الاحتلال التركي صعد شمال حلب وفي «خفض التصعيد» … المقاتـلات الروسـية توجـه رسـائل حازمـة للنظـام التركـي
| حلب- خالد زنكلو - حماة - محمد أحمد خبازي
كثف سلاح الجو الروسي من وتيرة توجيه رسائل صارمة ضد نظام الرئيس رجب طيب أردوغان في المناطق التي يحتلها بريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي وفي منطقة «خفض التصعيد» بإدلب وجوارها، لتصويب حساباته الخاطئة والكف عن مواصلة اعتداءاته واستمرار تصعيده العسكري الذي يسبق شن عدوان جديد، اعتقاداً منه أنه يستغل انشغال روسيا بالعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
رسائل الجو الروسية الحازمة، في كثافتها وفي المناطق المستهدفة لأول مرة، حملت تهديداً جدياً لنظام أردوغان بالتوقف عن انتهاكاته وتصعيده المتواصل، ظناً منه أنه يحقق وسيحقق مكاسب ميدانية وسياسية.
وأكدت الرسائل الروسية عدم صحة الأحاديث والتسريبات التي روجتها وسائل إعلام معارضة عن تقليص حجم القوات الروسية في بعض مناطق انتشارها السورية.
وأفادت مصادر محلية في ريف حلب الشمالي لـ«الوطن»، أن بعض سكان الريف استفاقوا بعد منتصف الليلة ما قبل الماضية على أصوات انفجارات ضخمة سمع صداها فوق مدينتي عفرين وإعزاز شمالي حلب وفي منطقتي الباب وتادف بريفها الشمالي الشرقي وترمانين غرب المحافظة، مصدرها صواريخ جو- أرض روسية شديدة الانفجار انفجرت في أهداف ضمن المناطق التي يحتلها النظام التركي ومرتزقته التي يسميها «الجيش الوطني»، ولاسيما فوق مناطق عسكرية لجيش الاحتلال التركي، ما تسبب بحال من الذعر والخوف لدى جيش الاحتلال التركي ومرتزقته.
وبينت المصادر أن سلاح الجو الروسي شن 5 غارات فوق تلك المناطق الواسعة، ولأول مرة في عمق مناطق الاحتلال التركي في الأرياف القريبة من الحدود التركية، ما يعني أن موسكو جادة في المرات القادمة بدك ثكنات جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، ولتوجيه نظر النظام التركي إلى ضرورة تدقيق حساباته الخاطئة لحفظ الاستقرار في المناطق المجاورة الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية.
في منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، شنت المقاتلات الروسية أمس 5 غارات استهدفت معقلاً لمسلحي ما تسمى غرفة عمليات « الفتح المبين»، التي تتزعمها «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، بجوار نقطة مراقبة عسكرية لجيش الاحتلال التركي غير شرعية في محيط بلدة البارة بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، ما تسبب بمقتل وجرح عدد من الإرهابيين، وفق قول مصادر محلية في جبل الزاوية لـ«الوطن».
وأشارت المصادر إلى أن الطيران الحربي الروسي نفذ أمس غارات فوق نقطة المراقبة التركية غير الشرعية في بلدة احسم بجبل الزاوية جنوبي إدلب، وهو الاستهداف الرابع للحربي الروسي في «خفض التصعيد»، بعد استهداف موقع «النصرة» الفرع السوري لتنظيم القاعدة قرب بلدة الرويحة بست غارات بجبل الزاوية أول من أمس بالتوازي مع شن غارات ضد مسلحي «الفتح المبين» في محيط بلدة العنكاوي في سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي.
كما نفذ الطيران الحربي الروسي استهدافاً أمس في محور كبانة طال الإرهابيين في جبل الأكراد شمال اللاذقية وهو السادس خلال الشهر الجاري.
وسبق للمقاتلات الروسية شن ثلاث عمليات استهداف ضد مرتزقة النظام التركي في جبل الزاوية خلال نيسان الجاري، استهلتها بضرب الإرهابيين في بـلدة فليلفــل في 4 الجــاري ثــم الإرهابيــين في فليفــل والفطيــرة في 9 منــه ثم الإرهابيين في احســم والبارة في 19 منه، ونتــج عن ذلـك قتــل وجـرح إرهابيــين كثــر.
إلى ريف حلب الشمالي الأوسط، حيث وجه جيش الاحتلال التركي أمس مدفعيته وصواريخه باتجاه المدنيين في بلدات البيلونية وعين دقنة وشوارغة ومرعناز التابعة لمنطقة عفرين، ومحيط مدينة تل رفعت وبلدتي مرعناز ودير جمال من دون معرفة حصيلة القصف، وذلك بعد مقتل 3 من جنوده في عملية استهداف مدرعة عسكرية كانت تقلهم أول من أمس قرب قاعدة للاحتلال في طرف بلدة مارع أعقبها اشتباكات قرب خطوط تماس بلدتي كفر خاشر ومرعناز، حسب قول مصادر أهلية في المنطقة لـ«الوطن».
أما في ريف حلب الشمالي الشرقي، فأوضحت مصادر محلية لـ«الوطن» أن جيش الاحتلال التركي ومرتزقته استهدفا أمس بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بلدات الصيادة وعرب حسن وعون الدادات الواقعة تحت سيطرة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية الموالية لواشنطن، بريف منبج الشمالي، من دون تأكيد عدد الإصابات في صفوف المدنيين.
وأما في البادية الشرقية، فقد بيَّن مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة، واصلت أمس ولليوم الثاني على التوالي، عملياتها البرية بتمشيط قطاعات البادية من خلايا تنظيم داعش الإرهابي.
وأوضح أن عمليات التمشيط تتركز في منطقة جبل البشري ما بين دير الزور والرقة، لتطهيرها من الدواعش الذين لوحظ لهم وجود مكثف بتلك المنطقة.
ولفت إلى أن الطيران الحربي السوري والروسي المشـترك، مسـح المنطقـة وشن فيها غارات مكثفــة علـى مخابـئ ممـوهة للدواعـش، كانوا يستخدمونها للاختباء بعد عمليات اعتداءات على نقاط عسكرية.