رياضة

رعاية ودعاية

| مالك حمود

نادينا مراراً بضرورة استقطاب الجهات الاقتصادية المحلية لدعم رياضتنا.

وطالبنا كثيراً للتحرك الفاعل على المحور التسويقي لجذب الشركات المتحمسة لمساندة كرة السلة السورية من خلال رعايتها لفعالياتها سواء على مستوى المنتخبات أم المسابقات.

وسررنا بدخول إحدى هذه الشركات لرعاية منتخبنا الوطني للرجال بكرة السلة.

وسعدنا بدخول الشركة ذاتها لرعاية مسابقات سلتنا للكبار سواء للدوري أم الكأس.

وتوقفنا ملياً عند صيغة البيان الصادر عن اتحاد كرة السلة وعبر صفحته الرسمية وخصوصاً بتوصيفه لدور هذه الشركة على أنها ستكون الراعي لمسابقات سلة الكبار، وأنها ستكون أيضاً شريكا لاتحاد كرة السلة.!

كنا نتمنى من اتحاد السلة تحديد معنى كلمة (شريك) وهل يجوز لجهة خاصة أن تكون شريكة لمؤسسة حكومية رسمية؟ وما هي مساحة وتفاصيل هذه الشراكة؟! وهل يمكن للشريك التدخل بالقرار مثلاً؟!

وإذا كانت الغاية تفخيم دور هذه الشركة لزيادة حماسها، فكان الأجدر التحدث بلغة التسويق والترويج الإعلاني واعتبارها (راعياً ذهبياً) للمسابقة. دون إطلاق تسميات غير مدروسة.

وهل يجوز التعاقد مع جهة لرعاية المسابقة بعدما تم بيع الحقوق الإعلامية والإعلانية الخاصة بهذه المسابقة لقناة تلفزيونية؟

وهل قامت القناة التلفزيونية أصلاً بتنفيذ كل البنود المتفق عليها في عقد الرعاية الموقع معها بداية الموسم الماضي؟! ومنها النقل التلفزيوني المباشر لعدد معين من المباريات في كل أسبوع؟

وهل كان النقل المباشر لبقية المباريات عبر النت في متناول الجميع؟

وهل تم البحث والتباحث مع القناة التلفزيونية المذكورة حول الشكاوي الكثيرة من عشاق كرة السلة السورية بعدما ضاقوا ذرعاً في إمكانية مشاهدة المباريات.

أليس من حق أهل السلة معرفة تفاصيل العقد الموقع مع الشركة المحلية ومعرفة المقابل المادي لهذه الرعاية والدعاية؟

وأليس من حق الأندية المشاركة في المسابقات الحصول على حصصها من هذه الرعاية؟!

وهل يجوز إطلاق عبارة رعاية المسابقات من دوري وكأس دون تحديد الموسم الذي ستتم خلاله هذه الرعاية؟!

التحرك على الخط التسويقي والترويجي يبدو فعالاً لدى الاتحاد الحالي لكرة السلة، وهذه نقطة إيجابية، ولكن المسألة بحاجة لضوابط ومحددات وشفافية إضافة لإنصاف الأندية المشاركة باعتبارها جزءاً أساسياً في المعادلة، وهي البطل الرئيسي للرواية وهي التي يجدر دعمها مادياً لمساعدتها ولو بجزء من المصاريف التي تتكبدها في عقود اللاعبين والمدربين والمبالغ الكبيرة التي تدفعها لاستقدام لاعبين أجانب لتحسين المسابقة وتقويتها وزيادة جماليتها في أدوارها الحاسمة.

المسألة بحاجة لخطوات دقيقة، وبيانات مدروسة، ولغة واضحة ومنصفة للجميع.

فالرعاية والدعاية يجب أن تحملا الخير الذي يعم على الجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن