ثقافة وفن

عباس النوري.. نجم حقيقي يحوك خبرته من إبداعه وتاريخه الطويل

| سارة سلامة

يتفرد بأدائه المتزن وخبرته الطويلة التي تجعله في كل مرة يقدم أدواراً على مستوى عالٍ من الحرفية والحنكة، حيث أطل النجم السوري عباس النوري في الموسم الرمضاني في مسلسل «مع وقف التنفيذ»، كتابة الثنائي علي وجيه ويامن الحجلي، إخراج سيف السبيعي، بشخصية «فوزان» التي لها خصوصية عما قدمه سابقاً من حيث الشكل والمضمون والانفعالات الخاصة بها، فهو خليط من المشاعر والشخصيات يجمع بين الخير والشر والقسوة والعطف، نلومه في محطات عديدة ونتقبل خطاياه في مواقف أخرى، فهو كتلة من التناقضات يقدمها عباس بمكانيكيته المعهودة يقربنا أكثر منه مع إيفيه لازم الشخصية حيث يقول عند كل حديث «معي إنت»؟!، يتساءل مراراً إن كانت أفكاره الغريبة قد وصلت إلى الطرف الآخر.

الحقيقة يصل عباس النوري إلى مكان بعيد في تناغمه مع فوزان يحتويه تماما يؤثر فيه، فهو إنسان يمر بظروف مادية سيئة ويشتكي مراراً من سوء وضعه المالي ويسكن في حارة في العطارين مع ابنتيه هما «بسمة» ريام كفارنة، و«أوصاف» حلا رجب، فيكون فوزان الانتهازي والاستغلالي الذي يستغل ابنتيه من أجل تحصيل المال، وشكل النوري ثنائية متناغمة مع «أوصاف» في العمل، حيث تلقبه بـ«فافا»، الاسم الذي أصبح تريند عبر مواقع التواصل، إضافة لدخوله في العديد من الأعمال المشبوهة في التقرب لأصحاب المناصب العليا إلا أن الشر والاستغلال لدى فوزان ليس إلا نتيجة معاناته في وقت سابق بسبب مرض زوجته ووفاتها واستغلال أحد الأشخاص له.

نجم متمرس

وتمكن الفنان السوري من تقديم أداء عالٍ للشخصية مع منحها «كاركتر خاص» لعب فيه على الشكل الخارجي من خلال ماكياج خاص به وتسريحة شعر أعطياه خصوصية، وكأنه أتى من عصر فريد وكممثل عالمي يطلعنا على تجربته، هذا الإبداع لابد أن نشكر عليه الماكييرة المتميزة في الدراما السورية ردينا تابت حيث اشتغلت على الشخصية بشكل كبير وساعدته على التغيير والانتقال إلى هذه الحارة بشخصية مختلفة وشكل جديد لنكون أمام عمل اجتماعي سوري انتظرنا طويلا أن يعود بنا إلى هذه التفاصيل.

كما من الواضح اشتغال النوري نفسيا على الشخصية لتصل إلينا من قلب معاناتها وأحياناً كثيرة قبل أن يتحدث «فوزان» نؤيده ونقف إلى جانبه بكل ما يفكر فهو يقدم مشاكله بأسلوب شيق وقريب من الناس يحسسهم بمعاناة طويلة مر بها ويعطينا مسؤولية تجاهه.

لنقول حقيقة إننا نشتاق لإبداع النوري في كل مرة فهو نجم متمرس خط على سنوات طويلة تجربته وخبرته وصنع كاريزما خاصة تؤهله أن يدخل القلوب ويأسر المشاهد طوال مشواره الفني ليكون اليوم حصيلة مهنته التي تمتد لأكثر من ٥٠ عاماً قدم فيها مختلف الألوان الدرامية ونستطيع أن نقول إنه شيخ الكار وأستاذ خبير يتلون عند كل مشهد ويطلق العنان لنفسه حتى تتوحد مع الأدوار.

لا يخبو وقع أدائه

كذلك يطل النوري في مسلسل «‹حارة القبة» كتابة أسامة كوكش وإخراج رشا شربتجي، بشخصية «أبو العز»، وهي من الشخصيات المميزة تحمل الحق والصدق والأمانة وتحارب الشر شخصية جبارة يمسك بيديه زمام أمور حارته وبنفس الوقت يمسك بتفاصيل بيته وأسرته هو شخص عقلاني لا يرضى بالغلط ولا يحب العداوات التي باتت تفرض عليه ليكون أمام خيار وحيد وهو مجابهتها.

عباس لا يخبو وقع أدائه في دور ما غالبا ما يدهشنا بتفاصيل شخصيته وردات فعلها وصوتها وحركات جسدها يتميز هنا أيضاً فهو لا يسمح له بمنافس كزعيم يحن على الحارات القديمة ويدنو من الناس ويقترب من كل تفاصيلها..

أصداء الجمهور

«كتير حلوة مشاهد النجم القدير عباس النوري ممثل كبير وعامل أحلى أدواره في مسلسل مع وقف التنفيذ»

عباس النوري يحوز حرفية تفرد فريده إلى أبعد مدى بكفاءة بالغة في صوغ شتّى الكركترات المركبة والمعقدة، نخص القول في دور استثنائي «فوزان» الذي يستحق الإنصاف كونه قُدم بشكل دقيق.

مع وقف التنفيذ بيحتار الواحد مين يمدح بشخصيات كلها أبطال وكل مشهد أحلى من الثاني مشهد أوصاف وفوزان عباس النوري بشخصية مهمة هذا العام إلى جانب بناته حلا رجب والانقلاب بعد ما حست أنها خسرت بنتها وريام كفارنة، إحساسها ومشاعرها خلال المسلسل مشاهدها القليلة أبدعت فيها العمل الأول.

مسلسل مشوق محبوك جداً يقدم شخصيات كثيرة وكلها أبطال وأداء جميل من الكل تقريبا وخاصة أبطال الحكاية، أحداث وتشويق وربط جميل وتناغم عالي بين النجوم، عباس النوري يقدم دوراً ممتعاً جداً اشتقنا لهيك أداء مع خفة دم هو وسلاف فواخرجي ثنائي ممتع من نوع آخر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن