أميركا تعمل على منطقة فيدرالية تضم شرق الفرات وإدلب وعفرين … سياسي كردي: التوتر بين «المجلس الوطني» و«با يا دا» يطيح بـ«الحوار تحت الرعاية الأميركية»
| موفق محمد
بينما أطاح التوتر الحاصل بين الأحزاب الكردية في شمال سورية بجولة جديدة من الحوار الكردي الكردي كانت الولايات المتحدة تسعى لعقدها قريباً، تم الكشف عن أن أميركا تعمل على خلق منطقة فيدرالية تكون تحت سيطرتها وتمتد من شرق الفرات حتى إدلب وعفرين ومد أنابيب غاز منها إلى كردستان العراق وأيضاً إلى تركيا فأوروبا.
وأكد سياسي كردي يقيم في الحسكة في رده على سؤال حول مصير جولة حوار كانت تسعى أميركا لعقدها بين «المجلس الوطني الكردي»، وحزب «الاتحاد الديمقراطي – با يا دا» الكردي، المهيمن سياسياً وعسكرياً على المنطقة: «في ظل الوضع القائم لا يوجد حوار، ولا يمكن أن يلتقي الطرفان، وأن يناقشا الأمور».
وتعد ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية ذراع «با يا دا» المسلح وبالوقت ذاته تشكل العمود الفقري لميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية المدعومة من الاحتلال الأميركي وتسيطر على مناطق واسعة من شمال وشمال شرق سورية.
ومنذ يومين شهدت مناطق سيطرة «قسد» عمليات حرق لمكاتب ومقرات «المجلس الوطني الكردي» وأحزابه، في وقت كان فيه الأخير يتحضر لعقد جولة جديدة من الحوار مع «با يا دا».
وبينما اتهم «المجلس الوطني» «با يا دا» بالوقوف وراء عمليات الحرق، وهي ليست الأولى من نوعها، نفى الأخير ذلك، واصفاً ما يفعله الطرف الأول بأنه «عمالة وخيانة».
ويعرف «المجلس الوطني» بقربه الكبير من «الحزب الديمقراطي الكردستاني» في شمال العراق، والذي تحدثت عدة تقارير أنه «ينسّق» مع الجانب التركي في العملية العسكرية، التي أطلقها الأخير قبل أيام ضد مسلحي «حزب العمال الكردستاني» هناك، في حين يتهم «با يا دا» بالارتباط بـ«حزب العمال» المصنف على قوائم الإرهاب الدولية، وأنه بمثابة «الذراع السوري له».
ومنذ مطلع 2021 يراوح الحوار الكردي – الكردي في سورية مكانه؛ حيث فشلت الأحزاب المنخرطة في الحوار، خلال الأشهر الماضية ورغم الضغط الأميركي في الوصول لنقطة التقاء.
وكان من المقرر أن تعقد جولة حوار جديدة بين «المجلس الوطني الكردي»، و«با يا دا» وبرعاية الولايات المتحدة في الأيام المقبلة، لكن حوادث الحرق والتصعيد الكلامي أثارت الكثير من التساؤلات إن كانت هذه الجولة ستعقد أم لا.
وفي تصريحه لـ«الوطن» أوضح السياسي الكردي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه خوفاً من ملاحقة «قسد» له، إنه «منذ سنتين وحتى الآن أرى أنه لن يكون هناك اتفاق ولن يكون هناك تقارب بين الجانبين بالنظر إلى الخلافات القائمة بين الطرفين، ثانياً أميركا ليست جدية، ثالثاً حالياً صار هناك تصعيد، وصار هناك مصالح اقتصادية ونفط وغاز والأمور تعقدت كثيراً، ولا أحد لديه استعداد للتنازل للطرف الآخر، وبالتأكيد حتى لو حدث حوار فلن يؤدي إلى أي نتيجة».
ورأى السياسي الكردي، أن الوضع بين الجانبين «المجلس»، و«با يا دا» «بالتأكيد ذاهب إلى مزيد من التأزم»، وأضاف: «المجلس الوطني باعتباره إطار غير مسلح بالتالي التصعيد من قبله سيكون كلامياً، أما من ناحية «حزب الاتحاد الديمقراطي»، فإن تصعيده يقع على الأرض حيث يتم إحراق مكاتب الأول، وبالتالي هذا التصعيد لن يصل إلى درجة الاشتباك، ولكن الطرفان في ظل هذا الوضع لن يستطيعا التقارب نهائياً وهذا الأمر سيؤثر على الوضع في المنطقة».
ويوم الخميس الماضي نشر حساب السفارة الأميركية في دمشق بياناً عبر «تويتر»، أعربت فيه عن قلق عميق لدى الولايات المتحدة من الهجمات الأخيرة على العديد من مكاتب المجلس الوطني الكردي.
وأضاف البيان: «لا مكان للترهيب والعنف في الخطاب السياسي، ونحث جميع الأطراف على الانخراط سلمياً في السعي وراء قرارات تفيد جميع الأطراف المعنية».
ورداً على سؤال حول إمكانية ممارسة أميركا ضغوطاً على الجانبين وإجلاسهما على طاولة الحوار، قال السياسي الكردي، «أميركا قامت بالكثير من الأمور وفشلت، فهي حاولت الاعتماد على العشائر العربية وفشلت، وحاولت تشكيل مجلس عسكري بدير الزور والرقة وفشلت».
وأضاف: «هي مضطرة للتعامل مع «قسد» إلى الآن وأميركا لن تغامر بـ«قسد» كرمى لعيون المجلس الوطني الكردي».
وكشف السياسي الكردي، أن «أميركا لديها مشروعاً يقوم على ربط مناطق (سيطرة) المعارضة مع بعضها بعضاً ومن ضمنها مناطق (سيطرة) «قسد»، وتسعى لمصالحة «قسد» مع الأتراك». وأضاف: «إذا توصلوا إلى تفاهم مع الأتراك، فهذا الأمر سيؤدي إلى خلق منطقة فيدرالية في شرق الفرات حتى إدلب وعفرين تكون تحت السيطرة الأميركية».
ورداً على سؤال: إن كانت أميركا ستنجح في ذلك، قال: «إن الأمور أصبحت شبه جاهزة وإذا نجحوا فإن مد خطوط أنابيب النفط والغاز سيتم إلى كردستان العراق ومنها إلى تركيا وأوروبا وهذا المشروع تشرف عليه أميركا وتركيا ليكون بديلاً عن الغاز الروسي»، وأضاف «إذا نجحوا في مد هذه الأنابيب واتفقوا مع «قسد» التي تعتبر العقبة الوحيدة أمامهم، فإنه بالتأكيد منطقة شرق الفرات ستكون ضمن الأجندة»، في إشارة إلى مشروع الربط الأميركي لمناطق سيطرة المعارضات.