ثقافة وفن

العرض البصري في «جوقة عزيزة» … زهير عبد الكريم لـ«الوطن»: لا أحد يستطيع تنميطي ولا أعرف سبب التجاهل للممثل

| هلا شكنتنا

زهير عبد الكريم ممثل سوري من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، عمل في التلفزيون والسينما والمسرح، حيث قدم الكثير من الأدوار المختلفة خلال مسيرته الفنية، ومن أهم أعماله الدرامية «جلد الأفعى» و«شجرة النارنج» و«الزير سالم» وغيرها الكثير، بالإضافة إلى أعماله المسرحية والسينمائية، لكن خلال السنوات الماضية بات من الملاحظ بأن وجوده الدرامي أصبح قليلاً، حيث لم يشارك في الموسم الرمضاني لهذا العام إلا في مسلسل «مع وقف التنفيذ» ومسلسل «الكندوش» الذي قدم من خلالهما دور «الشيخ»، وأثناء حوار «الوطن» معه أخبرنا عن سبب غيابه وعدة مواضيع أخرى هي كالتالي:

• في البداية دعنا نتحدث عن الأصداء الإيجابية التي يتلقاها مسلسل «مع وقف التنفيذ»، وما الذي جذبك للمشاركة في هذا العمل؟

حقيقة النص المكتوب جيد جداً، كما أن انتقاء الممثلين كان بعناية والأداء المبهر الذي قدم كان نتيجة تعب وجهد الممثلين لتقديم الأفضل، كما أن الشخصيات التي قدمت مهمة جداً ويوجد بها تفاصيل رائعة، بالإضافة إلى الخبرات الفنية المهمة التي كانت موجودة معنا ضمن العمل، وبالتأكيد عندما يتم بذل كل هذا المجهود سوف ينجح العمل ويحقق أصداء إيجابية.

• شاهدنا بمسلسل «مع وقف التنفيذ» أن بطولة العمل كانت جماعية، برأيك كم هي مهمة البطولة الجماعية في العمل الدرامي؟

الأهم أن يكون العمل جيداً، ويكون الممثل البطل قادراً على إتقان دوره، وأصبحنا نرى في الفترة الأخيرة بأن هنالك مسلسلات تعطي دور البطولة لشخص واحد وبالتالي العمل يسقط ولا يستطيع تحقيق أهدافه، أما بالنسبة للبطولة الجماعية فتعتبر مهمة لأن البطولة الجماعية تقوم على الأعمال التي تكون قريبة من الجمهور والتي تحتاج لأكثر من بطل لتكملة القصة.

• بما أنك تحدثت عن الأعمال التي تعطى بطولتها للممثل الواحد، وهذا الأمر متبع من بعض شركات الإنتاج التي تكرر نفسها مع الممثلين ذاتهم في كل عام، كيف تصف هذا الأمر؟

صراحة أعتقد بأن هنالك نوعاً من «غسيل الأموال» الذي يعتمد على تقدمة عمل تجاري وليس فنياً موجهاً للجمهور والمجتمع بالدرجة الأولى، كما أنني ألاحظ بأن هنالك ممثلين يشاركون في عدة أعمال في الموسم الواحد ولا أفهم كيف يمكنهم تقدمة كل هذه الأدوار ودراستها بالشكل المطلوب، وهذا الأمر سيء جداً في الدرجة الأولى للشركة المنتجة وللممثل وللدراما بشكل عام الذي مازالت تحاول أن تخرج من فجوة كبيرة جداً تسببت بتراجعها، لذلك يجب أن يكون هنالك أشخاص مسؤولة عن الدراما وكيفية تقديمها وتطويرها وعودتها لتألقها ونقائها.

• كيف وجدت الدراما السورية هذا العام، وهل ما زالت الدراما تخرج رأسها من بحر الخراب كما يقال؟

لا، برأيي الدراما السورية لهذا العام تعتبر جيدة جداً، خاصة أن الأعمال صورت في سورية كما أن المخرجين والممثلين والفنيين جميعهم سوريون وهذا الأمر رائع، ومن وجهة نظري أعتقد بأن الدراما السورية باتت تبتسم وتقول لقد عدت، وحقيقة عرضت أعمال مهمة جداً.

• ما الأعمال الرمضانية التي لفتت الممثل زهير عبد الكريم ضمن الموسم الرمضاني الحالي؟

لكي أكون صريحاً معكِ، لقد كنت أسمع من الجمهور عدة آراء، وخلال عطلة العيد المبارك بدأت أتابع بعض المقاطع لعدة مسلسلات، ومن الأعمال التي لفتت انتباهي هو عمل «جوقة عزيزة» الذي يقدم عرضاً بصرياً مدهشاً، بالإضافة إلى الشخصيات الدرامية المتميزة جداً وعلى رأسهم القدير «سلوم حداد»، كما أن الممثلة «نسرين طافش» استطاعت أن تجمع بين التمثيل والغناء والرقص وهذا أمر صعب لا يستطيع الجميع تقديمه، حقيقة العمل رائع ومدهش بصرياً ونحن بحاجة لهذه الأعمال المبتعدة عن انتقاد الواقع المعيشي.

• إذاً هل تقول إن الدراما يجب أن تقدم أيضاً أعمالاً تحمل في طياتها أنواعاً من الثقافة والمواضيع الاجتماعية وتبتعد عن الواقع بعض الشيء؟

الثقافة ليست من مهام الدراما فقط بل لديها مهام أخرى، لكن الدراما تستطيع أن تنتقي موضوعاً معيناً وتقوم بطرحه، لكن يجب عليها أن تقوم بدراسة جميع جوانبه المتعددة لكي يظهر بالشكل اللائق، ويجب على شركات الإنتاج أن تتعامل مع ممثلين قادرين على تجسيد الدور المطلوب لكي يحقق العمل النجاح، أما إذا كان التعامل مع ممثلين غير قادرين على إتقان الدور سيكون العمل سيئاً وساكناً وستخلق حالة من الجمود وعدم التفاعل بين العمل والمتابع.

• إذا أردنا العودة إلى الماضي نرى بأنك قدمت الكثير من الأدوار، أما الآن لم نعد نراك بكثرة في الأعمال الدرامية، ما سبب ابتعادك! وهل تم تنميطك درامياً؟

لا أحد يستطيع تنميطي، فقد قدمت الكثير من الأدوار خلال مسيرتي الفنية، لكن حقيقة لم تقدم لي أدوار تناسبني وتنصفني، بل قدموا لي دور «الشيخ» في عملين هما «الكندوش» و«مع وقف التنفيذ»، ووافقت على تقديمهما لكي أوضح للجميع بأن الممثل عندما يقدم بعض الأدوار وخاصة دور «رجل الدين» الذي يجب أن يقدم بطريقة مدروسة ومتوافقة مع الخط الدرامي لكل عمل، وحقيقة استطعت تقديمه بتلك الطريقة وحصلت على إشادات واسعة من قبل الجميع.

• هل ترى بأن الدراما السورية أعطتك حقك في التمثيل، أم لم تنصفك؟

لا أستطيع القول إنها أنصفتني أم لا، لكن أستطيع أن أقول إن هنالك تجاهلاً للممثل.

• نعلم بأنك شاركت بفيلم «حي المنازل» للمخرج سمير شميط والكاتب سامر محمد اسماعيل، ماذا تخبرنا عن هذه التجربة؟

السينما هي أهم من التلفزيون بكثير، وقدمت الكثير من الأفلام السينمائية التي عرضت في مهرجان «كان» وحصلت على جوائز، أما بالنسبة لفيلم «حي المنازل» فسوف أقدم من خلاله دور رب الأسرة البسيط الذي يعمل في المثلجات «البوظة الشامية البيضاء» التي لها مدلول كبير جداً في الفيلم، لذلك قررت أن أعود إلى السينما لأنني أحبها.

• في النهاية كيف تصف الواقع السينمائي السوري؟

دعيني أخبرك شيئاً، التمويل لأي عمل مهم جداً، وإذا لم يعطَ العمل الدرامي أو السينمائي حقه لا يحقق النجاح، والسينما لدينا اليوم تقوم بإعطاء الشباب فرصة جميلة للنهوض بالسينما من خلال تقديمهم للأفلام القصيرة، حقيقة حال السينما هو حال المسرح الكئيب، وأتمنى أن تكون أحوال السينما في الأيام القادمة أفضل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن