المحادثات مع النظام السعودي كانت جدية ولم تصل إلى مرحلة الحوار السياسي … طهران: على كيان الفصل العنصري الصهيوني قبول الاستفتاء بمشاركة كل أصحاب أرض فلسطين الأصليين
| وكالات
أكدت طهران، أمس الإثنين، أن إيران والاتحاد الأوروبي يرفضان إطالة تعليق مفاوضات فيينا ويتفقان على عقد اجتماع حضوري في أسرع وقت ممكن، وهذا الاجتماع مطروح على جدول الأعمال، وأن الجولة الخامسة من المحادثات مع النظام السعودي كانت جيدة وجدية لكنها لم تصل بعد إلى مرحلة الحوار السياسي الحقيقي.
ونقلت وكالة «إرنا» عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده قوله في مؤتمره الصحفي الأسبوعي أمس الإثنين: «نتفق مع الجانب الأوروبي على أن استمرار توقف المفاوضات لیس مطلوباً وندرس إمكانیة عقد لقاء حضوري للأطراف المعنية لإعادة تفعیل الاتفاق النووي لكننا لم نحدد مكان اللقاء ومستوی التمثیل فيه».
وأكد أن توقف مفاوضات فيينا هو نتيجة عدم اتخاذ واشنطن القرار السياسي اللازم، مضیفاً: إن إطالة أمد ذلك لن تكون بمصلحة أي طرف.
وقال: «هنالك محادثات منتظمة بين مساعد وزير الخارجية كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري ومنسق المفاوضات النووية أنريكي مورا ربما تكون يومية ولم يتحدد موعد دقيق لجولة المفاوضات القادمة، فلو ردت أميركا على القضايا المتبقية لكان الجميع الآن في فيينا التي بانتظار الردود من أميركا».
وتابع: «بذلت حكومة الرئيس الأميركي جو بايدن قصارى جهدها للقضاء على كل الفرص الدبلوماسية منذ اليوم الأول، وأشار إلى لعبة الولايات المتحدة ومحاولة إلقاء اللوم على الحرس الثوري الإيراني في التوصل إلی اتفاق مع إيران وقال: إن أميركا والكیان الصهيوني يريدان حصر القضايا المتبقية بين إيران والولايات المتحدة في قضية واحدة (…) ما يجري بين إيران والولايات المتحدة هو مواجهة نهجين، موضحاً أن الولايات المتحدة تتجاهل القانون الدولي وتحاول فرض سياستها على جميع القضايا الدولية، في حين تؤكد إيران احترام المفاوضات التي تم التوقيع عليها.
وأكد خطيب زاده أن الانتخابات الأميركية وسياستها الداخلية لا يمكن أن تحدد نتيجة مفاوضات فيينا، وأنه يجب إزالة العقوبات التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مشيراً إلى أن الكیان الصهيوني يمنع ذلك.
وبشأن نقل أجهزة الطرد المركزي قال خطيب زاده: إن إيران عضو في معاهدة حظر الانتشار النووي «إن بي تي» ونقلت أجهزة الطرد المركزي إلى مكان آمن بعد العملیات التخریبية بعلم الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويجوز لنا اتخاذ أي إجراء تحت إشراف الوكالة في إطار تلبية الاحتياجات السلمية لبرنامج إيران النووي».
خطيب زاده أشار إلی إحباط هجمات إلكترونية واسعة النطاق سعت إلى استهداف الخدمات العامة الحكومية بإیران.
وانتقد عدم وجود قوانين دولية ملزمة في مجال الفضاء الإلكتروني وتابع بالقول: «للأسف، هناك نحو عدة آلاف من الهجمات الإلكترونية يومياً على مختلف المواقع والقواعد والمؤسسات والوزارات في إيران ورصدها ليس بالمهمة السهلة»، مؤكداً أن بلاده تتابع هذه القضية كما أن المركز الوطني للفضاء السيبراني يضعها على جدول الأعمال.
في سياق آخر قال خطيب زاده: «هناك علاقات جدية ووثيقة للغاية بيننا وبين روسيا فيما يتعلق بسورية، وكنا نتابع قضايانا بهذا الخصوص من خلال وفود سياسية وعسكرية ولا يوجد شيء معقد».
وعن المحادثات مع النظام السعودي قال: «إن الجولة الخامسة من المفاوضات مع السعودية كانت شاملة وجيدة وجدية لكنها لم تصل بعد إلى مرحلة الحوار السياسي الحقيقي»، لافتاً إلى أنه إذا ارتقت المفاوضات مع النظام السعودي إلى المستوى السياسي فمن المحتمل أن تشهد تقدماً سريعاً.
وقال خطيب زاده: إن أولويتنا في العالم الإسلامي هي فلسطين وزوال الاحتلال، فمثلما اضطر كيان الفصل العنصري في جنوب إفريقيا لإنهاء التمييز فإنه على كيان الفصل العنصري الصهيوني أيضاً القبول بالاستفتاء بمشاركة كل أصحاب أرض فلسطين الأصليين ولم يبق وقت طويل حتى حلول ذلك اليوم».
في غضون ذلك فنّد مسؤول مطلع في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية المزاعم الأخيرة التي أطلقها النائب السابق في مجلس الشورى الإسلامي علي مطهري، بشأن اتخاذ البرنامج النووي الإيراني منحى عسكرياً بهدف صنع سلاح نووي.
ونقلت وكالة «نور نيوز» الإيرانية عن المسؤول في منظمة الطاقة الذرية، قوله: «إن البرنامج النووي السلمي للجمهورية الإسلامية لم يسبق له أن كان عسكرياً ولم يكن، والتصريحات غير المسؤولة لبعض الأشخاص في هذا الصدد نابعة من عدم دراية أو من توجه سياسي خاص».
وأضاف: «اتهام إيران بالتستر على الأنشطة النووية هو عمل يسعى إليه العدو منذ سنوات للحدّ من البرنامج النووي السلمي لبلدنا ولم ينجح في إثباته».
وكان مطهري قد صرّح، في حوار له مع وكالة «نادي الطلاب الصحفيين الإيرانيين- إيسكا»: منذ البداية عندما دخلنا النشاط النووي كان هدفنا بناء قنبلة وتقوية قوى الردع، لكننا لم نتمكن من الحفاظ على سرية هذا الموضوع، وقد كشفته التقارير السرية لإرهابيي «خلق».