سورية

وفيات وتشوهات في مناطق سيطرة الاحتلال و«قسد» بسبب حراقات النفط

| وكالات

كشفت تقارير جديدة عن تسجيل عشرات حالات الوفيات والتشوهات بين الأجنة والأطفال وحديثي الولادة نتيجة التلوث والانبعاثات السامة في الهواء مع كثرة انتشار حراقات النفط البدائية في المناطق التي تحتلها القوات الأميركية وميليشيات «قوات سورية الديمقراطية– قسد» الانفصالية شمال شرق سورية.
ونقل تقرير نشرته مواقع إلكترونية معارضة عن طبيب متخصص في الأمراض التنفسية: إنّ «حرّاقات النفط البدائية تسبّبت بآثار كارثية قد تمتدّ لتطاول أجيالاً مقبلة، وقد بتنا نشهد زيادة في الالتهابات الرئوية والأمراض الجلدية بسبب الانبعاثات الناجمة عنها، إلى جانب حالات عقم وتشوّهات لدى الأجنّة. كذلك فإنّ الغازات الصادرة عنها تتسبّب في ولادة أطفال مشوّهين أو قد تؤدّي إلى وفاة الأجنّة في أرحام أمّهاتهم».
وأشار الطبيب إلى أنّ «أكثر المتضرّرين هم الذين يعملون في هذه الحرّاقات والذين يسكنون بالقرب من مناطق تمركزها. فهؤلاء من أكثر الأشخاص الذين يقصدون المراكز الطبية، وفي حالات كثيرة أصيب الناس بأمراض دائمة أجبرتهم على ملازمة منازلهم وقد صاروا عاجزين عن العمل، من دون وجود أيّ جهة تعوّضهم عمّا لحق بهم من أضرار».
أحمد المشرفي وهو واحد من عمّال الحرّاقات في ريف دير الزور، قال: إنّ «زوجتي أجهضت مرّتَين، وفي كلّ مرّة كانت تعلمنا الطبيبة النسائية بأنّ السبب ناجم عن تلوّث غير معروف، يُعتقد أنّه بسبب استنشاق انبعاثات حرّاقات النفط».
على خط مواز، ذكرت وكالة «نورث برس» الكردية العاملة في مناطق سيطرة «قسد» شمال شرق البلاد، أنّه خلال الأعوام الأخيرة ظهرت حالات تشوّه بنسب كبيرة عند الأطفال حديثي الولادة، فضلاً عن فقدان حوامل أجنتهنّ في بلدة المالكية بريف الحسكة وقرى تابعة لها.
وتناول التقرير قصة امرأة تبلغ من العمر 24 عاماً من سكان قرية فطومة بريف اليعربية في محافظة الحسكة والتي رُزقت بطفلة تشكو من ثقب في القلب وضمور في الدماغ وتأخّر في النموّ، وكذلك تبيّن أنّها عاجزة عن فتح عينَيها.
ونقل التقرير عن متخصص في طبّ الأطفال في اليعربية: أنّ التشوّهات في الأجنّة وبين حديثي الولادة تزايدت بشكل ملحوظ، من قبيل ضمور الدماغ ونقص الأكسجة وتشوّه الأطراف وغيرها، بينما ارتفع معدّل المصابين بالربو خمسة أضعاف، فضلاً عن حالات كثيرة من التهاب الأنف التحسسي، بسبب التلوّث.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتحدث فيها تقارير إعلامية عن خطورة حراقات النفط البدائية وأماكن انتشارها، حيث سبق أن تحدثت مصادر مختلفة أن العديد من الأطفال في مناطق سيطرة تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في محافظة إدلب يضطرون للعمل بحراقات النفط البدائية، بسبب الحاجة، ولتأمين متطلبات أسرهم وذلك بسبب ممارسات الاحتلال التركي ومرتزقته التي تطول الأهالي في لقمة عيشهم، وتصادر أملاكهم، إضافة إلى احتكار العديد من متطلبات الحياة اليومية ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن