واصلت ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية تقصيرها المتعمد في ضبط فوضى الفلتان الأمني ضمن «مخيم الهول» للاجئين في شرق الحسكة والذي تديره بالتعاون مع قوات الاحتلال الأميركي، وذلك بهدف استغلال تلك الفوضى للإبقاء على المخيم كفزاعة تهديد ومبرر لممارساتها القمعية ضد المواطنين.
ونقلت وكالة «سانا» للأنباء أمس عن مصادر محلية في ناحية الهول تأكيدها أن حالة الفوضى والفلتان الأمني مستمرة داخل «المخيم الهول» للاجئين، حيث سجل الأسبوع الفائت عدداً من حوادث القتل ضمن أقسامه.
وقالت المصادر: إن المخيم «يشهد حالة فلتان أمني كبير وانتشاراً للسلاح وتزايد معدل حوادث القتل بحق قاطنيه، حيث شهدت الأيام القليلة الماضية مقتل امرأة في القسم الرابع من المخيم وصلب فتاة بعد قتلها في القسم ذاته في حوادث غامضة غير معروفة الدوافع والأسباب».
وأوضحت، أن أربعة مقيمين في المخيم وجدوا الأربعاء الماضي مقتولين بمسدسات كاتمة للصوت، ما أثار حالة من الخوف والرعب بين القاطنين الذين فقدوا الأمل بقدرة ميليشيات «قسد» على فرض حالة من الاستقرار الأمني داخل المخيم، لافتة إلى أن التقصير المتعمد لمسلحي الميليشيات زاد من حالة الفوضى وعدم الأمان هناك.
ويضم «مخيم الهول» لاجئين عراقيين ونازحين سوريين رفضت ميليشيات «قسد» إدخالهم إلى مدينة الحسكة وغالبيتهم من أرياف دير الزور والرقة ومن المحافظات الأخرى، حسبما ذكرت «سانا».
ولفتت المصادر، إلى أن الميليشيات ستواصل استغلال هذه الأوضاع للإبقاء على المخيم كفزاعة تهديد ومبرر لممارساتها القمعية ضد المواطنين وخاصة بعد الأخبار التي تناقلتها مواقع ووسائل إعلام حول نية تنظيم داعش الإرهابي تنفيذ هجمات على المخيم في سيناريو مشابه للأحداث التي شهدها سجن الثانوية الصناعية الذي تسيطر عليه الميليشيات في مدينة الحسكة في 20 كانون الثاني الماضي والتي أدت إلى مقتل العشرات من المساجين وفرار العشرات من مسلحي داعش كانوا محتجزين فيه واتخاذ تلك الأحداث ذريعة لقصف الأحياء السكنية وتدمير المنشآت التعليمية والممتلكات العامة والخاصة من قبل الاحتلال الأميركي والميليشيات، إضافة إلى التغطية على قيام الاحتلال الأميركي بنقل مجموعات من مسلحي التنظيم من داخل السجن إلى قواعده في عدة مناطق.
من جهتها، تحاول ميليشيات «قسد» حسب المصادر، استغلال وجود المخيم تحت سيطرتها للحصول على دعم من المنظمات العالمية والإنسانية من جهة والتسويق السياسي لمخططاتها من خلال التواصل مع حكومات العديد من الدول التي لديها رعايا انخرطوا ضمن صفوف التنظيم الإرهابي من جهة أخرى.
وتحتجز ميليشيات «قسد» في مخيماتها شمال شرق البلاد والتي يعد «مخيم الهول» أبرزها، إضافة إلى نازحين سوريين وعراقيين، الآلاف من مسلحي تنظيم داعش وعوائلهم بينهم الكثير من الأجانب الذين ترفض بلدانهم الأصلية استعادتهم خوفاً من أن يرتد عليها إرهابهم، بعدما قدمت تلك الدول الدعم لهم في سورية.