«التركي» كثف اعتداءاته على ريفي حلب والرقة الشماليين … الجيش يرد بقوة على تصعيد «النصرة».. ويمنع دورية للاحتلال الأميركي من العبور شمالاً
| حلب - خالد زنكلو - حماة- محمد أحمد خبازي - دمشق- الوطن- وكالات
رد الجيش العربي السوري بقوة أمس على خروقات الإرهابيين لاتفاق وقف إطلاق النار في منطقة «خفض التصعيد»، ومنع حاجز له في شمال الحسكة دورية للاحتلال الأميركي من العبور، على حين كثف الاحتلال التركي اعتداءاته على ريفي حلب والرقة الشماليين، في مسعى لخلق معادلة جديدة يفرض من خلالها واقعاً عسكرياً بإشعال المنطقتين تمهيداً لشن عمل عسكري باتجاههما، مستفيداً من انشغال موسكو وواشنطن بتداعيات الحرب في أوكرانيا.
وبيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الجيش دك بمدفعيته الثقيلة مواقع لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحلفائه في محاور سهل الغاب الشمالي الغربي، ومواقع أخرى للإرهابيين في سفوهن وفليفل والفطيرة والبارة وكنصفرة وبينين وكفر عويد بريف إدلب الجنوبي.
وأوضح أن ضربات الجيش كانت رداً على تصعيد «النصرة» وحلفائه من اعتداءاتهم بقذائف صاروخية على نقاط عسكرية في عدة محاور بسهل الغاب الشمالي الغربي وإدلب الجنوبي، في محاولة انتقامية بعد خسارتهم أول من أمس نحو 10 إرهابيين بين قتيل وجريح، باستهداف الجيش عربتهم بصاروخ موجه بريف حماة الشمالي الغربي.
وفي البادية الشرقية، بيَّن مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة، تواصل عمليات البرية بتمشيط قطاعات البادية من خلايا تنظيم داعش الإرهابي.
وأوضح أن العمليات تتركز بقطاعات بادية دير الزور التي تواجه فيها الوحدات المشتركة خلايا داعش وتشتبك معها وتردي العديد من أفرادها.
في الغضون، منع حاجز للجيش على أطراف بلدة تل تمر شمال الحسكة دورية للاحتلال الأميركي من العبور نحو بلدة تل تمر قادمة من قاعدة تل البيدر غير الشرعية شمال الحسكة، وأجبرها على العودة، وذلك وفق مواقع إلكترونية معارضة.
في المقابل، بدا أن شمال وشمال شرق سورية مقبل على جولة جديدة من العنف وعدم الاستقرار جراء التصعيد العسكري للنظام التركي، الذي قاس ويقيس ردود أفعال الضامنين على خروقاته المتكررة لوقف إطلاق النار الساري المفعول منذ تشرين الأول 2019، ويرى أنها ضعيفة لا ترتقي إلى مصاف طموحاته وأجندته الاستعمارية بالتوسع وضم أراض سورية جديدة إلى نفوذه، في انتظار الأوامر العسكرية بشن عدوان من رئيسه رجب طيب أردوغان.
ورأت مصادر محلية في ريف حلب الشمالي الأوسط لـ«الوطن»، أن حال الشد والجذب الدائر فيه جراء الاستهدافات المتبادلة بين الاحتلال التركي ومرتزقته من جهة وميليشيات «قسد» من جهة أخرى، دفع بالمنطقة الحيوية إلى صفيح ساخن يتخذ منه نظام أردوغان ذريعة لتنفيذ وعوده التي أطلقها في تشرين الأول الماضي باغتصاب أراض سورية جديدة قي قطاع إستراتيجي تقع ضمنه بلدات ومدن في مقدمتها تل رفعت.
وقالت: إنه لا يمر أسبوع من دون وقوع اشتباكات واستهدافات بين طرفي القتال في ريف حلب الشمالي الأوسط، الذي يواصل فيه الاحتلال التركي ومرتزقته ضرباتهم المدفعية والصاروخية نحو القرى والبلدات المأهولة بالسكان، وخصوصاً الواقعة على خطوط التماس التي اضطر معظم سكانها للنزوح منها صوب مناطق أكثر أمناً في تل رفعت وريفيها الشمالي والشرقي.
وأمس، قصفت مدفعية الاحتلال التركي بلدتي أم حوش وأم سموقة شمال حلب، ما خلق حالاً من الهلع في صفوف الأهالي الذين تضررت منازلهم وحقولهم بفعل القصف، وذلك بعد قصف متقطع في الليلة السابقة طال البلدتين مع بلدات أبين وشعالة وزيوانة مع تلها، من دون تسجيل إصابات في صفوف المدنيين، وفق قول المصادر.
مصادر أهلية في ريف حلب الشمالي الشرقي، ذكرت لـ«الوطن»، أن الاحتلال التركي صعد عسكرياً أمس، حيث شهدت بلدتا حزوان وعبلة الواقعتان إلى الجنوب الغربي من مدينة الباب قصفاً مدفعياً وبقذائف الهاون استهدف منازل المدنيين من دون التمكن من معرفة الإصابات البشرية أو الأضرار المادية فيهما.
إلى ريف الرقة الشمالي، وبالتحديد في ريف عين عيسى الغربي، أفادت مصادر محلية «الوطن»، بأن حملة مكثفة من القصف المدفعي الصاروخي نفذها أمس الاحتلال التركي ومرتزقته في محيط الطريق الدولية «M4»، التي تصل حلب بالحسكة وتحاذي عين عيسى، وذلك بغية شل الحركة المرورية ودفع الأهالي للنزوح، على غرار ما فعله الاحتلال على مدى الأشهر الخمسة المنصرمة.
المصادر بينت أن القصف التركي استهدف أيضاً بلدة معلق غربي عين عيسى، التي أصيبت فيها منازل المدنيين بأضرار جسيمة عدا نفوق عدد من مواشيهم بفعل القصف المتكرر.
وتوقعت المصادر استمرار الاعتداءات التركية على أرياف عين عيسى وعلى مركز الناحية، الواقعة تحت سيطرة «قسد»، في المدى القريب لحين اتخاذ قرار من رأس النظام التركي بشن عدوان لضم الناحية إلى منطقة تل أبيض التي يحتلها، بالتوازي مع عدوان آخر لقضم ناحية تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي وضمها إلى منطقة رأس العين المحتلة منذ أواخر 2019.