تخفيض مخصصات الإسمنت يؤدي إلى توقف معامل البلوك والبلاط … انتعاش سوق الإسمنت السوداء وسعر الطن وصل إلى 700 ألف
| السويداء- عبير صيموعة
اشتكى أصحاب معامل المنتجات الإسمنتية من (البلوك، والبلاط….) في السويداء من معاناتهم نتيجة ارتفاع سعر الإسمنت في السوق السوداء الذي أجبروا على شرائه للاستمرار بالعمل نتيجة تخفيض مخصصاتهم من مادة الإسمنت «المدعوم».
وأكدوا لـ«الوطن» عدم قدرتهم على تثبيت الأسعار بسبب الازدياد الدائم بأسعار الإسمنت في السوق السوداء، هذا فضلاً عن عدم قدرتهم على تأمين الكميات المطلوبة من المازوت الصناعي لزوم عملهم جراء عدم تزويدهم بها من اتحاد الحرفيين في السويداء واضطرارهم لشرائه من السوق السوداء لضمان استمرار عجلة الإنتاج ضمن منشآتهم الحرفية بالحد الأدنى.
وأكد أصحاب المعامل في جمعية «المنتجات الإسمنتية» فيما يخص مادة الإسمنت أنهم رفعوا كتاب تظلم لمؤسسة «عمران» بالسويداء، على خلفية إصدار إدارة المؤسسة قراراً بخفض مخصصاتهم إلى 30 بالمئة، بعد أن كانوا يحصلون على خمسين بالمئة منها لقرابة عامين.
وأشاروا إلى أن معاملهم باتت قيد التوقف الجزئي للبعض والكامل للبعض الآخر نتيجة توقف مؤسسة عمران عن إعطائهم مخصصاتهم إلى حين صدور السعر الجديد للإسمنت، فضلاً عن إبلاغهم أنهم لن يحصلوا إلا على 20 بالمئة من تلك المخصصات
وأكدوا أن بقاء الحال على ما هي عليه سيبقي مادة الإسمنت حكراً على معتمدي الشركات الخاصة والسماسرة وعلى تصريف الإسمنت الحر في السوق السوداء من خلال أشخاص يملكون رخص تعهدات وهمية، يستلمون بموجبها كميات كبيرة من المادة، ليقوموا ببيعها بضعفي سعرها الحقيقي، حيث أكد أصحاب المعامل أن «جمعية المنتجات الإسمنتية» تقدمت بشكوى لاتحاد الحرفيين الذي قام بدوره إلى تحويلها إلى المكتب الاقتصادي في فرع الحزب وبالنهاية لم تخرج الشكوى إلا بوعود لحلها من دون نتيجة تذكر، علماً أن تخفيض كميات الإسمنت وعدم حصولهم على مخصصاتهم من مادة المازوت (على حد قولهم) سيؤديان بالضرورة إلى إيقاف العمل الأمر الذي سينعكس سلباً على العاملين ضمنها لاضطرارهم لصرف عدد كبير منهم وتركهم عاطلين من العمل بالضرورة وجعل أسرهم من دون مدخول.
مصدر في إدارة مؤسسة «عمران» أكد لـ«الوطن» قيام المؤسسة بتسليم الحرفيين مستحقاتهم ولكن بنسبة ثلاثين بالمئة حسب توجيهات التعميم الصادر عن الإدارة لكل فروع المؤسسة في المحافظات»، عازياً سبب تخفيض الكميات المسلمة لانخفاض إنتاج معمل الإسمنت، وضمان توزيع المادة على كل الشرائح وخاصة مؤسسات القطاع العام ومشروعات الدولة، مشيراً إلى أن هنالك لجنة رقابية من مجلس المحافظة تقوم بالكشف على التخريجات والإدخالات كل ثلاثة أشهر.
بدوره رئيس جمعية المنتجات الإسمنتية في اتحاد حرفيي السويداء شوكت الأطرش أكد لـ«الوطن» أن معاناة أصحاب المعامل حقيقية ويجب حلها بالسرعة القصوى لأن تخفيض المخصصات أدى إلى لجوء البعض إلى شراء طن الإسمنت من السوق السوداء بـ700 ألف ليرة، علماً أن سعره النظامي لا يتجاوز 212 ألفاً، كما أدى إلى توقف عمل الكثير من المنشآت واضطرارها لصرف عمالها لعدم قدرتها على تغطية النفقات وخاصة أن كل عامل مسجل لدى التأمينات الاجتماعية يكلف المنشأة مبلغ 270 ألفاً سنوياً.
ولفت الأطرش إلى أن الكميات المحددة سابقاً من المؤسسة كانت 50 بالمئة من المخصصات ولكن تخفيضها إلى 30 بالمئة أدى إلى إحجام أصحاب المعامل عن الاستمرار بالعمل أو اضطرار البعض لتأمين جزء من احتياجهم من السوق السوداء الأمر الذي أدى إلى رفع سعر المنتج وبالتالي زيادة الأعباء على أصحاب المعامل والمواطنين على حد سواء.
وأكد الأطرش أنه للخروج من هذه الإشكالية ولو بشكل إسعافي حالياً لابد من تفعيل عمل لجنة متابعة المعامل والمنشآت الحرفية لتي تم تشكيلها من مؤسسة عمران وجمعية المنتجات الإسمنتية وبعضوية الخدمات الفنية والمحافظة التي يتمثل عملها بمتابعة المعامل الفعالة والتي تمتلك عمالاً ضمنها لتزويدها بمادة الإسمنت ورصد المنشآت والمعامل المتوقفة عن العمل وتحويل مخصصاتها لمصلحة العامل والفعال منها لضمان استمرار العمل ضمنها.
رئيس اتحاد حرفيي السويداء جمال حميدان أكد لـ«الوطن» مخاطبة جميع الحرفيين وأصحاب المنشآت الحرفية لتقديم طلبات بخصوص تزويدهم بمادة المازوت الصناعي لزوم عملية الإنتاج حيث تم وضع الجداول الموثقة بأسماء الحرفيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على المادة وفق سجلاتهم الصناعية وسيتم رفعها إلى الشركة الخاصة الموردة لمادة المازوت ليتم تزويدهم بالمادة خلال الأيام القليلة القادمة.