عربي ودولي

«الجهاد الإسلامي» زفت «مساد»: دماء الشهداء ستتحول لعنة تطارد المحتل … رام الله: تصعيد الاحتلال يستظل بازدواجية المعايير الدولية

| وكالات

طالبت الخارجية الفلسطينية أمس الأربعاء، مجلس الأمن الدولي باحترام التزاماته واتخاذ ما يلزم من الإجراءات لتنفيذ قراراته، خاصة القرار 2334 بشأن عدم شرعية الاستيطان.
يأتي ذلك في حين تصدى الفلسطينيون أمس لاعتداءات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين، التي أسفرت عن استشهاد الأسير الفلسطيني المحرر أحمد مساد، إذ نعته حركة الجهاد الإسلامي، مؤكدة أن دماء الشهداء ستتحول لعنة تطارد الاحتلال.
وحسب ما نقلت عنها وكالة «وفا» قالت الخارجية الفلسطينية في بيان أمس إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي ماضية على سمع العالم وبصره في تعميق الاستيطان بأشكاله كافة، وتخريب فرصة تطبيق مبدأ حل الدولتين.
ورأت أن استمرار المجتمع الدولي في تجاهله لمخاطر ونتائج الاستيطان الكارثية على فرصة تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، يوفر الغطاء والحماية لجرائم الاحتلال، وتعدياته على القانون الدولي، واتفاقيات جنيف وانقلابه المستمر على الاتفاقيات الموقعة.
وأوضحت أن التصعيد الحاصل في الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية واعتداءات المستوطنين يستظل بازدواجية المعايير الدولية، وحالة الخوف من توجيه الانتقادات لسلطات الاحتلال أو تحميلها المسؤولية عن انتهاكاتها وجرائمها وخروقاتها الفظة للقانون الدولي.
وأدانت عمليات نهب وسرقة الأراضي الفلسطينية الواسعة النطاق، التي تتم في الأغوار المحتلة تحت مُسميات مختلفة، لتعميق وتوسيع الاستيطان بأشكاله كافة في الأغوار، بشكل يترافق مع عمليات التطهير العرقي والتهجير، ومحاولة إلغاء الوجود الفلسطيني ومحاصرته في الأغوار.
ونددت الخارجية باعتداءات المستوطنين المتواصلة في عموم الضفة، كما حدث في اعتداءاتها على منازل المواطنين في برقة وعلى المقامات والمواطنين في بلدة كفل حارس وفي مسافر يطا وغيرها.
في غضون ذلك أكدت حركة الجهاد الإسلامي خلال بيان لها أمس، أن الشهيد مساد ارتقى في هذا الشهر الفضيل وهو صائم مقبل غير مدبر، مشددةً على أن دماء الشهيد وكل الشهداء، لن تذهب هدراً، وستتحول لعنة تطارد هذا المحتل الجاثم على أرضنا المباركة.
وقالت الحركة في بيان: لقد أوغل الاحتلال قتلاً واعتقالاً ودماراً بحق شعبنا ومقدساتنا، وأصبح يمارس إرهابه وإجرامه بكل أشكاله البشعة على مرأى ومسمع هذا العالم المنافق، الذي يتحمل مسؤولية صمته عن جرائم الاحتلال بحق فلسطين وشعبها.
وطالبت الحركة الشعب الفلسطيني كافة بضرورة تصعيد المقاومة بكل أشكالها والتصدي لقوات الاحتلال وقطعان المستوطنين، ليعلم أن الشعب الفلسطيني لن يمرر جرائمه هذه من دون عقاب.
وذكرت وكالة «معا» أن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة جنين واعتدت على الفلسطينيين بإطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام ما أدى إلى استشهاد الشاب أحمد مساد 18 عاماً متأثراً بإصابته في الرأس وإصابة ثلاثة آخرين.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة علار شمال مدينة طولكرم وقرى بيت سيرا وبيت قبيا وبيت دقو صوري في مدن رام اللـه والبيرة والخليل والقدس المحتلة وداهمت منازل الفلسطينيين وفتشتها واعتقلت تسعة منهم.
وفي السياق منعت قوات الاحتلال عدداً من المعلمين والطلبة في بلدة مسافر يطا جنوب المدينة من الوصول إلى مدرسة جنبا وجرفت مساحات واسعة من أراضي البلدة بهدف تهجير سكانها وإفراغها من الوجود الفلسطيني تمهيداً لتهويدها.
وتشن قوات الاحتلال يومياً حملات دهم لمنازل الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية وتعبث بمحتوياتها وتعتقل بعضهم.
من جانب آخر حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية أمس من أن الحالة الصحية للأسير ناصر أبو حميد المصاب بالسرطان باتت تمر بمرحلة حرجة وخطيرة.
ووفق وكالة «وفا» فإن الهيئة أشارت إلى أن الأسير أبو حميد لا يزال يعاني آلاماً شديدة بجميع أنحاء جسده ولا يستطيع المشي إلا بواسطة كرسي متحرك وتلازمه أسطوانة الأوكسجين بشكل دائم لمساعدته على التنفس وحركة أطرافه باتت ضعيفة جداً بسبب سياسة الإهمال الطبي المتبعة بحقه وكل الأسرى المرضى في معتقلات الاحتلال.
وأوضحت الهيئة أن الاحتلال يماطل بإجراء الفحوصات اللازمة لأبو حميد ومتابعة جلسات العلاج الكيميائي رغم تدهور حالته الصحية التي لا تحتمل التأجيل والتأخير.
والأسير أبو حميد 49 عاماً ليس الوحيد الذي يتبع الاحتلال بحقه سياسة الإهمال الطبي بشكل متعمد بل هو واحد من أسرى كثيرين أدت هذه السياسة غير الإنسانية التي تنتهك كل القوانين والأعراف الدولية إلى استشهادهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن