«إس 400» تحبط أحلام «المنطقة الآمنة».. والغارات الروسية تتعاون مع الجيش و«القوات الديمقراطية» لإغلاق الحدود السورية التركية
الوطن – وكالات :
مع نصبها منظومة «إس 400» أحدث منظومات الدفاع الجوي في العالم على الأرض السورية، قضت روسيا على أحلام الأتراك في فرض منطقة، عازلة، أو آمنة، أو خالية، داخل سورية. كما أطلقت موسكو العنان للرد الميداني على فعلة أنقرة المتمثلة في إسقاط القاذفة الروسية «سو 24» فوق الأراضي السورية، والذي استهدف أدوات تركيا في شمال سورية، ضمن خطة روسية ترمي إلى إغلاق الحدود السورية التركية.
في هذا الرد الميداني، ساندت الطائرات الروسية هجوماً شنته مجموعات منضوية تحت لواء تحالف «جيش سورية الديمقراطي»، على مناطق في ريف حلب الشمالي واقعة تحت سيطرة مسلحين يتلقون الدعم من تركيا.
وتشكل «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية، العمود الفقري لتحالف «الجيش الديمقراطي»، والذي سبق لمجموعات تحت لوائه أن تلقت سلاحاً أميركياً من الجو لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي. يعني ذلك أن مجموعات مدعومة أميركياً، تقاتل تحت غطاء جوي روسي، مسلحين محسوبين على تركيا، حليفة مع أميركا ضمن حلف شمال الأطلسي «الناتو»!
وتتبع وحدات حماية الشعب لحزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي، الذي تعتبره أنقرة الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني المصنف على اللوائح التركية للإرهاب.
في التفاصيل، ذكرت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء، أن الطائرات الأميركية والتركية أوقفت الغارات على مواقع داعش داخل الأراضي السورية، بعد نشر روسيا منظومة «إس 400» في قاعدة «حميميم» الجوية بمحافظة اللاذقية المتاخمة للواء اسكندرون الذي سلبته تركيا من سورية، وذلك خوفاً من هذه المنظومة الفتاكة والرهيبة، التي ستتولى حماية الطائرات التابعة للمجموعة الجوية الروسية وتدمير أي هدف قد يشكل خطراً عليها.
وأوضحت الوكالة أن رادار «إس 400» يكشف «كل ما يطير» في الأجواء السورية، كما يغطي المناطق الغربية من العراق، وإسرائيل والأردن كلها، وشمال سيناء في مصر، وجزء كبير من المجال الجوي التركي بما في ذلك العاصمة التركية أنقرة، والجزء الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.
وتستخدم المنظومة، بحسب «سبوتنيك»، عدة أنواع من الصواريخ التي تستطيع إسقاط جميع وسائل الهجوم الجوي الموجودة حالياً بما فيها الطائرات والمروحيات والطائرات الموجهة عن بعد التي هي من دون طيار، والصواريخ الجوالة والصواريخ البالستية التكتيكية التي يمكن أن تصل سرعتها إلى 4800 متر في الثانية.
بالترافق مع ذلك، واصلت الطائرات الروسية غاراتها على مواقع للمسلحين في مناطق بريفي حلب واللاذقية الشماليين، تقع ضمن المنطقة الآمنة التي تعتزم أنقرة إقامتها. وتأتي الغارات ضمن مساعي روسيا لإغلاق الحدود السورية التركية أمام الإرهابيين.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أول أمس في موسكو، أن «إغلاق الحدود بين سورية وتركيا، سيسهم في حل مشكلة الإرهاب إلى حد كبير».
وبحسب تقرير لوكالة «الأناضول» التركية للأنباء، فإن المقاتلات الروسية بدأت خلال الأيام الثلاثة الأخيرة قصف مواقع المسلحين المدعومين من تركيا في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، بالترافق مع شن عناصر وحدات حماية الشعب هجوماً للسيطرة على المدينة.
وذكرت وكالة «الأناضول»، أن الغارات الروسية استهدفت كذلك، مواقع المسلحين على أطراف بلدة دير جمال، بشمال حلب، بغرض وقف تقدمهم على حساب حماية الشعب، وبين أن «الطيران الروسي، كثّف غاراته على بلدات مريمين ومالكية وزيارا الخاضعة لسيطرة المسلحين، والواقعة شرق بلدة عفرين، ووفر بذلك غطاء جوياً لوحدات الحماية والمجموعات المتحالفة معها ضمن «جيش سورية الديمقراطي».
بالترافق مع ذلك، تحدث موقع «روسيا اليوم» عن معارك «كسر عظم» في الريفين الشمالي لحلب واللاذقية بقصد إغلاق الحدود التركية السورية، من دون أن يشير إلى دور للطيران الروسي في معارك ريف حلب الشمالي.
وأوضح الموقع أن بلدتي كشتعار وتنب وأماكن أخرى في منطقة اعزاز، تشهد اشتباكات هي الأولى بين مجموعات «سورية الديمقراطية» و«الجبهة الشامية» من جهة أخرى.
وإلى الآن فشلت مساعي «جيش الثوار» المنضوي تحت لواء «جيش سورية الديمقراطية» في قطع خطوط إمداد المسلحين التي تصل الحدود التركية بمناطق سيطرتها بمدينة حلب وريفها الغربي. وذكر الناطق باسم «جيش سورية الديمقراطيّة» طلال سلو، وفقاً لـ«روسيا اليوم»، بأن عناصر التحالف «لن يسمحوا لأي جهة بالتقدم في المنطقة التي تربط عين العرب بمدينة عفرين». وسبق لسلو أن أعلن قبل أسبوع أن الهدف العسكري لـ«جيش سورية الديمقراطية» يتمثل في ربط مدينتي عين العرب وعفرين، اللتين تسيطر عليهما وحدات حماية الشعب.
ترافقت المعارك حول إعزاز، بهجمات شنتها وحدات حماية الشعب و«جيش الثوار» استهدفت ضرب خطوط الإمداد بين ريف حلب الشمالي وتركيا، خصوصاً عند منطقة باب السلامة شمال شرق اعزاز، في خطوة تستهدف إضعاف حركة «أحرار الشام الإسلامية» التي تسيطر على المعبر الحدودي، ومنعها من الاستفادة من هذا المعبر من الناحية الاقتصادية، ومن ناحية الإمداد البشري.
كما شنت «حماية الشعب» هجوماً على منطقتي الشقيف والكاستلو في حلب، الإستراتيجيتين بالنسبة للمسلحين، اللتين تعتبران خط إمداد رئيسياً لهم إلى مواقعهم في شرق وجنوب مدينة حلب.
ونفت «حماية الشعب» مشاركتها في معارك ريف اعزاز، كون المعارك تجري خارج نطاق منطقة عفرين الخاضعة لسيطرتها.
ولا تنفصل العمليات العسكرية في ريفي حلب الشمالي والغربي عن تلك المعارك الدائرة في ريف اللاذقية الشمالي، حيث يعمل الجيش السوري مدعوماً بالطيران الروسي على استعادة السيطرة على كل المناطق المحاذية لتركيا وإغلاق حدود الإرهاب.