عربي ودولي

وارسو تعلن و«غاز بروم» تنفي: لم نوقف تصدير الغاز إلى بولندا.. والأسعار تقفز 12 بالمئة بدقائق في أوروبا … بوتين: نعوّل على حل الأزمة دبلوماسياً.. غوتيريش: لخلق ظروف ملائمة لوقف إطلاق النار … لافروف: حانت لحظة الحقيقة في العلاقات الدولية.. والجنود الأوكران المحاصرون في «آزوفستال» يطالبون بإجالائهم إلى تركيا!

| وكالات

مع استقبال موسكو للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وتأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين له أنه لا اجتماع مع الرئيس الأوكراني من دون التوافق على القضايا الفرعية، وقبل ذلك تأكيد وزير الخارجية سيرغي لافروف بضرورة إصلاح عيوب مجلس الأمن، أعلنت بولندا أن موسكو أوقف إمداد الغاز إليها، الأمر الذي نفته «غاز بروم» الروسية، لكن ذلك لم يمنع من حصول ارتفاع سريع لأسعار الغاز في أوروبا بنسبة وصلت إلى 12 بالمئة في بضع دقائق.
وأكد الرئيس بوتين خلال لقائه غوتيريش في موسكو أمس الثلاثاء، دعم روسيا لمبادئ الأمم المتحدة وميثاقها، مشدداً على أن ميثاقها أساس العلاقات الدولية وليست قواعد كتبها البعض لخدمة مصلحته، وأوضح أن الأزمة في شرق أوكرانيا بدأت مع استخدام سلطات كييف القوة العسكرية، قائلاً: «نعول على إمكانية حل الأزمة مع أوكرانيا عبر المسار الدبلوماسي».
وتابع: «لا يمكن عقد اجتماع مع (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي من دون التوافق على القضايا الفرعية، وسلطات كييف لم تطبق اتفاقات مينسك ولم تمنع وقوع إبادة جماعية في دونباس».
بدوره أعرب غوتيريش عن قلقه من تدهور الوضع الإنساني في أوكرانيا، واستعداد الأمم المتحدة لتيسير عمليات الإجلاء من ماريوبول.
وبين أن روسيا لديها العديد من الملاحظات بشأن أمنها، قائلا: «قدمت مقترحين لوزير الخارجية الروسي لتحسين الأوضاع الإنسانية في أوكرانيا، ولا بد من حل النزاعات عبر الأمم المتحدة».
وفي السياق نقلت وكالة «تاس» عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عقب محادثاته مع  غوتيريش، قوله: إن العالم يمر الآن بلحظة الحقيقة التي ستحدد ما إذا كانت البشرية ستعيش على أساس ميثاق الأمم المتحدة أو تستسلم لإملاءات أحد الأطراف وتوابعها.
وأشار لافروف إلى أن هذا النوع من المحادثات لم يعد من الممكن تأجيله أو حتى محاولة تأجيله، مضيفاً: إن محاولات إنشاء شراكات وتحالفات بديلة لمناقشة القضايا الرئيسة للسياسة الدولية خارج إطار الصيغ العالمية تحت رعاية الأمم المتحدة تتعارض مع ميثاق المنظمة الدولية.
وشدد لافروف على أن الدول التي تنتهك ميثاق الأمم المتحدة على نحو صارخ يجب أن تخضع للمساءلة، ويجب أن يطلب منها تحمل تبعات أفعالها.
وأضاف: «إن أحداً لا يريد أي حروب، إلا أنه من الضروري للغاية تقديم الحجج والمطالبة بإجابات من أولئك الذين ينتهكون ميثاق الأمم المتحدة».
ونوه لافروف إلى أنه في سياق الإصلاح، يتعين على مجلس الأمن التابع لهيئة الأمم المتحدة التخلص من العيب الرئيسي وهو هيمنة الدول الغربية، قائلاً: «لقد قلنا مراراً وتكراراً أن مجلس الأمن يجب أن يتخلص من عيبه الرئيسي، ألا وهو هيمنة مجموعة واحدة من الدول، من بين 15 مقعداً، هناك 6 للدول الغربية وحلفائها».
من جانبه أعلن غوتيريش، أن منظمته تهتم بشكل كبير بخلق ظروف ملائمة لوقف إطلاق النار في أوكرانيا وتسوية الوضع هناك بطرق سلمية، وقال: «إننا نهتم بشكل كبير بإيجاد طرق لخلق ظروف للحوار الفاعل ووقف إطلاق النار بأسرع وقت ممكن والتسوية السلمية للوضع».
وأضاف: إنه لا يوجد هناك أي قيود أمام الحوار بين الأمم المتحدة وروسيا في المجال الإنساني بغض النظر عن الرؤية المختلفة للوضع في أوكرانيا.
إلى ذلك نقلت «روسيا اليوم» عن وزارة الخارجية الروسية قولها: إنها استدعت السفير السويدي لإبلاغه عن «احتجاجها الشديد» على طرد الدبلوماسيين الروس في مطلع الشهر الحالي وعلى الدعم العسكري الذي تقدمه استوكهولم للحكومة الأوكرانية، وأضافت: «رداً على ذلك، قرر الجانب الروسي إعلان ثلاثة دبلوماسيين من السفارة السويدية في روسيا أشخاصاً غير مرغوب فيهم».
من جانب آخر نقلت وسائل إعلام بولندية، عن مصادر داخل حكومة وارسو وشركة الطاقة الحكومية PGNiG، بأنّ روسيا أوقفت شحنات الغاز الطبيعي إلى بولندا عبر خط أنابيب يامال- أوروبا.
وكشفت بوابة الأخبار البولندية «Onet»، أنّه تم تشكيل مجموعة أزمات في وزارة الشؤون المناخية في بولندا، فيما أشارت المصادر إلى أن روسيا لم تبلغ الجانب البولندي مسبقاً بوقف التسليم.
وفي وقت سابق أمس، فرضت بولندا حزمة جديدة من العقوبات على شركة الطاقة الروسية العملاقة «غاز بروم»، التي تمتلك حصة 48 بالمئة في شركة بولندية تمتلك خط أنابيب الغاز يامال- أوروبا، وبالإضافة إلى ذلك، قال ممثل الحكومة البولندية للبنية التحتية للطاقة الاستراتيجية، بيوتر نيمسكي: إن وارسو لا تنوي دفع ثمن الغاز الروسي بالروبل.
وفي موسكو نفت «غاز بروم» في بيان لها صحة الأنباء عن وقفها ضخ الغاز إلى بولندا، وقالت إن «وارسو ملزمة اليوم بدفع تكاليف إمدادات الوقود وفقًا لإجراءات الدفع الجديدة».
وعقب إعلان بولندا الخبر، قفزت أسعار الغاز في أوروبا بنسبة 12 بالمئة في بضع دقائق إلى 1150 دولارا لكل ألف متر مكعب، حسب «روسيا اليوم».
من جهته، قال الممثل المعتمد للحكومة للطاقة الاستراتيجية بيوتر نيمسكي، إن «وارسو لن تمتثل للمتطلبات الجديدة لدفع تكاليف إمدادات الوقود».
ميدانياً، أكدت وزارة الدفاع الروسية، أنها سترد بضرب مواقع صنع القرار في كييف في حال استخدمت الأسلحة البريطانية المقدمة إليها لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية.
ونقلت «روسيا اليوم» عن الوزارة قولها في بيان أمس رداً على تصريح نائب وزير الدفاع البريطاني جيمس هيبي، إلى أنه «نريد التأكيد على أن استفزاز لندن المباشر لنظام كييف لمثل هذه الإجراءات، في حال تنفيذها، سيؤدي على الفور إلى رد مناسب من جانبنا».
كما أعلنت الدفاع الروسية أن قواتها الجوية أصابت 87 هدفاً عسكرياً أوكرانياً، فيما دمرت قوات الصواريخ منظومتين «إس-300» للدفاع الجوي ومنصة لإطلاق صواريخ «توتشكا أو» التكتيكية.
وأضافت «الدفاع الروسية» أن ضربات القوات الجوية الروسية أدت إلى مقتل نحو 500 فرد من الجيش الأوكراني وتدمير 59 قطعة من المدرعات والمدفعية والمركبات، بالإضافة إلى تصفية أكثر من 60 مقاتلاً من كتيبة «دونباس» القومية المتطرفة في جمهورية دونيتسك.
كما تم تدمير منصتي إطلاق تابعتين لمنظومتي الصواريخ المضادة للطائرات Buk-M1 وOsa AKM، ومستودعين للذخيرة في دونيتسك.
وفي السياق نشرت الوزارة، مقطع فيديو لاستيلاء الجيش الروسي على قاعدة إصلاح فني تابعة للقوات الأوكرانية مع نحو 100 قطعة من المعدات العسكرية، مبينة أن من بين الغنائم، منظومة دفاع جوي مدفعية وصاروخية.
وظهرت في لقطات الفيديو، ورش العمل في قاعدة الإصلاح، بالإضافة إلى موقف كبير للآليات والمعدات العسكرية، ومن بينها يمكن التعرف على بطارية «شيلكا» المدفعية ذاتية الحركة المضادة للطائرات، وكذلك منظومة «تونغوسكا» المدفعية – الصاروخية المضادة للطائرات، ومركبات من منظومات «أوسا» و«تور-م1» وكذلك الصواريخ المستخدمة فيها، والعديد من قذائف المدافع من عيار 30 مم، وغيرها.
في غضون ذلك قال رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية دينيس بوشيلين: إن العسكريين الأوكرانيين المحاصرين في مصنع «آزوفستال» بمدينة ماريوبول، طلبوا إجلاءهم إلى تركيا، وأشار بوشيلين، إلى أن هؤلاء المسلحين رفضوا أن يتم إجلاؤهم إلى المناطق الخاضعة لسلطات كييف.
وأضاف: «يتصل المسلحون بقواتنا وبالقوات الروسية، في محاولة للمساومة على أفضل السبل للاستسلام، ومن الواضح أنهم لا يثقون في سلطات كييف حقاً، وفي طلباتهم الأخيرة، طرحوا التوجه ليس إلى كييف، وليس إلى الجزء الذي تسيطر عليه أوكرانيا، بل الذهاب إلى تركيا أحد الخيارات، وهناك يريدون نزع سلاحهم، ويقولون: سنخرج مع سلاحنا ونبحر إلى تركيا، وهناك سنسلم هذا السلاح».
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن