الأولى

رامبو لـ«الوطن»: ماكرون اهتم برغبات القادة الأوروبيين.. ولوبان قد تفوز إذا ابتعدت عن بعض الآراء المهووسة … سيناريو 2017 قد يتكرر.. الفرنسيون يختارون اليوم رئيساً جديداً لبلدهم

| منذر عيد

في مشهد يعيد الفرنسيين من حيث الشكل إلى انتخابات 2017، يتوجه ملايين الفرنسيين إلى صناديق الاقتراع، اليوم الأحد، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، لانتخاب رئيس جديد يحكم البلاد 5 سنوات جديدة.

وطغت على الحملة الانتخابية لكلا المرشحين، الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، وماري لوبان، الأزمة الصحية ثم الحرب في أوكرانيا التي أثرت على القدرة الشرائية، الشغل الشاغل للفرنسيين.

وسيكون للاقتراع أهمية تاريخية، إذ إن ماكرون قد يصبح أول رئيس يُعاد انتخابه منذ جاك شيراك في 2002 فيما ستصبح لوبان أول امرأة وزعيم لليمين المتطرف يتولى الرئاسة إذا فازت في الانتخابات.

وفي تصريح لـ«الوطن» أكد سفير فرنسا السابق في السودان ميشيل رامبو أن تغييراً عميقاً للغاية حدث منذ التصويتين السابقين في عامي 2012 و2017، وبأنه في الجولة الثانية، غالباً ما تستند النتيجة النهائية إلى اختلاف ضئيل جداً بين عدد الأصوات الصحيحة التي يحصل عليها المرشحان.

وبين رامبو أنه في الوقت نفسه، في التقليد الفرنسي، اعتاد الناخبون بشدة الإشارة إلى مفهوم الأحزاب اليمينية واليسارية، وبالتالي كان هناك اختلاف إيديولوجي وسياسي واضح بين هذين الجناحين فيما يتعلق ببرامجهم.

وتابع: كانت هذه قواعد اللعبة حتى تصويت 2012، وفيما يتعلق بالجولة الثانية، كنا نواجه خياراً واضحاً إلى حد ما بين المرشحين للرئاسة، أحدهما لـ«اليسار» (الاشتراكي فرانسوا هولاند) وآخر لـ«اليمين» (نيكولا ساركوزي)، وتم انتخاب هولاند بحوالي 52 بالمئة من الأصوات.

وأوضح رامبو أنه تم القضاء على هذه القواعد التقليدية جنباً إلى جنب مع الحملة الانتخابية الرئاسية والانتخابات عام 2017، حيث تم القضاء على المرشحين اللذين كانا يتنافسان نيابة عن الحزبين التقليديين الرئيسيين، الحزب «الديغولي» السابق من أجل اليمين، والمرشح «الاشتراكي» عن اليسار، خلال الجولة الأولى.

وأضاف: كان نوعاً من المواقف غير المسبوقة التي تجب مواجهتها بجولة أخيرة لم يكن فيها الشخصان المختاران غير متوقعين: ماري لوبان، زعيمة التجمع الوطني اليميني المتطرف من ناحية، ضد إيمانويل ماكرون من ناحية أخرى.

وتابع رامبو: «لن أدلي بأي تعليق على أدائه (ماكرون)، الذي يعتبر كارثياً من قبل العديد من المراقبين والمواطنين، أنه يترشح الآن لولاية ثانية، في ظل الغموض نفسه».

وأشار رامبو إلى أنه من الناحية السياسية، يختلف موقف ماكرون إلى حد ما عما كان عليه في عام 2017، فبعد أن ظل لمدة خمس سنوات على رأس الدولة، لم يواجه العديد من العقبات أمام تنفيذ سياساته، قائلاً: «لقد دمر الأحزاب السياسية، وتجاهلها، وكذلك دخل في قمع عنيف وغير مسبوق ضد الاحتجاج الاجتماعي، لقد انتهز فرصة الأوبئة لتخويف السكان إلى أقصى حد، من أجل كسر أي حياة سياسية وأي نوع من المعارضة، لقد حطم العديد من المؤسسات واهتم برغبات القادة الأوروبيين أكثر من اهتمامه بالرأي الجماعي الفرنسي».

وقال: «أعتقد أن السيدة لوبان يمكن أن تفوز في الانتخابات إذا امتنعت عن التعبير عن بعض الآراء المهووسة والمنقسمة حول الهجرة أو بعض المجتمعات الدينية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن