يعيش اليوم فريق المجد لكرة القدم أحلى أيامه وهو يحتفل بأفراح الصعود إلى الدرجة الممتازة بفئتي الرجال والشباب، ويعزو أنصار المجد هذا الإنجاز الكبير إلى حالة الاستقرار والهدوء التي يعيشها النادي بظل قيادة جيدة وضعت نصب أعينها مصلحة النادي وتجاوزت كل الخلافات والعقبات والمشاكل التي تزخر بها كل الأندية الأخرى، وهذا مقياس جيد للمواصلة نحو آفاق كروية جيدة في المستقبل القريب.
هذا الذي تحقق في الوقت الحالي جيد ويمكن البناء عليه، ويحتاج إلى تركيز وهدوء وحسابات عقلانية تضمن للنادي الوجود الجيد في الموسم المقبل وخصوصاً أن المنافسة ستكون على أشدها بعد أن اختصرت فرق الدرجة الممتازة إلى اثني عشر فريقاً.
فرحة اليوم يجب ألا تكون كابوس الغد كما حدث لفريقي النواعير وعفرين اللذين صعدا من الدرجة الأولى ولم يلبثا أكثر من موسم حتى عادا أدراجهما إلى حيث كانا والسبب في ذلك سوء الحسابات.
وسبق إن تحدثت «الوطن» مع رئيس النادي صلاح الدين رمضان عن هدف فريقه مطلع هذا الموسم، فقال العودة إلى الدرجة الممتازة، مضيفاً: كل شيء نعده منذ الآن لتكون مشاركة المجد في الموسم المقبل فاعلة وليست شرفية، وقال: لن نغالي بأحلامنا كثيراً ونحن نعرف حدودنا جيداً لذلك فنحن نسير ضمن خطوات محسوبة ليكون المجد الرقم الصعب في الدوري في السنوات القادمة.
حسب المعطيات التي بين أيدينا فإن الكثير من الفرق غرقت بالدوري نتيجة سوء الإدارة وسوء التعاقدات وقد هرولت نحو أسماء لم تقدم لها الفائدة المرجوة فكانت النتيجة أنها أنفقت المال بغير محله ولم تحصد منه إلا الخيبة والخسران.
واليوم يجب أن ينظر فريقا المجد والجزيرة من باب الواقع، فالصرف الكبير والمتعب والمرهق للأندية يكون بالمبالغ المخصصة للتعاقدات وأغلب هذه التعاقدات عبثية تستند إلى الوهم، وعلى العكس يجب أن تكون التعاقدات ضمن دراسة واقعية مستفيضة تستند إلى أهداف النادي وإلى إمكانياته المتاحة بحيث لا يهدر المال بتعاقدات خيالية عبر الهرولة نحو الأسماء والنجوم فقط، لأن عملية تأسيس فريق من المواهب الشابة مع بعض المخضرمين سيؤدي إلى نتيجة جيدة على صعيد النتائج والمستوى والمستقبل وهو الأهم.
الموضوع الثاني الذي يشغل بال فريق المجد في الوقت الحالي هو ترشح رئيس النادي إلى انتخابات اتحاد الكرة وهذا الموضوع سلاح ذو حدين يأمل الجميع ألا ينعكس على النادي سلباً في الفترة القادمة، فإن نجح في الانتخابات فالخشية أن يسرق اتحاد الكرة اهتمام رئيسه ووقته فيؤثر سلباً على النادي، وإن استقال من النادي فيخشى أن تغيب اللحمة الموجودة وأن يبدأ مرحلة جديدة من الاضطراب وعدم الاستقرار فتتعثر الخطوات القادمة التي يسير عليها النادي.
أما إن خسر الانتخابات فقد يتأثر النادي معنوياً ولا ندري كيف سيكون حجم التأثر وانعكاسه على مستقبل كرة القدم في النادي.
بكل الأحوال فإن نادي المجد يحارب اليوم على جبهتين، فهل يكسب الرهان، أم إنه سيندم على أوقات الفرح التي يعيشها الآن؟