ثقافة وفن

يضيء على حياة الليل ويثير الجدل منذ انطلاقته … «جوقة عزيزة».. تعرّض لهجوم بسبب لباس الرقص

| سارة سلامة

يحقّق مسلسل «جوقة عزيزة» نسبة مشاهدة عالية في العرض الرمضاني الحالي، زاخراً بترسانة كبيرة من النجوم السوريين واللبنانيين، إلى جانب إثارته جدلاً واسعاً عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لعل في ذلك تحقيقاً لأحد أهداف العمل الدرامي الذي يتناول تحريم الفن ومعارضة دخول النساء إليه في بداياته بالعالم العربي.

النقاط السوداء

من حيث الشكل، تعرض المسلسل لهجوم شريحة رفضت إطلالات بلباس الرقص الشرقي في شهر الصوم، على الرغم من كونها محتشمة وغير كاشفة في مراعاة، على الأرجح مقصودة من صنّاع العمل. ومن حيث المضمون، بسبب تطرق المسلسل إلى ملفات شائكة، على غرار «حياة الليل» في العاصمة السورية دمشق، ما دفع شريحة من المتابعين، في سلوك مضلل، إلى اتهامه بالتزوير أو تسليط الضوء على هذا الجانب المظلم، لكن التاريخ يثبت وجود هذه الناحية في جميع البلدان، إضافة إلى أن جميع المسلسلات الرمضانية تعالج في جوانب منها النقاط السوداء في كل مجتمع على اختلافها، كالفساد والسرقة والمخدرات والانحلال الأخلاقي وغيرها، علماً أن جميع هذه النقاط تمت معالجتها بحرفية لم تصل حد الخدش على الإطلاق.

وتظهر متابعة الـ«سوشيال ميديا» والتعليقات بشكل دقيق، وجود شريحة أخرى من المهاجمين من فئة «الذباب الالكتروني» إذ تحمل أسماء وصفحات وهمية بشكل واضح، إضافة إلى فئة أخرى لافتة للنظر بسبب سعيها إلى تصفية حسابات شخصية بسبب خلافات بين بعض نجوم العمل، ونجومهم المحبوبين.

تصاعد قوي

وفي هذا الإطار، قد لا يبدو من المنصف انتقاد الفنان القدير سلّوم حدّاد بسبب أدائه دور عازف الإيقاع «حمدي حميها»، بحجة أن «الزير السالم أصبح طبالاً»!. وفق هذه المقولة يجب أيضاً محاسبة النجم المصري الراحل أحمد زكي على قيامه بفيلم «الراقصة والطبال»! وخاصة أنه من المعروف أن مهنة الشخصية التي يجسدها الممثل، لا علاقة لها بالقيمة الشخصية له، ولا التمثيلية، بل على العكس، إذ كلما ابتعدت عنها، زادت عمله حرفةً.

ورّد حداد من خلال أدائه على الأصوات التي هاجمته، ولاسيما عبر مشهد حاز إشادات نقدية وجماهيرية واسعة، حين أصيب بنوبة عصبية جعلته يقدم «مونودراما» تلفزيونية لأكثر من دقيقة في صراع مع يده التي بدأت بالتشنج والارتعاش في حركات لا إرادية.

من جهة أخرى، تُسجل في حساب العمل نقاط مهمة وإيجابية، من أبرزها بناء مواقع تصوير واستديوهات كاملة من أجل استخدامها كمواقع تصوير، في سلوك إنتاجي غير مألوف في الدراما السورية، إضافة إلى الخطوط الدرامية التي ربطت سياق الأحداث بالنشأة الفنية في البلاد، فأعادت تقديم المونولوج بعد غياب طويل عن التلفزيون، مع الأغنية النقدية الاجتماعية الساخرة على غرار «طبلة»، إلى جانب تناول الربط بين الفن المصري والسوري في بداياتهما للمرة الأولى في مسلسل تلفزيوني من خلال أسماء كمنيرة المهدية وبديعة مصابني، وأيضاً إعادة تقديم قراءات تاريخية مختلفة على غرار ملف اغتيال «أبو الدستور» فوزي الغزي، في رواية ناقضت ما شاعه الانتداب الفرنسي في تلك الحقبة.

وتشهد الحلقات الأخيرة من «جوقة عزيزة» تصاعداً قوياً في الأحداث، ولاسيما مع انقلاب «عزيزة خوخة» على «حمدي حميها» ما سبب بانكساره، واستعداده للانتقام، مع بروز منافسات فنية بين «عزيزة» و«السلطانة سهام»، مع استمرار أحلام «منيرة فرفش معنا» وصعودها مسرح «تياترو عزيزة»، من دون إغفال الصراع المخابراتي بين الضابط الفرنسي «ديمتري» والضابط السوري «طارق».

يُذكر أن العمل من إنتاج «غولدن لاين» وتأليف وسيناريو وحوار خلدون قتلان وإخراج تامر إسحق، وبطولة النجمين السوريين نسرين طافش وسلّوم حداد إلى جانب نخبة من أبرز الفنانين العرب، على رأسهم: أيمن رضا وخالد القيش وهبة نور ووسام حنا ونورا رحال ويحيى بيازي وكرم الشعراني وحسام تحسين بك وسعد مينة ووفاء موصللي ويزن خليل وروبين عيسى ورنا العظم وزينة بارافي و

يزن السيد وسالي بسمة وتسنيم باشا وغنوة محمود وجانيار حسن وآنا السيد وعبدالفتاح المزين وسليم صبري وعلي كريم وعدنان أبو الشامات وعاصم حواط وإيمان عبد العزيز وأحمد رافع وأيمن بهنسي وحمادة سليم وإليانا سعد وزيناتي قدسية وطارق الشيخ.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن