عربي ودولي

رامبو لـ«الوطن»: ماكرون اهتم برغبات القادة الأوروبيين.. ولوبان قد تفوز إذا ابتعدت عن بعض الآراء المهووسة … الفرنسيون يختارون اليوم رئيساً جديداً للبلاد

| منذر عيد- وكالات

تشهد فرنسا، اليوم الأحد، الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، وسط توقع استطلاعات الرأي بتقدّم الرئيس إيمانويل ماكرون على منافسته زعيمة اليمين المتطرّف مارين لوبان بتسع نقاط.

ماكرون وقبل الصمت الانتخابي يوم أمس شن هجوماً على غريمته متّهماً إيّاها بـمحاولة خلق حالة انقسام في فرنسا بشأن الإسلام، في حين قالت لوبان: «ماكرون يجسّد نخبوية خذلت الشعب»، واتّهمته بأنه لا يحب الفرنسيين.

وفي تصريح لـ«الوطن» أكد سفير فرنسا السابق في السودان ميشيل رامبو أن تغييراً عميقاً للغاية حدث منذ التصويتين السابقين في عامي 2012 و2017، وبأنه في الجولة الثانية، غالباً ما تستند النتيجة النهائية إلى اختلاف ضئيل جداً بين عدد الأصوات الصحيحة التي يحصل عليها المرشحان.

وبين رامبو أنه في الوقت نفسه، في التقليد الفرنسي، اعتاد الناخبون بشدة الإشارة إلى مفهوم الأحزاب اليمينية واليسارية، وبالتالي كان هناك اختلاف أيديولوجي وسياسي واضح بين هذين الجناحين فيما يتعلق ببرامجهم.

وتابع: كانت هذه قواعد اللعبة حتى تصويت 2012، وفيما يتعلق بالجولة الثانية، كنا نواجه خياراً واضحاً إلى حد ما بين المرشحين للرئاسة، أحدهما لـ«اليسار» (الاشتراكي فرانسوا هولاند) وآخر لـ«اليمين» (نيكولا ساركوزي)، وتم انتخاب هولاند بحوالي 52 بالمئة من الأصوات.

وأوضح رامبو أنه تم القضاء على هذه القواعد التقليدية جنباً إلى جنب مع الحملة الانتخابية الرئاسية والانتخابات لعام 2017، حيث تم القضاء على المرشحين اللذين كانا يتنافسان نيابة عن الحزبين التقليديين الرئيسيين، الحزب «الديغولي» السابق من أجل اليمين، والمرشح «الاشتراكي» عن اليسار، خلال الجولة الأولى.

وأضاف: كان نوعاً من المواقف غير المسبوقة التي يجب مواجهتها بجولة أخيرة لم يكن فيها الشخصان المختاران غير متوقعين: ماري لوبان، زعيمة التجمع الوطني اليميني المتطرف من ناحية، ضد إيمانويل ماكرون من ناحية أخرى.

وقال: «تم انتخاب هذا الأخير بشكل مفاجئ من دون أي أساس سياسي واضح، قادم من العدم. على الرغم من أنه كان وزيراً للموازنة ونائباً للأمين العام في الرئاسة خلال فترة ولاية هولاند، إلا أنه لم يستطع التظاهر بأنه يمثل الجزء اليساري من الهيئة الانتخابية، لكنه لم يفعل شيئاً لتوضيح هذا الغموض، وذلك لجذب العديد من المؤيدين والناخبين من كلا الجانبين».

وتابع رامبو: «لن أدلي بأي تعليق على أدائه (ماكرون)، الذي يعتبر كارثياً من قبل العديد من المراقبين والمواطنين، إنه يترشح الآن لولاية ثانية، في ظل الغموض نفسه».

وأشار رامبو إلى أنه من الناحية السياسية، يختلف موقف ماكرون إلى حد ما عما كان عليه في عام 2017، فبعد أن ظل لمدة خمس سنوات على رأس الدولة، لم يواجه العديد من العقبات أمام تنفيذ سياساته، قائلاً: «لقد دمر الأحزاب السياسية، وتجاهلها، وكذلك دخل في قمع عنيف وغير مسبوق ضد الاحتجاج الاجتماعي، لقد انتهز فرصة الأوبئة لتخويف السكان إلى أقصى حد، من أجل كسر أي حياة سياسية وأي نوع من المعارضة، لقد حطم العديد من المؤسسات واهتم برغبات القادة الأوروبيين أكثر من اهتمامه بالرأي الجماعي الفرنسي»، وقال: «أعتقد أن السيدة لوبان يمكن أن تفوز في الانتخابات إذا امتنعت عن التعبير عن بعض الآراء المهووسة والمنقسمة حول الهجرة أو بعض المجتمعات الدينية».

وكالة «أ ف ب» قالت أمس إنه للمرة الثانية على التوالي، تصل زعيمة اليمين المتطرّف مارين لوبان إلى الدورة الحاسمة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، متوجة عقداً أمضته في تحسين صورتها لدى الرأي العام من دون أن تبدّل برنامجها.

وتابعت إن السيدة الطموحة التي عرفت بطباعها الحادة، هي الابنة الصغرى لجان ماري لوبان، مؤسس «الجبهة الوطنية» وأحد أبرز الوجوه المثيرة للجدل في التاريخ الحديث للسياسة الفرنسية.

ومثل والدها في 2002، بلغت مارين الدورة الثانية الفاصلة لانتخابات 2017 حين خسرت أمام إيمانويل ماكرون الذي ستواجهه مجدداً اليوم.

وذكرت وكالة «أ ف ب» في تحليل لها، أمس، إن ماكرون صدم بمواقفه المسببة للانقسام وأسلوبه في ممارسة الحكم، الكثير من الفرنسيين الذين اعتبروه منفصلاً عن واقعهم، لكنه سجّل نقاطاً على الصعيد الدولي في تحديات أوروبية وقضايا مرتبطة بالذاكرة.

وأمضى ماكرون الذي يتهمه فرنسيون بالعجرفة، خمسة أعوام في الرئاسة طبعتها قدرته على تغيير سياساته وتطويعها حسب الحاجة، في أسلوب دفع صحيفة «لوموند» لتشبيهه بـ«الحرباء».

ومن شخصية مغمورة لم يسبق لها أن انتخبت إلى أي منصب عام، أصبح وزيراً للاقتصاد في حكومة الرئيس الاشتراكي السابق فرانسوا هولاند، ثم أصغر رئيس سنّاً يدخل قصر الإليزيه في 2017، وهو لم يزل في التاسعة والثلاثين من العمر.

وكشفت آخر استطلاعات للرأي أن ماكرون سيفوز في الدورة الثانية التي تشكل نسخة ثانية من تلك التي جرت عام 2017، بفارق أقل من الذي سجّل قبل خمس سنوات، عندما حصل على 66 بالمئة من الأصوات، لكن قد يكون لنسبة الامتناع تأثير كبير.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن