ثقافة وفن

أحمد الأحمد «غول تمثيل» في «العائدون» … الدخول في أعماق الشخصية وتجسيدها بطريقة حقيقية ومقنعة

| وائل العدس

هو فنان حقيقي، أكاديمي، مهني، عُرف من خلال الأدوار الكوميدية، لكن إبداعه في الأعمال التراجيدية لم يقل نجاحاً عما قدمه في الكوميديا.

منذ تخرجه في المعهد العالي للفنون المسرحية، لم يوفر النجم أحمد الأحمد جهداً ليثبت نفسه بين كبار الممثلين السوريين، وهذا ما كان بعد مسيرة طويلة وحافلة بالنجاحات قدّم فيها أكثر من سبعين مسلسلاً سورياً في دراما متنوعة بين الكوميدي والاجتماعي والشامي والتاريخي.

هو فنان من العيار الثقيل في أي لون يلعبه، حين تشاهده في أي عمل تجد نفسك أمام موهبة تمثيلية جبارة، تسحبك معها لتعيش قصتها وتتأثر بانفعالاتها وتصدق مشاعرها وهو ما حققه بالفعل ومازال منذ بدايته عام 2001 مع المخرج الراحل حاتم علي في «صلاح الدين الأيوبي» وحتى آخر عمل قدمه في رمضان المنصرم بدور «سياف» أحد قادة تنظيم داعش الإرهابي، الذي يتزوج من إحدى الفتيات عنوة، من دون سابق معرفة، يقتل بدم بارد من دون تردد أو ندم، فكان التحدي الأكبر من خلال الدخول في أعماق الشخصية، وتجسيدها بطريقة حقيقية ومقنعة.

وبعد نجومية مستحقة في الدراما المحلية، حقق الأحمد نجومية ثانية، لكن هذه المرة في الدراما المصرية التي يصعب الدخول إلى سوقها الدرامي ويصعب أكثر النجاح فيها وسط عدد كبير جداً من النجوم.

الأحمد سجل مشاركته الأولى في بلد الأهرامات من خلال شخصية «السياف» في مسلسل «العائدون» من تأليف باهر دويدار وإخراج أحمد نادر جلال وتمثيل أمير كرارة ومحمد فراج وأمينة خليل ومحمود عبد المغني وهاني رمزي ومحمد ممدوح وصبري عبد المنعم وآخرين. وتدور الأحداث حول محاولات المخابرات المصرية التصدي للإرهاب الداعشي.

غول تمثيل

كيمياء كبيرة شعر بها الجمهور في مشاهده مع النجم المصري محمد فراج وظهر ذلك جلياً في الصدى الذي حققته تلك المشاهد على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان تعليق الأحمد على ذلك: «هذه الكيمياء التي شعرتم بها هي نفسها التي تولدت في أثناء صناعة المشهد، وهذا أمر جميل أن يصل إحساس الممثل للمتلقي من دون أي شوائب، ولا يتحقق هذا الشرط من دون الشراكة؛ وأقصد كل شركاء صناعة المشهد».

وقال النجم المصري في سؤال عن رأيه بأداء أحمد الأحمد: «تشرفت جداً بالعمل لأول مرة مع النجم الكبير أحمد الأحمد، هذا الفنان المختلف، غول تمثيل، ولو هناك مشاهد قوية لي فهو سبب من أسبابها واستمتعت فنياً بتعاوني معه».

الأحمد وفي تعليقه على هذه المشاركة قال: «كان لي شرف المشاركة في دراما مصر العريقة، والتي أحبها»، موضحاً أن توقع النجاح لأي عمل فني تكون نسبه عالية إذا تحققت الشروط بين نص ممتاز ومخرج كبير ونجوم مهمين وشركة إنتاج رائدة، وهذا ما حصل، والحمد لله فقد عملنا جميعاً كشركاء لإنجاحه».

وعن قيامه بدور سياف الكيلاني القيادي الإرهابي في داعش، قال: «سعيد جداً بالنجاح الذي حققه دوري، فقد كان تحدياً لي لما فيه من صعوبة وتركيب».

وعن استعداده للدور، أوضح أنه تفرغ تماماً لأداء دور «سياف»، إضافة إلى عمله بشكل مستمر على تفاصيل الشخصية كافة: «تفرغت للدور تماماً وبحثت في ماهية الشخصية ودوافعها ورغباتها وأهدافها لخلق حالة مقنعة وحقيقة للجمهور».

إضافة رائعة

الناقد الأمير أباظة رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي علق على نجاح الأحمد قائلاً: «أحمد الأحمد في شخصية «سياف» في مسلسل «العائدون» إضافة رائعة للدراما المصرية بعد نجاح كبير في سورية سواء في السينما أم الدراما، موهبة كبيرة، مثقف، أداء متمكن وفهم لطبيعة الشخصية وتقلباتها، شارك في مهرجان الإسكندرية في دورته السابعة والثلاثين بفيلم «الظهر الي الجدار» وفاز بجائزة أفضل ممثل في المسابقتين الدولية والعربية.

مسلسلان

ويشار إلى أن أحمد الأحمد اكتفى هذا العام ببطولة المسلسل المصري مع مشاركة بسيطة في الجزء الخامس من مسلسل «بقعة ضوء». عام 2001 عندما اختاره المخرج الراحل حاتم علي للعب دور «همفري» في مسلسل «صلاح الدين الأيوبي»، أشار معظم من تابعه إلى ولادة ممثل متميّز واعد بمستقبل مضيء.

من أبرز مسلسلاته الكثيرة «هولاكو، ذكريات الزمن القادم، هومي هون، الانتظار، قاع المدينة، قلبي معكم، أهل الغرام، فنجان الدم، الصندوق الأسود، الخربة، السراب، قمر شام، المفتاح، قلم حمرة، حمام شامي، ضبوا الشناتي، فتنة زمانها، الندم، الطواريد، شوق، شبابيك، الواق الواق، الحرملك، ببساطة، خريف العشاق».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن