ثقافة وفن

مرض «حمدي حمِّيها» يقلب الطاولة على المنتقدين

| عبد الهادي الدعاس

عمل القائمون على مسلسل «جوقة عزيزة» للكاتب خلدون قتلان وإخراج تامر إسحاق، قبل عرضه في الموسم الرمضاني الحالي، على حملة إعلامية كبيرة عبر الوسائل الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي، رفعت من سقف التوقعات لدى الجمهور، نظراً لوجود عدد هائل من الفنانين السوريين المشاركين فيه، ما ظنه البعض بأنه سيكون واحداً من الأعمال التي ستتصدر المشاهدة والمتعة في الرؤية.

إلا أن ذلك لم يتحقق مع عرض حلقات العمل الأولى، فقد رأى البعض وجود حالة من التصنع من بعض الفنانين في تأدية شخصياتهم، وضعف بالسيناريو الذي يفتقد للتشويق والحبكة، ولما يريد الكاتب قوله في هذا العمل.

فنان من الطراز الرفيع

ليبدأ الجمهور بانتقاد الممثلين في تأديتهم لهذه الأدوار، فقد كانت الأنظار جميعها متوجهة على أحد أهم وألمع نجوم الدراما السورية، وهو الفنان القدير سلوم حداد، لكونه فناناً من الطراز الرفيع، فهو الشخص الذي أطرب الجمهور لسنوات بشخصياته المتنوعة كالزير سالم، وشقيف في الكواسر، والقعقاع في مسلسل القعقاع بن عمرو التميمي، أبو نجيب في زمن البرغوت، هارون الرشيد في الإمام أحمد ابن حنبل، وآخرها العام الفائت بشخصية الطاعون في مسلسل على صفيح ساخن، بالإضافة للكثير من الأعمال الدرامية والسينمائية والمسرحية.

انتقادات تطول سلوم حداد

إنما شخصية «حمدي حمِّيها» التي يؤديها مؤخراً في مسلسل «جوقة عزيزة» لهذا العام، وهو الشخص الدربكاتي الشهير، لم تنل إعجاب النقاد والمتابعين، ليس من أداء وحرفية هذا البروفيسور، إنما للشخصية بحد ذاتها، لتنهال الكلمات والعبارات والتي كان أبرزها (من الزير سالم لدربكاتي).

شخص فاقد السيطرة

هذه الحالة لم تبق كثيراً، فمع عرض الحلقة العشرين من العمل، ومع تأديته لمشهد الشخص الفاقد السيطرة عن يده، تغير الحال وعاد الجميع بالتوجه للاعتذار منهُ.

لكن هذا الخط في العمل، كان قد طرح سابقاً في الفيلم المصري «مش أنا» للفنان تامر حسني، الذي هو بالأساس مأخوذ من فيلم «The Man with alien hand»، والذي يتحدث عن متلازمة اليد الغريبة، وهي حالة مزمنة، ومرض عصبي نادر يعاني فيه المريض فقدانه التام للسيطرة على حركات يده، وعدم القدرة على التحكم فيها، كما لو كانت تتبع لشخص آخر.

نجم هوليوودي

إلا أننا نستنتج من هذا كلهُ، بأن «حمدي حمِّيها» استطاع أن يقلب الطاولة حول الانتقادات، ليبدو وكأنه نجم هوليوودي في مشهد أقرب إلى حكايات السينما العالمية، ولا يمكن لمتابع أن يحضر هذا المشهد، إلا ويرفع لهُ القبعة، ليثبت بأنهُ فنان على مستوى عالٍ من الذكاء، ولا يمكن أن يختار دوراً عبثياً، فهو فنان يستخدم أدواته بشكل كبير ودقيق، ويضعها بمكانها الصحيح.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن