الأرمن يحيون الذكرى 107 للإبادة الجماعية على يد العثمانيين … أريسيان لـ«الوطن»: تركيا لم تتصالح مع تاريخها وحاضرها وعليها الاعتراف بجرائمها
| موفق محمد
أكدت عضو مجلس الشعب نورا أريسيان، أن عملية الإبادة الجماعية التي تعرض لها الأرمن على يد العثمانيين، هي نتيجة لتنفيذ مخطط سياسة الطورانية التي اتبعها الاتحاديون الأتراك، لافتة إلى أن الشعبين الأرمني والعربي السوري قد تعرضا لسياسة التتريك والطورانية نفسها، ففي عشرية الحرب على سورية كررت تركيا السيناريو ذاته الذي مارسته قبل مئة عام على الشعب الأرمني.
ويحيي الشعب الأرمني هذه الأيام الذكرى 107 للإبادة الجماعية التي تعرض لها الأرمن على يد العثمانيين والتي بدأت في مثل هذا اليوم عام 1915 وأودت بحياة أكثر من مليون ونصف المليون شخص من الأبرياء.
وفي تصريح لـ«الوطن» قالت أريسيان: إن «عملية الإبادة الجماعية الأرمنية هي نتيجة لتنفيذ مخطط سياسة الطورانية التي اتبعها الاتحاديون الأتراك، وسياسة تتريك الشعوب غير التركية، التي شكلت أحد أسباب قرار الإبادة بحق الأرمن.
ولفتت إلى أن جوهر المسألة الأرمنية يكمن في نضال الأرمن للمحافظة على هويتهم العرقية ورفضهم سياسة التتريك القسرية وحقهم في العيش في وطنهم التاريخي، موضحة أن سياسة التتريك والطورانية لم تكن موجهة ضد الأرمن والعرب فحسب بل ضد كل الشعوب الأخرى غير التركية في المنطقة.
وقالت: إن «الشعبين الأرمني والعربي السوري قد تعرضا لسياسة التتريك والطورانية نفسها، ففي عشرية الحرب على سورية كررت تركيا السيناريو ذاته الذي مارسته قبل مئة عام على الشعب الأرمني».
وأشارت إلى أن تركيا ما زالت اليوم تحاول إعادة إحياء أمجادها من خلال اتباع سياسة التتريك بأشكال متنوعة، في مجال التربية والتعليم والاقتصاد، إلى جانب استخدام الفن والدراما والثقافة كقوة ناعمة تتغلغل من خلالها إلى الشعوب غير التركية، لتحقق من خلال ذلك تغييرات في هوية المنطقة ثقافياً وإيديولوجياً، وبالتالي تقوم بتزوير التاريخ.
وأوضحت، أنه «خلال 107 أعوام، هناك دول كثيرة اعترفت وأدانت إبادة الأرمن، ومن المهم الإشارة هنا إلى اعتراف مجلس الشعب السوري بالإبادة عام 2020»، لافتة إلى أن عملية الاعتراف الدولية للإبادة مازالت مستمرة رغم محاولات تركيا اليائسة في ممارسة الضغط على الدول.
وأضافت: «إن تركيا مستمرة بسياسة الإنكار لجريمة الإبادة، فهي تقوم بمحاولات لتوسيع تأثيرها في دول صديقة للأرمن ومناصرة للقضية الأرمنية، واعترفت بالإبادة، وذلك لكبح توسع عملية الاعتراف الدولية».
وتابعت: «اليوم، وعلى مدى العقود القليلة الماضية فإن مخططات الطورانية ما زالت مستمرة في صيغ وسلوك وصور مختلفة»، مشيرة إلى أن تركيا تحاول الظهور بأنها متوازنة ودولة سلام لكن الحقيقة أنها لم تتصالح مع تاريخها وحاضرها، وعليها الاعتراف بجرائمها التاريخية التي نفذتها بحق الأرمن والسريان والعرب وغيرهم من شعوب المنطقة، وكذلك الجرائم المعاصرة التي نفذتها في سورية، والتي تجلت باحتلال الأراضي وسرقة المعامل والخيرات وغيرها.
وذكرت أريسيان، أنه في إطار السياسة الدولية الحالية، نجد تركيا تتظاهر بالتقرب من روسيا لكنها من جهة أخرى، تقوم بتسليح أوكرانيا، سعياً منها في تأجيج الحرب بين الطرفين، وهي أمام العالم وعلى المنابر تقترح التوسط بالسلام.
وأشارت إلى أن تركيا تتحالف مع «أخيها» أذربيجان لاحتلال أراض أرمنية، كما حصل في أرتساخ، ومحو آثار الوجود التاريخي الأرمني في المنطقة، وبالتالي فهي تمارس أسلوب النفي والإقصاء بهدف لعب دور جديد في المنطقة.
ولفتت إلى أنه على مر الزمن لم تتمكن تركيا من الاقتياد بالمعايير الأخلاقية، ولم تقبل بحقيقة الإبادة بل تقوم باضطهاد واعتقال وقتل كل من يتحدث عن الماضي ويدين جرائمها من كتاب وصحفيين ومفكرين في تركيا.
وأضافت: «أما على الصعيد السوري، كل ممارسات النظام التركي مدانة، والشعب السوري يطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن بتحمل مسؤولياته لإنهاء الاحتلال ووقف انتهاكاته الصارخة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة».
وأشارت أريسيان إلى أن جرائم الاحتلال، ودعم التطرف والإرهاب، والتتريك، ونهب الموارد الطبيعية التي يرتكبها نظام أردوعان، تؤكد الأطماع التوسعية لهذا النظام الحالم باستعادة إرث السلطنة العثمانية.
وشددت على أن سياسة التتريك التي تهدف إلى طمس الهوية الوطنية السورية وتسعى لفرض الهوية التركية لن تغير من الواقع القانوني للأراضي التي يحتلها النظام التركي أو من الانتماء الوطني السوري لأهلها، ولن تمس بالحقوق القانونية والسيادية للجمهورية العربية السـورية.
وأشارت إلى خطورة ما خطط ويخطط له من ترويج لأفكار المحتل التركي من خلال تغيير المناهج الدراسية في المناطق المحتلة ومن خلال المسلسلات التركية المدبلجة وما يسوق لصالح الدولة التركية ومن خلال تزييف الكثير من الحقائق التاريخية، مشددة على ضرورة التصدي لهذا الغزو الثقافي التركي المواكب للغزو العسكري واحتلال الأراضي الذي يحقق مخططات أميركية وصهيونية على الأراضي السورية.
وقالت: «تركيا لديها سياسة وأطماع توسعية لاستعادة ما يسمى أمجاد الدولة العثمانية تتمثل بالجرائم والاحتلال والقتل والنهب».
وختمت أريسيان بالقول: إن «إحياء ذكرى المجازر والإبادة الأرمنية والصفحات السود في الماضي والحاضر هو درس لمنع جرائم مماثلة، وعلى تركيا الاعتراف بجرائمها وتحمل مسؤولياتها».