لم يستبعد سياسي كردي، أن تساند ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية– قسد» التي تسيطر على مناطق شاسعة في شمال شرق سورية حزب «العمال الكردستاني- PKK» الذي تجري بينه وبين الجيش العراقي منذ أيام اشتباكات في منطقة سنجار العراقية.
السياسي الكردي المقرب من «قسد» وPKK»» كان يتحدث في تصريح لـ«الوطن» حول ما تردد من أنباء عن نقل «قسد» تعزيزات إلى المناطق الواقعة بالقرب من الشريط الحدودي مع العراق بريف الحسكة الشرقي، واحتمال تقديمها الدعم العسكري لـPKK»» في منطقة سنجار العراقية التي تشهد توتراً أمنياً على خلفية الاشتباكات بين الجيش العراقي ومجموعات من الحزب، وإن كانت «قسد» يمكن أن تقدم على ذلك.
وقال السياسي الكردي الذي فضل عدم ذكر اسمه: «لناحية ممكن، لأن الوضع هناك متوتر جداً، إذ هناك صراع عراقي تركي كردي وأيضاً كردي كردي بين البيشمركة والـPKK»» للسيطرة على سنجار.
ولفت السياسي الكردي إلى اندلاع اشتباكات بين الجيش العراقي ومجموعات «الكردستاني» منذ 15 يوماً داخل بعض المدن والقرى في سنجار وكانت هناك خسائر وضحايا، ما أدى إلى حدوث هجرة مرة أخرى للأيزيديين إلى المخيمات «ولكن ليس لدينا معلومة حول عملية حشد «قسد» لقواتها على الحدود».
وأوضح، أن «الأوضاع متوترة جداً، ذلك أن تركيا من جهة تضغط على الحكومة العراقية لطرد «الكردستاني» من سنجار وهم مؤسسو مجموعات PKK فيها ولهم جذورهم في المنطقة ودافعوا عنها، وهناك اتفاق أربيل بين البيشمركة والحكومة العراقية للسيطرة على منطقة سنجار، وبالتالي هناك صراع يبدو أنه نوع من محاصرة قوات «قسد» في سورية وقطع البوابة العراقية الكردية عليها».
وفي السنوات الأولى للحرب الإرهابية على سورية والمستمرة منذ منتصف آذار 2011 استغل حزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي- PYD» في سورية هذه الحرب وعمل مع مجموعة من الأحزاب في الشمال بدعم من الاحتلال الأميركي على تشكيل ما سماه «الإدارة الذاتية» في مناطق سيطر عليها في شمال وشمال شرق سورية.
وتعد ميليشيات «وحدات حماية الشعب» الكردية الذراع المسلحة لـ«PYD» وبالوقت نفسه تعتبر العمود الفقري لميليشيات «قسد» التي تهمين على «الإدارة الذاتية».
ويصنف النظام التركي PKK»» كمنظمة إرهابية، ويتهم «PYD» وذراعه المسلحة بأنهما فرع PKK»» في سورية.
وأول من أمس ذكرت مواقع إلكترونية، أن «قسد»، نقلت تعزيزات إلى المناطق الواقعة بالقرب من الشريط الحدودي مع العراق بريف الحسكة الشرقي، معتبرة أن ذلك خطوة تشير لاحتمال تقديمها الدعم العسكري لـ مجموعات PKK»» في سنجار.
ونقلت المواقع عن مصادر أهلية أن «قسد» بدأت تحركات في المناطق القريبة من الحدود مع منطقة سنجار العراقية، التي تشهد توتراً أمنياً على خلفية الاشتباكات بين الجيش العراقي ومجموعات «الكردستاني»، التي تنتشر فيها، ولم تسجل أي حادثة لـ«انزلاق النيران»، إلى داخل الأراضي السورية حتى الآن.
وأشارت المواقع إلى أن وسائل إعلام محسوبة على «قسد» سبق أن نقلت عن القيادي سيامند علي قوله: «مستعدون في كل لحظة للدفاع عن شعب سنجار، وجبالها التي صمدت في وجه الأعداء»، مضيفاً: «نحن مقاتلي وحدات حماية الشعب لا نقبل أن تتعرض سنجار لهجمات جديدة». واعتبرت المواقع أن تلك التصريحات تشير لنية لدى «قسد» التدخل في الشأن العراقي لإسناد PKK»».
ونقلت المواقع عن مصادر، أن فرقة طبية وتجهيزات عسكرية تابعة لـ«قسد» تمركزت في مناطق قريبة من الحدود شرق مدينة الشدادي وبلدة الهول، ومن المرجح أن تكون الطرق القديمة التي كانت تستخدم من قبل المهربين، هي المستخدمة في عملية نقل الإمداد الذي ستقدمه «قسد» لـPKK»».
ومؤخراً أطلقت الحكومة العراقية مشروعاً لبناء جدار يفصل طرفي الحدود مع سورية بهدف الحد من تنقل التنظيمات الإرهابية بين أراضي البلدين، وبدأت بغداد مشروعها الأمني انطلاقاً من أراضي منطقة سنجار.
وذكرت وكالة «أ ف ب»، أن سنجار شهدت على مدى يومي أمس وأول من أمس اشتباكات عنيفة بين الجيش العراقي ووحدات حماية سنجار المرتبطة بـPKK»» الذي يشنّ منذ عقود تمرداً ضدّ النظام التركي.
وتتهم وحدات حماية سنجار، المنضوية كذلك ضمن الحشد الشعبي العراقي، الجيش بأنه يريد السيطرة على المنطقة وطردها منها، في حين يريد الجيش العراقي تنفيذ اتفاقية بين بغداد وأربيل، تقضي بانسحاب المقاتلين الأيزيديين وحزب «العمال الكردستاني» من سنجار، حسب «أ ف ب».
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية الخميس الماضي عن وصول «تعزيزات عسكرية» كبيرة إلى سنجار «لفرض القانون». وأضافت في بيان: إنها لن تسمح «بوجود المجاميع المسلحة» في القضاء.
وتقع منطقة سنجار أيضاً في مرمى نيران الغارات الجوية المتفرقة التي يشنّها النظام التركي ضدّ قواعد PKK»».