صدر عن وزارة الثقافة- الهيئة العامة للكتاب كتاب بعنوان « عجائب الدنيا» الحائز على المرتبة الثالثة من جائزة سامي دروبي للترجمة للعام 2019، تأليف أندريه برتينو وفريدو فالا، ترجمة همام حسن زينه، يقع في 512 صفحة من القطع الكبير، ويستعرض هذا الكتاب الموجه إلى اليافعين 366 أعجوبة من عجائب الدنيا المتنوعة بين القديم والحديث موثقة بالرسوم التوضيحية والحقائق المذهلة في العالم الذي نعيشه فهي تحاكي صنع الطبيعة والإنسان وتنفرد بسرد قصص الشعوب وحضاراتها. وأبرز ما يميز هذا الكتاب أنه يتناول تلك العجائب بحكايات ترويها شخصيات مختلفة وموزعة على مدار العام حيث يقدم حكاية في كل يوم من السنة.
وأنه أيضاً لم يقتصر فقط على عجائب الدنيا السبع وتعداها إلى أخرى أقل شهرة منها لا يعرف الكثيرون معلومات عنها وهذا ما جعله كتاباً مفيداً للنشء يبحر فيهم حول العالم ليزيد من خبراتهم ومعارفهم التاريخية والعلمية.
سور الصين العظيم
يتناول الكتاب في البداية أضخم معجزة عرفها التاريخ وهي سور الصين العظيم الذي تبلغ سماكته ستة أمتار عند القاعدة وأربعة أو خمسة أمتار عند القمة التي تصل إلى ارتفاع عشرة أمتار، فيبدو سور الصين عند رؤيته من مكان مرتفع مثل أفعى ضخمة ملتوية باسطة جسدها عبر التلال والوديان حتى تختفي خلف الأفق.
ويتحدث الكاتبان عن تاريخ هذا السور العظيم على لسان الجد « فريدريك»، الذي يقول: «الإمبراطور تشين شي هوانغ دي قد نجح في توحيد الصين للمرة الأولى في تاريخها، وفي عام 221 قبل الميلاد أعلن نفسه الإمبراطور الأول للسلالة الحاكمة وبعدئذ قام ببناء سور الصين العظيم ليحمي إمبراطوريته الفتية من هجوم البدو للشمال، ولقد استخدم ثلاثمئة ألف رجل صيني من فلاحين وأسرى حرب وعبيد للعمل في بنائه كأشغال شاقة إجبارية لمدة تقرب خمسة أعوام».
عجائب في أميركا
يتطرق الكاتبان هنا إلى أبرز العجائب الحديثة والقديمة التي تميزت بها أميركا وكان أولها «ديزني لاند الخيالية» وهي إحدى أشهر حدائق الملاهي في العالم يبلغ عمرها أربعين عاماً والتي أحدثها مبتكر الأفلام الكرتونية المتحركة الأسطوري والت ديزني. وهي مكونة من مناطق عديدة: عالم المغامرات، عالم الغد، عالم الرواد والمستكشفين، عالم الأحلام، فيذكر الكاتبان: «أن كل شيء زائف وهزلي في ديزني لاند والزوار يجدون أنفسهم يطيرون من الماضي إلى المستقبل، من التاريخ الواقعي إلى الحكايات الملفقة، من الأدغال إلى الغرب الأقصى».
وتحدثا أيضاً عن أحد أهم العجائب الطبيعية في أميركا وهو «الفج الأكبر لنهر الكولورادو» أو ما يعرف باسم «غراند كانيون (الوادي الضيق العميق)» الذي يقع في أريزونا الشمالية وهو أكبر وادٍ في العالم حيث يبلغ طوله بضع مئات من الكيلومترات وعرضه بضع عشرات من الأمتار ويصل عمقه إلى ألف وستمئة متر ويشقه نهر الكولورادو الذي يهدر على طول الطريق في قاعدته.
الأكروبولس
ويأخذ الكتاب قارئيه في رحلة إلى اليونان لزيارة قلعة أثينا « الأكروبولس» (كلمة إغريقية وهي تعني الجزء العالي من المدينة) وفي العهود القديمة كانت القلعة مركز أثينا حامية المدينة ومباني فخمة أخرى. ويشرح الكاتبان تاريخ القلعة على لسان «هيلموت»، فيقول: «لقد أعيد بناء الأكروبولس في القرن الخامس قبل الميلاد بناءً على أوامر بيريكليس وهو أحد رجال الدولة العظماء لليونان القديمة، بعد أن نهبت المدينة من الفرس الذين كانوا الأعداء اللدودين للإغريقيين وعندما تم إعادة بنائها كانت القلعة أجمل مما كانت عليه سابقاً ».
جسر البرج
يشير الكاتبان في هذا السياق إلى جسر البرج في لندن الذي يمتد فوق نهر التايمز ويستعرضان تاريخه في حديث أنجيلا: «جسر البرج في الواقع ليس قديماً جداً فقد شيد في نهاية القرن التاسع عشر وهو حصن قديم يرقى إلى العهد الروماني وأصبح خلال العصور الوسطى المقر الملكي ويختزن البرج الجواهر الملكية الرائعة بما فيها التاج الملكي الذي تتقلده الملكة عند افتتاح دورة مجلس جديدة للبرلمان، وألماسة كولينان الخرافية ثاني أضخم ألماسة في العالم».
زهرة سومطرة
لم يقتصر الكتاب على العجائب المعمارية التي كانت من صنع الإنسان فقد تناول أيضاً بعض العجائب التي أبدعها الخالق في النبات والحيوان وغيرها ونستعرض منها زهرة سومطرة العملاقة «الرافليزيا»، فيقول ميغل: «إنها أضخم زهرة في العالم، حمراء اللون ولها تويجات لبية ثخينة بنقاط بيضاء اللون، يبلغ قطرها نحو متر واحد، وإن لها تلك الرائحة المغثية التي أكسبتها سمعة بأنها زهرة مشؤومة وسط القرويين في سومطرة، وبرغم حجمها الضخم فإن حياتها قصيرة الأمد وتزهر وتموت في غضون أربع وعشرين ساعة».