رياضة

بعد التراجع الملحوظ لكرتنا علينا أن نرمي البركة الجامدة بحجر

| المدرب الوطني فيصل غازي

نحن نمر بمرحلة صعبة جداً بسبب تداعيات طرأت على الكرة السورية خلال الحقبة الماضية ولكن هذا يرفع من مسؤوليات أصحاب القرار لتغيير العقلية في الإدارة الرياضية وهذا ما تحتاج إلية كرتنا وعلى الجميع دعم كل قرار يفضي إلى تحجيم فكرة الصراعات ويحولها إلى فرصة لإثبات الذات من خلال العمل وليس التمسك بالمنصب الرياضي.

نحن اليوم في زمن آخر، زمن كل شيء فيه مكشوف للجميع والأغلبية تعرف من يفهم ومن لا يفهم ومن يعمل للصالح العام ومن يبحث عن مصلحته الشخصية.

نحن نتحدث عن قطاع هائل وكبير تنفق عليه الدولة سنوياً مئات المليارات وهناك غبن وظلم وفساد لا يمكن القضاء عليه إلا عبر آليات سليمة وليست غامضة ومجاملة.

الجميع يرحب بأي رياضي حقيقي للرياضة، والعمل ضمن الإمكانات المتاحة هو المعيار وليس قناعة شخص هنا وعدم قناعة شخص آخر هناك.

على اللجنة البرلمانية الرياضية عمل ورشة عمل من إدارات وأصحاب خبرة وكفاءات فنية وتدريبية لوضع خطوط عريضة لتطوير كرة القدم المحلية ضمن المتاح من إمكانات مادية.

نحتاج إلى أن تكون كرة القدم جزءاً من تفكير المعنيين لكي نتمكن من تطبيق نظام التراخيص الآسيوي ونحتاج إلى قوانين تعيد رسم خريطة الأندية السورية وإعادة النظر في رسم الخريطة الرياضية للبلد واهتمام الدولة بهذا المجال بطريقة حضارية ومهنيه وتشريع القوانين الوطنية التي تحمي المسيرة الرياضية.

الحقيقة أن الفكرة والإمكانات البشرية جيدة ويمكننا العمل جميعاً لنجاحها، نحتاج إلى التغييرات بسبب واقعية وصعوبة العمل المؤسساتي.

العقل السوري ليس عاجزاً عن إيجاد الحلول ولكن الإرادة تأتي من وعي الجماهير، إذا ما أردنا الارتقاء بواقع الكرة السورية لابد للمتخصصين في الشأن الكروي أن يسعوا إلى إيجاد لجنة فنية على مستوى عالٍ تمكننا من تشخيص عمل المدربين واللاعبين وإعطاء كل ذي حقٍ حقه ولكل مجتهد نصيب.

للأسف كلية التربية الرياضية والمعاهد الرياضية تأخرت علمياً فهي لا تدعم كرة القدم في التدريب وضعيفة في البحوث وميتة في التحليل.

وكذلك الإدارات الرياضية لم تخصص أي أموال لتأهيل أبنائنا الشباب في مجال التحليل والتدريب والبحوث، نحن بحاجة إلى وضع هيكلية من شأنها أن تدفعنا باتجاه هذا النوع من الكفاءات ولاسيما الشابة.

نحن لا نريد أن نقيم الموهبة التدريبية عبر الشهادة فقط بل أبعد من ذلك وهي المعرفة، وهنا ستأتي أدوار من يكمل نجاح العملية التدريبية من تحليل فني وكوادر طبية وتخصصات أخرى تساعد على تطوير العمل التدريبي.

أنا أعتقد أننا بحاجة لهيكلة جديدة ومتطورة للتدريب وعلى مستوى اللعب أي استحداث عناوين للقيام بهذه المسؤولية المحددة بشكل يتماشى مع التطور ولا ضير أن تكون بخبرات محلية ولكن المهم أن تكون إضافة للعملية التدريبية.

نحن بحاجة ماسة لمخرج للبرامج الفنية التي تخص المدربين وآخر لتطوير اللاعبين والعمل عبر برامج وخطط ومواعيد وجداول ثابتة تشمل جميع مناطق سورية.

العمل وانفتاح المؤسسات الرياضية ولاسيما الاتحاد على فنيين حقيقيين يمكن أن يساهم في اتخاذ أفضل القرارات الفنية وليس عبر خيارات تعتمد شخصيات وأسماء قديمة لم تعد قادرة على صنع القرار الأفضل حتى لو مثلت المنتخبات الوطنية أو الاتحاد سابقاً.

هناك تسلط واضح وإقصاء فرضه العاملون في الاتحادات عبر عقود وهو ليس نتاح اليوم ولكن ما يحصل اليوم يشكل خطراً اجتماعياً وثقافياً ومعنوياً واضحاً في نفوس الشباب. نطالب بتكافؤ الفرص بين الرياضيين في الجوانب الفنية والإدارية هنالك مئات الأشخاص الكفوئين الذين يبحثون عن نصف فرصة لإثبات قدراتهم وكفاءاتهم في الأداء.

دعم كل خطوة جادة وموضوعية في العمل الإداري والفني الرياضي أمر في غاية الأهمية لكي تنصلح عملية تقييم الأشخاص على أساس قدراتهم الذاتية ما سينعكس بالإيجاب على المصلحة العامة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن