«حميميم» تشارك «الساحة الحمراء» الاحتفال بالذكرى 77 للانتصار على النازية.. وابن سلمان يهنئ الرئيس الروسي … بوتين: جيشنا يقاتل في أوكرانيا من أجل شعب دونباس وأمن الوطن

لم يحلْ بعد المسافة بين قاعدة حميميم والساحة الحمراء في موسكو، من أن تكون القلوب قريبة بين سورية وروسيا، وأن تشارك دمشق موسكو الاحتفال بالذكرى 77 لانتصارها على النازية في الحرب الوطنية العظمى، ولاسيما أنهما يخوضان اليوم حرباً على ورثة الإيديولوجيا النازية بشكليها الجديدين، القومية في أوكرانيا والإرهابية في سورية.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد في كلمة ألقاها خلال العرض العسكري الكبير الذي أقيم أمس الإثنين في الساحة الحمراء بموسكو أن الجيش الروسي يقاتل حالياً في أوكرانيا من أجل شعب دونباس ومن أجل أمن وطنه، مشيراً إلى أن روسيا اضطرت لصد عدوان محتوم عليها، بتحرك استباقي.

ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن بوتين قوله في تهنئة كل العسكريين والمحاربين القدامى بعيد النصر: نحن فخورون بجيل النصر الأبي الباسل وواجبنا هو الحفاظ على ذكرى أولئك الذين سحقوا النازية.
وأكد بوتين أن روسيا كانت دائماً تدعو إلى حوار نزيه وإلى أمن متساوٍ وغير قابل للتجزئة للجميع، مضيفاً: «عبثاً فإن دول الناتو لم ترغب في سماعنا، حيث كان لديه خطط مختلفة تماماً، وكانت هناك استعدادات لشن هجوم على دونباس وشبه جزيرة القرم».
وأوضح أن «الناتو» بدأ يزحف نحو أراضي جوار روسيا عسكرياً، مقترباً من حدودها، وكل الدلائل كانت توحي بأن الصدام مع النازيين الجدد أمر لا مفر منه.

وتابع: إن روسيا صدت العدوان بشكل استباقي، وإن ذلك كان قراراً اضطرارياً اتخذ في الوقت المناسب وهو كان القرار الصائب الوحيد.

وأشار بوتين إلى أنه بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، بدأت الولايات المتحدة بالتحدث عن «فرادتها»، مهينة ليس العالم بأسره فحسب بل وحتى من يدور في فلكها وهم قبلوا ذلك بخنوع، لكن روسيا بلد من قبيل مختلف، وأنها لن تتخلى أبداً عن احترامها لجميع الشعوب والثقافات، وهو ما قرر الغرب إلغاءه، وأضاف: «روسيا لن تتخلى أبداً عن حب الوطن والإيمان والقيم التقليدية».
وأكد بوتين أن مقاتلي دونباس وجنود الجيش الروسي يقاتلون في أرضهم، وقال مخاطباً إياهم: أنتم تقاتلون من أجل الوطن والمستقبل، كي يكون العالم خالياً من الجلادين والنازيين.
وشدد بوتين على أن «مصرع كل جندي أو ضابط مأساة بالنسبة لنا جميعاً وخسارة لا تعوض لذويهم»، متعهداً ببذل قصارى الجهد لمساعدة أسر وأطفال العسكريين الذين سقطوا أوكرانيا.
وخلال كلمته، أعلن بوتين دقيقة صمت تكريماً لأرواح شهداء الحرب الوطنية العظمى.
وفي السياق أعلن مكتب الحرس الوطني الروسي صدور مرسوم عن بوتين بتقليد 18 من أفراد الحرس الوطني بأوسمة البطولة، ومنح الجوائز التقديرية لـ124 عسكرياً آخرين على بسالتهم في أوكرانيا.
ونقلت «روسيا اليوم» عن المكتب قوله في بيان: «بموجب مرسوم صادر عن الرئيس الروسي منح 18 من رجال الحرس الوطني الأوسمة والجوائز الحكومية على شجاعتهم في أداء مهامهم في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا»، كما تم بموجب المرسوم تكريم 124 عسكرياً ومنحهم الجوائز التقديرية.
وكعادتها في 9 أيار من كل عام، شهدت الساحة الحمراء أمس عرضاً عسكرياً كبيراً، ومن اللافت أنه شارك في هذه المرة عسكريون من الوحدات التي تقاتل على جبهات العملية الخاصة في أوكرانيا، وشارك في العرض 11 ألف عسكري و131 قطعة من المعدات العسكرية، في حين ألغي الجزء الجوي من العرض في آخر لحظة بسبب الأحوال الجوية السيئة.
ومن موسكو إلى حميميم كان المشهد متقارب.. حيث جرى احتفال مركزي في قاعدة حميميم بمناسبة الذكرى السابعة والسبعين لانتصار الشعب الروسي في حربه الوطنية العظمى على النازية.
وجرى خلال الحفل استعراض عسكري شارك فيه صنوف الجيش العربي السوري، كما تم استعراض صنوف عدة من السلاح الروسي.
كما نفذ الطيران الروسي المتواجد في القاعدة استعراضات جوية، وألعاباً نارية.
وفي السياق ذكرت وكالة «SPA» السعودية أن ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان أرسل برقية تهنئة إلى بوتين، بمناسبة يوم النصر.
وأشارت الوكالة إلى أن ابن سلمان تمنى لبوتين الصحة والعافية، ولحكومة وشعب روسيا المزيد من التقدم والازدهار.