ودع ناديان من أندية دمشق دوري المحترفين لكرة السلة نحو أندية الدرجة الأولى، وإذا كان أول المغادرين فريق الفيحاء ضيفا مؤقتا في دوري المحترفين وهبوطه كان مسألة وقت في ظل الترهل الإداري المزمن في إدارة النادي التي أفقدت النادي هويته، وبات حاله يرثى له وسط الإهمال واللامبالاة في منشأة تفوق قيمتها العقارية قيمة منشأتي أكبر ناديين في العاصمة، غير أن ثاني الهابطين كان فريق الثورة الذي يعد أحد أعرق أندية كرة السلة في سورية ومنجماً للاعبي ولاعبات المنتخبات الوطنية على مدار سنوات طويلة، وتترأسه لاعبة كرة سلة سابقةً وقيادية عملت لسنوات في مل مفاصل اللعبة، وإذا كانت مشكلة سلة الفيحاء هي الجهل في كيفية استثمار منشأته فإن مشكلة نادي الثورة على العكس من ذلك منشأته القديمة تضيق بلاعبيه ومنشأته الجديدة مهشمة ومدمرة من دون أن يحرك أحد ساكناً حيال وضعها المزري أو حتى يسأل عنها.
دور تنظيري
البعض قارن بين دور اللجان التنفيذية في المحافظات ودور تنفيذية دمشق للاتحاد الرياضي العام التي وقفت صامتة متفرجة لا بل عاجزة عن تقديم أي دعم أو مساندة لأنديتها ولو حتى بالكلام الطيب والمشورة، واستغرب البعض أن يقال رئيس مجلس إدارة نادي الفيحاء قبل أسابيع قليلة من نهاية مرحلة الإياب من دوري السلة ما زاد في هموم النادي وتفاقم مشاكله.
على الضفة الأخرى وقفت تنفيذية دمشق متفرجة على غرق سلة رجال الثورة، وكأن الأمر لا يعنيها ولا يهمها لا من قريب ولا من بعيد، فلا الدعم قدم ولا المشاكل حلت، ولا العقبات ذللت فكان الحصاد علقماً ومريراً، والمشهد سوداوياً يعكس حال رياضة العاصمة بوجود رجال المجد بكرة القدم في الدرجة الأولى، وعجز رجال نادي المحافظة في العودة إلى دوري المحترفين، وفي ظل التنفيذية الحالية ألغيت كرة الطائرة من نادي الوحدة رغم تسيدها للبطولات المحلية في العقد الماضي من الزمن، وفي عهدها أيضاً خرجت سلة رجال نادي الجيش من دوري المحترفين بعدما أصبحت عاجزة عن التأهل للمربع الذهبي، وفي عهد هذه التنفيذية مازالت استثمارات أندية العاصمة تئن تحت وطأة الروتين من الملل والعائدات المالية الشحيحة التي لا تتناسب أبداً مع واقعها الجغرافي في مناطق من الممكن أن تدر عليها مئات الملايين من الليرات السورية لو كان هناك من يوجه بوصلة هذه الأندية نحو الطريق الصحيح.
واستكمالاً لهذا التراجع فقد عجزت فرق العاصمة عن تحقيق أي لقب بكرة القدم خلال المواسم الماضية، لا بل وصل العجز إلى حد الابتعاد عن المنافسة منذ منتصف مرحلة الإياب.
خلاصة
بصراحة وعلى بساط أحمدي هناك خلل كبير تعيشه رياضة العاصمة في عهد القائمين عليها انعكس على نتائج فرقها في الألعاب الجماعية، وستكون المرارة أشد إذا تحدثنا عن الألعاب الفردية المنسية لأن ذلك يحتاج إلى مجلدات وربما ملفات طويلة وكبيرة.