباط 2003، مذكراً بـ«قارورة مملوءة بمسحوق الغسيل في يده استغلت كذريعة لغزو العراق وتسببت في مقتل نحو نصف مليون شخص».
وقال كيريلوف إن الولايات المتحدة تنظر حالياً في ثلاثة سيناريوهات للاستفزاز المحتمل المزعوم، وهي:
أولاً: تدبير «مسرحية تحت علم زائف»، حيث يدور الحديث إما عن استخدام أسلحة كيميائية وبيولوجية بالفعل مع سقوط ضحايا بين المدنيين أو فبركة «عملية تخريبية من قبل روسيا» في مواقع أوكرانية منخرطة في إنتاج مكونات لأسلحة الدمار الشامل.
ثانياً: استخدام أسلحة الدمار الشامل على نطاق محدود بأقصى درجات السرية، حيث رجح الجنرال أن هذا السيناريو قد يطبق بهدف تثبيط عزيمة القوات الروسية وتقويض قدرتها على المقاومة في تنفيذ مهمة عملية محددة.
ثالثاً: الاستخدام السافر لأسلحة الدمار الشامل في ميدان القتال، حيث لفت كيريلوف إلى أن موسكو ترى في ذلك السيناريو الأقل ترجيحاً، مضيفاً إن واشنطن قد تلجأ إليه في منطقة القتال على الأرجح في حال عجز حكومة كييف عن إحراز نجاح بأنواع الأسلحة التقليدية.
وأشار الجنرال إلى أن الولايات المتحدة تنظر في إمكانية تطبيق هذا السيناريو في مدينتي سلافيانسك وكراماتورسك اللتين «تم تحويلهما إلى قلعتين».
وأوضح كيريلوف أن هذه الخطط الأميركية المزعومة تقضي بإشراك لجنة التحقيق وتحديد الهوية التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في التحقيق، قائلاً إن هذه الآلية «تتيح فبركة الأدلة المطلوبة وتحديد المسؤولين وفقاً لرغبتهم، وهو ما قد طبق غير مرة خلال التحقيقات في الحوادث الكيميائية في سورية».
وقال: «ستأتي فبكرة استخدام أسلحة الدمار الشامل بهدف إلقاء اللوم على روسيا في استخدام الأسلحة المحرمة، تمهيداً لتطبيق ما يوصف «السيناريو السوري» الذي تتعرض دولة بموجبه لعزلة اقتصادية وسياسية مع إقصائها من المنظمات الدولية مثل مجلس الأمن الدولي».
كما رجح كيريلوف أن هدف هذه الاستفزازات المحتملة المزعومة قد يكمن في «ممارسة الضغط على الدول الموالية والصديقة لروسيا، مثل الهند والصين، بغية إجبارها على فرض عقوبات عليها».
إلى ذلك اتهمت قوات جمهورية دونيتسك الشعبية في بيان نشرته على «تيليغرام» القوات الأوكرانية المحاصرة داخل مصنع صلب «آزوفستال» في ماريوبول بإفشال عملية إجلاء مجموعة من المدنيين من المدينة.
وقالت: «تم إفشال هذه العملية السلمية من القوميين الأوكرانيين الذين أطلقوا النار بواسطة مدافع هاون من داخل ساحة مصنع «آزوفستال» على المكان المحدد لجمع المواطنين قرب مركز «بورت سيتي» التجاري».
من جهة ثانية اعتبرت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن نظام العلاقات الدولية يمر بمرحلة تحول عميق، مؤكدة أن دول مجموعة «بريكس» أصبحت بالفعل نواة عالم متعدد الأقطاب.
وأشارت زاخاروفا إلى أن نظام العلاقات الدولية يمر بمرحلة تحول عميق، وأن العالم الأحادي القطب كان شيئاً من الماضي قبل فترة طويلة من الأحداث في أوكرانيا.
وقالت: «تلعب مراكز قوة جديدة في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط دوراً بارزاً بشكل متزايد في صياغة الأجندة العالمية، وتبدي الاستعداد للدفاع عن مصالحها، وتطالب باحترام مسار التنمية الخاص بها».
ميدانياً، أكد الجيش الروسي استهداف مخزن كبير يحوي أسلحة أجنبية قرب أوديسا، كما أعلن المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في إفادة صحفية أمس السبت، إن القوات الروسية ضربت 11 منشأة عسكرية في أوكرانيا بصواريخ عالية الدقة أطلقت من الجو، ما أدى إلى مقتل ما يصل إلى سريتين من أفراد الجيش الأوكراني وتدمير 25 قطعة من المدرعات والمركبات.
وأضاف كوناشينكوف إنه تم تدمير 15 طائرة من دون طيار خلال الليلة الماضية، بما في ذلك طائرة من طراز Bayraktar TB-2.
وذكر المتحدث أن القوات الصاروخية والمدفعية الروسية نفذت 1098 مهمة نارية خلال أول من أمس، ودمرت 3 مروحيات أوكرانية من طراز Mi-8 في مطار بمقاطعة خاركوف، و3 منظومات صواريخ مضادة للطائرات من طراز Osa-AKM، و16 مستودعاً للأسلحة والمعدات العسكرية و33 مركز قيادة، كما شملت الأهداف التي تمت إصابتها 919 نقطة ارتكاز وموقع تمركز للقوات والمعدات العسكرية و124 موقع إطلاق نار للمدفعية الأوكرانية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن