اقتصاد

المدير العام المساعد لـ«الفاو» لـ«الوطن»: الأولوية لدعم صغار المنتجين .. وزير الزراعة يدشّن مرحلة التعافي المبكر

| هناء غانم

قضايا عديدة ناقشها وزير الزراعة محمد حسان قطنا مع المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «الفاو» عبد الحكيم الواعر بهدف تعزيز التعاون المشترك في القطاع الزراعي والعمل على تنفيذ المشاريع الزراعية التي تحقق الأمن الغذائي في المنطقة وتقييم المشاريع المنفذة مع «الفاو» ورؤية الوزارة للمرحلة القادمة حول آلية التعاون والتنسيق وكيفية بناء القطاع الزراعي في سورية على أسس علمية.

وزير الزراعة قال خلال اللقاء الذي عقد في وزارة الزراعة إن الموارد المائية وتحقيق الأمن الغذائي أصبحا أهم محورين لاستقرار المجتمعات في ظل التحديات التي تواجه العالم بشكل عام ومنطقتنا بشكل خاص من تغيرات مناخية وندرة موارد مائية وأرضية والظروف الصعبة التي نعيشها في سورية نتيجة الحصار والعقوبات الظالمة وصعوبة تأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي لتأمين احتياجات السكان من الغذاء، لافتاً إلى أن الوزارة قامت بدعوة منظمة الفاو وستدعو كل المنظمات لنتشارك معها في بناء اقتصاد زراعي تنموي تنافسي.

وأشار الوزير إلى أهمية التعاون الوثيق مع منظمة الفاو التي ننفذ معها عدداً من المشاريع والتي كان لها دور كبير سواء في فترة ما قبل الحرب، أم خلالها حين تدخلت في تحسين سبل العيش والمشاريع الخاصة بالاستجابة الطارئة، لذا كان لابد أن نجتمع لنقيم المرحلة السابقة وننتقل لمرحلة التعافي المبكر أو تأسيس المشاريع التنموية للمستقبل، وسنناقش ونقيم المشاريع التي تم تنفيذها من عام 2011 حتى الآن، لافتاً إلى ضرورة الاعتماد على نتائج ملتقى القطاع الزراعي الذي رسم السياسات الزراعية والإستراتيجيات التي يجب تطبيقها للمرحلة القادمة 2020 /2030 لإعادة النهوض بالقطاع الزراعي ليكون قطاعاً تنموياً تنافسياً، والذي تم من خلاله تحديد المشاريع التي يجب تنفيذها والمشاريع التي يمكن للمنظمات أن تساعدنا في تنفيذها، كما سيتم الاطلاع على البرامج والمشاريع المطروحة من وزارة الزراعة في المرحلة القادمة واعتماد اتفاقية إطارية وبرامج محددة مستقبلية لتدخل منظمة الفاو في هذه المشاريع التي تهدف إلى دعم التنمية الريفية والثروة الحيوانية وتعزيز البحوث العلمية الزراعية وتنفيذ البرامج الخاصة بتطبيق التقنيات الزراعية الحديثة وتعديل الممارسات الزراعية التي تحقق أعلى بعد اقتصادي، إضافة إلى تحقيق التنمية الريفية والاستقرار المجتمعي، مشيراً إلى أن الهدف من تشاركية المنظمات هو نقل التقانة ونقل التجارب الدولية إلى سورية والاستفادة من الخبرات الموجودة في دول أخرى لدعم وتطوير القطاع الزراعي السوري وخاصة في المرحلة الأخيرة.

وأكد قطنا اهتمام الحكومة بالتعاون مع جميع المنظمات ولاسيما «الفاو» لدورها الكبير في دعم القطاع الزراعي والمائي، وبين أنه خلال الفترة السابقة كان هناك العديد من المشاريع ذات الصلة بإدارة وحماية الغابات وإدارة ومكافحة الآفات ومشاريع الثروة الحيوانية وبعض البرامج لإدارة الموارد الطبيعية التي تم تنفيذها بالتعاون مع «الفاو»، وكذلك العمل على تأسيس المركز الوطني للسياسات الزراعية، مشيداً بالأثر الإيجابي لهذه المشاريع الذي انعكس على استقرار السكان ووفر للمهجرين سبل العيش، ومؤكداً أن التخطيط الجيد يجب أن يعتمد على التنمية الريفية التي هي أساس كل تطور في المجتمع وعلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الإستراتيجية والاستثمار الجيد للموارد الموجودة بما يضمن استدامتها، على أن يترافق ذلك مع برامج تدريب وتوعية للفلاحين لتحقيق أفضل إنتاجية والنهوض بالقطاع الزراعي ليكون قطاعاً تنموياً.

بدوره المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية «الفاو» الواعر أكد أن وجوده في سورية اليوم هدفه مناقشة أفق وبرامج التعاون مع وزارة الزراعة، وأن اللقاء تناول مراجعة شاملة لكل برامج وأولويات التعاون بين المنظمة وسورية من خلال الإستراتيجيات التي تضعها الوزارة، والعمل على تحديد أولويات التعاون في المرحلة القادمة لحشد المزيد من الموارد لدعم التنمية الزراعية التي تعود بالفائدة على صغار المزارعين والتنمية الريفية، مضيفاً: إنه يجب عدم إهمال الجوانب المتعلقة بحماية الغابات والثروة الحراجية وتشجيع وسائل العيش بالمناطق الريفية.

وتابع: إن سورية اليوم تمر بمرحلة صعبة وهي التعافي من الحرب، إضافة إلى مواجهة الآثار السلبية المتوقعة على كل الإقليم وكل دول العالم، مؤكداً أن كل هذه التحديات تضاف إليها التحديات القائمة من تغيرات المناخ وندرة الموارد المائية وتذبذب مواسم هطل الأمطار تضع أمام الجميع التزامات أكبر لإعادة النظر في أولويات التعاون بين منظمة الفاو ووزارة الزراعة السورية لتحديد أولويات المرحلة القادمة والوصول إلى تحقيق الخدمة ذات الكفاءة والأثر الجيد على مستوى المزارعين وصغار الفلاحين ودعم المناطق الريفية لتأمين الأمن الغذائي على مستوى الدولة.

وفي تصريح لـ«الوطن» أكد أن هناك الكثير من المبادرات التي قام بها مركز أكساد لمصلحة العديد من الدول العربية لعقود ماضية، وأن احتضانه في سورية رغم الحرب والظروف الصعبة بحد ذاته تحد كبير جداً، موضحاً أن الأزمة الأوكرانية ألقت بظلالها على المنطقة العربية من حيث الأمن الغذائي وتوفير وزيادة إنتاجية الحبوب باعتباره الغذاء الأساسي للمنطقة، لافتاً إلى الدور الأساسي والمهم «لأكساد» بالتعاون مع «الفاو» في وضع أساسيات تحسين نوعيات البذور المستخدمة من القمح والشعير للزراعة في الأماكن القاحلة.

وبين الواعر أن زيارته إلى سورية ستشمل بعض المناطق الزراعية في المحافظات لتقييم بعض المشاريع على أرض الواقع وإعادة إحيائها لتحسين سبل العيش ولتكون هذه المشاريع أنموذجاً جيداً لإطلاق نماذج جيدة ومن ثم تعميمها على كل المحافظات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن