رياضة

في المرحلة الرابعة والعشرين من الدوري الكروي الممتاز.. هل يقدم تشرين هدية العيد لجمهوره؟ … ثلاثة فرق تتصارع على البقاء بالدوري في مباريات متوازنة وحطين الأوفر حظاً

| ناصر النجار

قصة الصراع على اللقب انتهت منذ أن خسر الوثبة أمام أهلي حلب بالثلاثة، وما قدمه من عروض بعدها أشعرنا أنه تنازل عن المنافسة طواعية بعد أن عاش بؤساً كروياً بسبب ظروف لم تخدمه وأوضاع عاكسته، لذلك فإن مسألة فوز تشرين باللقب مسألة وقت، وعشاقه منذ الآن بدؤوا احتفالات اللقب الثالث على التوالي وإن كانوا يفضلون مكان الفرح في اللاذقية على ملعب الباسل لا أن يكون في حمص بمواجهة الكرامة.

وهذا الأمر لا يعني بالضرورة أن تشرين قادم إلى فوز متوقع أو تعادل مطلوب من الكرامة، لكنه مستحب لعشاق البحارة لكي تكون البطولة يوم الجمعة هدية جميلة في عيد الفطر المبارك.

الفارق بين تشرين والوثبة سبع نقاط، وهذا الكلام يعزز فرضية حسم الدوري لمصلحة تشرين من دون أن يحتاج إلى نقطة التعادل وخصوصاً إن خسر الوثبة مباراته القادمة أمام الحرجلة وهو أمر ضمن حدود التوقعات لأن حرجلة يبحث عن نقاط البقاء أكثر من حرص الوثبة على المباراة الذي ضمن إلى حد بعيد المركز الثاني بالدوري.

من الصعب أن ينهي تشرين مبارياته الأخيرة بالخسارة حتى لا يضيع بهجة الفوز باللقب، لذلك من الطبيعي أن يلعب بقوة أمام الكرامة ليفرض شخصية البطل على كل فرق الدوري من باب الهيبة والفخر، بالمقابل فإننا نعتقد أن الكرامة المنتشي بفوز عزيز على الفتوة بدمشق سيلعب بقوة أمام المتصدر لأهداف عديدة ربما أهمها مصالحة الجمهور الذي تلقى صدمة ما بعدها صدمة وهو يرى عروض الكرامة تهتز حتى إنه بلغ مواقع التهديد بالهبوط وهو ما لا يليق بسمعة الكرامة وشخصيته وتاريخه، لذلك نتوقع أن نرى مباراة قوية تنافسية بأعلى درجات الإثارة والسخونة.

ثلاثة في خطر

حسب جدول ترتيب فرق الدوري الممتاز فإن فرق: الطليعة وجبلة 33 نقطة والكرامة والأهلي والفتوة 32 نقطة ضمنت البقاء بالدوري ولا تحتاج من النقاط التسع المتبقية أكثر من نقطة على أبعد تقدير إن نالت بقية الفرق النقاط التسع، لذلك فإن هموم الهبوط تداهم فرق حطين 27 نقطة والشرطة وحرجلة 24 نقطة، ومن هذه الفرق سيرافق اثنان النواعير وعفرين وينجو فريق واحد.

المباريات المتبقية للفرق الثلاثة متوازنة إلى حد بعيد ويملك حطين ميزة النقاط الثلاث التي يتفوق بها عن الشرطة وحرجلة وقد تكون هذه سبب نجاته.

حطين سيلعب على أرضه مع النواعير ثم الوحدة ويختتم مبارياته مع حرجلة بدمشق وقد تكون هذه المباراة فاصلة أو تحصيل حاصل.

الشرطة سيواجه جاره الوحدة في أصعب المباريات ثم يستقبل الطليعة قبل أن يودع الدوري بلقاء جبلة في جبلة، أما حرجلة فمبارياته الثلاث على أرضه يبدؤها بلقاء الوثبة ثم الفتوة وأخيراً حطين.

في كرة القدم كل شيء وارد إذا لعبت المباريات ضمن مبدأ التنافس الرياضي الشريف النزيه البعيد عن المجاملات، وهذه الفكرة قائمة وخصوصاً أن أغلب الفرق لم تعد تهمها النتائج وهي تلعب اليوم بمزاجية دون اكتراث بقدسية مباريات الدوري وأهميتها الأخلاقية، وهذا كله يعود لفقدان الحافز الذي غيبه اتحاد الكرة عن مسابقاته ولو أنه وضع حوافز على النقاط والترتيب لجاهدت الفرق حتى الرمق الأخير لتحصل على جائزتها، ولو أنه وضع في لوائح الانضباط عقوبة حسم النقاط لعملت الفرق على اتقاء شر هذه المادة بكل مبارياتها حتى لا تفقد نقاطاً في المراحل الأخيرة من الدوري فتتبدل الصور وتنقلب رأساً على عقب.

وهذه النواقص المهمة في لوائح اتحاد كرة القدم يجب أن تكون في أولوية عمل الاتحاد الجديد، فالكثير من مواد القانون الكروي أصبحت بالية ولا تصلح لهذا الزمان الذي تطورت فيه كرة القدم كثيراً وتطور معها أساليب الغش وتنامي الشغب كثيراً لعدم وجود قوانين تردعه بشكل حاسم، وعلى سبيل المثال لو أن قانون حذف النقاط موجود على الشغب لما وجدنا بعض جماهير الفتوة تعيث فساداً وتكسيراً في ملاعبنا هذا الموسم ثلاث مرات، ولرأينا الفرق التي تعتدي على الحكم (كحطين) وتنسحب من المباريات (كالوحدة) في موقع غير آمن.

الأسهل بمباريات المهددين بالهبوط هي مباراة حطين مع النواعير وخصوصاً أن الضيف فاقد لكل الآمال لكنه يلعب كرة قدم من أجل الكرة ويجتهد في سبيل وداع لائق ببصمة جيدة والدليل أنه يخسر مبارياته بفارق هدف وحيد، وسبق له الفوز على الوثبة، المهم أن نرى مباراة لا شائبة فيها، والحقيقة التي لا تغيب عن البال أن حطين مقبل على الفوز ضمن حسابات كرة القدم وميزان التفوق الفني والنفسي والمعنوي وخصوصاً أنه يبحث عن الأمان والنجاة.

في الحسابات العملية نجد أنه إذا فاز حطين وخسر الشرطة وحرجلة فإن الصراع على الهبوط يكون انتهى عملياًونظرياً بات من المستحيل أن يتحقق غير ذلك.

لا مكان للجيرة

اللقاء الأصعب سيكون لقاء الشرطة مع جاره الوحدة وهو من أصعب اللقاءات على الإطلاق، ونعلم تماماً أن البرتقالي لا يأبه بجاره إن كان في الممتاز أو دون ذلك فلا ودّ بينهما منذ عشرات السنين وهذه طبيعة العلاقات الرياضية بين الفريقين، الشرطة بمدربه الملاح سيزج بكل أوراقه الرابحة بالمباراة لأنه يدرك أنها فرصته الوحيدة، والوحدة سيلعب ليرضي طموحه وجمهوره، والتوقع للمباراة أن تكون قاسية وخشنة وقد نشهد فيها بعض البطاقات الملونة، ونأمل من لجنة الحكام أن تضع في اعتبارها اختيار الحكم القادر على إيصال المباراة إلى شط الأمان وهو الأهم من أي نتيجة.

في حديث الذكريات فإن الشرطة كان دوماً ينتفض بمثل هذه المواجهات المصيرية التي يكون طرفها الوحدة ويقدم أجمل ما لديه، وهو إن فعل وفاز يكون محظوظاً مع العلم أن الفوز على الوحدة ليس إلا خطوة تبقي آماله قائمة ولا تنهي حالة القلق التي يعيشها من كابوس الهبوط.

الأمل المتجدد

لا أحد ينكر أن لقاء حرجلة مع الوثبة صعب جداً رغم ما يعانيه ضيفه من متاعب وأزمات نفسية، حرص حرجلة على النقاط يأتي من حرصه على بقاء آماله حتى الرمق الأخير من الدوري، وهذا الأمر سيجعل الفريق في حالة تأهب قصوى وصولاً إلى الفوز المنشود، والمباراة بحاجة إلى حضور ذهني كامل وأي تشتت ستضيع معه كل الأحلام وقد يخسر الفريق فيها كل آماله فتضيع كل حساباته بهفوة دفاعية واحدة، لذلك لا بد من الحرص والجدية وإغلاق المناطق الدفاعية بصلابة مع تقوية العامل الهجومي وصولاً إلى الفوز الذي سيكون مبعث أمل وتفاؤل ليس إلا.

تحسين المواقع

بقية مباريات الجمعة تجري على مبدأ تحسين الترتيب والتقدم خطوة للأمام، هذه المباريات متكافئة باستثناء مباراة حلب بين الأهلي وعفرين التي ستكون محسومة للأهلي بكل الاعتبارات إلا إذا أراد عفرين أن يسجل اسمه على خانة الانتصارات التي غابت عنه طوال هذا الموسم، الأهلي جاهز لتحقيق فوز جديد هو الأقرب إليه وبالتالي الانتقال إلى مركز أفضل علًه ينسي جمهوره كبوات الموسم التي هددت القلعة بكل أركانها.

المباراة القوية سيكون مسرحها ملعب جبلة وسيكون طرفها الجيش وهو خصم قوي وعنيد ولا بد أننا مقبلون على مباراة ممتعة يريد فيها أصحاب الأرض إثبات وجودهم كفريق قادر على مقارعة الأقوياء والفوز عليهم كما فعلوا بتشرين قبل مرحلتين، الجيش يتطلع إلى هذه المباراة من باب الحفاظ على مركزه الثالث على أقل تقدير بعد موسم لم يبتسم لفريق الجيش وكان متعباً.

الطليعة يستقبل الفتوة في حماة ولا شك أن المباراة ستكون قوية ومثيرة مع الخط التصاعدي للطليعة وأمام هدف التعويض للفتوة الذي خسر المرحلة الماضية أمام الكرامة بدمشق، الفتوة مشكلته أنه يلعب تحت ضغط جمهوره الذي لا يرحم ويطالب على الدوام بنتائج جيدة، ربما سارت المباراة بمصلحة الطليعة وهو يلعب على أرضه وبين جماهيره وقد يعود الفتوة بالتعادل في أحسن الأحوال.

ذكريات الذهاب

في مباريات الذهاب تعادل تشرين مع الكرامة في اللاذقية بلا أهداف، وفاز الوثبة في حمص على حرجلة 4/صفر سجل للوثبة عبد الرزاق بستاني وأنس بوطة وسعد أحمد وماهر دعبول.

الجيش وجبلة تعادلا بدمشق بلا أهداف، الوحدة هزم الشرطة في الذهاب بهدفي حسين شعيب وإبراهيم سواس، الطليعة فاز على الفتوة بدمشق 3/1 سجل للطليعة خالد دينار وصلاح خميس وربيع سرور وللفتوة أسعد الخضر، تعادل الأهلي مع عفرين بالذهاب 1/1 وقد سجل محمد الأحمد للأهلي وأحمد كلزي لعفرين، وفاز حطين على النواعير بحماة بهدفي محمد قلفاط ومثنى عرقاوي.

مباريات الذهاب كانت نظيفة فلم تشهد أي بطاقة حمراء أو حالة شغب ونأمل أن تكون مباريات الإياب على الشاكلة ذاتها، ولم تشهد أي ركلة جزاء وسجل فيها أربعة عشر هدفاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن