شؤون محلية

«أوكتان ٩٥» و«الحر» في محطتي وقود فقط … العيد يضغط على بنزين حلب ليلامس عتبة الـ٩ آلاف ليرة في «السوداء»

| حلب- خالد زنكلو

أرخى اقتراب عيد الفطر بظلاله على سعر البنزين في السوق السوداء بمدينة حلب، والذي لامس عتبة الـ٩ آلاف ليرة سورية لليتر الواحد منه أمس، في ظل زيادة الطلب على العرض بشكل كبير وشح المادة في السوق.

ولعب تشميع إحدى محطات الوقود، التي كانت توفر وتبيع بنزين السوق السوداء علناً لطالبيه، دوراً في رفع سعر المشتق النفطي خلال اليومين الماضيين في السوق الموازية، وليرتفع سعره ألفي ليرة عن السابق، بعد إحجام بقية المحطات، التي كانت تبيع المادة لزبائنها على حياء، عن البيع خشية التشميع ليس بسبب البيع غير المشروع إنما خوفاً من جرد خزاناتها ومعايرة مضخاتها لمعرفة تجاوزاتها بإنقاص كيل المادة لمستحقيها وفق البطاقة الإلكترونية، وهو حال المحطة التي شمعت إثر ورود الكثير من الشكاوي بحقها إلى محافظة حلب.

وتوقع أصحاب سيارات خاصة لـ«الوطن» ألا يؤثر توافر البنزين الحر في محطتي وقود الزبدية بحي الزبدية والحمصي بحي الصالحين من يوم أمس، وكذلك «أوكتان ٩٥» في محطتي الزبدية وطريق دمشق بعد مفرق كفرجوم اعتباراً من اليوم الأحد، إيجاباً على انخفاض سعر المادتين في السوق السوداء.

وعزا هؤلاء السبب إلى تراجع إرساليات البنزين النظامي التي تزود بها المحافظة، بدليل تأخر وصول استلام مخصصاتهم من المادة عن المدة التي حددتها الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية (محروقات) إلى ١٥ يوماً بدلاً من ١٠ أيام المدة المحددة من الشركة، الأمر الذي دفعهم إلى الاستعانة بالسوق السوداء التي زاد الضغط عليها أخيراً أكثر وبشكل غير معهود.

وأعربوا عن اعتقادهم بأن كمية البنزين الحر النظامي و«أوكتان ٩٥»، اللتين زودت بهما المحافظة، قليلة جداً، بدليل تخصيص كازيتين فقط لكل منهما، ما سيؤدي إلى ارتفاعات جديدة للمادة في السوق الموازية مع حلول عيد الفطر، على الرغم من تأكيد مصدر في «محروقات» حلب لـ«الوطن» أن ضخ المادتين في محطات الوقود المحددة مستمر خلال الأيام المقبلة.

والحال أن تشديد الإجراءات المتبعة لبيع البنزين الحر النظامي أخيراً، وفق ما رصدته «الوطن» أمس في محطة الزبدية، بحيث ألغي الطريق الذي كانت تدخل عبره سيارات الاستثناءات والوساطات، لعب دوراً أيضاً في الحفاظ على سعر البنزين في «السوداء» عند مستويات قياسية غير مسبوقة من قبل، وذلك لصعوبة حصول السماسرة والمتنفذين على البنزين لطرحه في السوق بغية تحقيق أرباح كبيرة.

وحافظ سعر بنزين السوق الموازية في الأحياء الواقعة في أطراف المدينة وفي القرى المحيطة بها على سعره المسجل داخل المدينة، التي بدا أن الحصول على كميات ولو زهيدة من المادة شبه مستحيل ما لم يربط المحتاج إليها علاقة جيدة بصاحب إحدى محطات الوقود التي لديها وفر منها بفعل عملية التلاعب بمخصصات مستحقي البطاقة الذكية.

واشتكى أصحاب سيارات خاصة وعامة من تعبئة خزانات سياراتهم ببنزين مغشوش مخلوط بالماء أو مواد أخرى، متوافر في بعض الأحياء الشعبية وبسعر لا يقل عن ٨ آلاف ليرة لليتر الواحد، وتسبب بخلق أضرار بمحركات سياراتهم، إلا أنهم مضطرون لشرائه تحت وطأة الحاجة «لأني سأركن سيارتي والتوقف عن العمل، في وقت تحتاج عائلتي إلى مصروف العيد، حيث إن مخصصاتي من البنزين لا تكفي أبداً»، بحسب قول صاحب تكسي عمومي لـ«الوطن».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن